“تموز الحار” باكورة أعمال الكاتبة السورية مريم إدريس

فريق التحرير3 يونيو 2018آخر تحديث :
غلاف رواية “تموز الحار” للكاتبة مريم إديس

حرية برس: 

عن دار “ورقات للنشر والتوزيع” صدرت مؤخراً رواية “تموز الحار” للكاتبة السورية مريم إدريس، وهي باكورة الأعمال الأدبية للكاتبة السورية المقيمة في تركيا.

“تموز الحار” التي تقع في نحو 136 صفحة من القطع المتوسط تحكي أحداثاً عن مصائر شخوص يعيشون زمن التحولات الكبرى وتحديات الوجود في هذا العصر المجنون والعاصف بالأحداث، ويتناول السرد بشكل خاص قصة عائلتين تقيمان في تركيا، إحداهما تركية، والأخرى عائلة سورية دفعتها الحرب التي شنها نظام الأسد على شعبه المطالب بالحرية إلى اللجوء إلى تركيا، حيث شعرت بالأمان والاطمئنان في هذا البلد الذي استقبل ملايين السوريين، لكن هذه العائلة تجد نفسها اعتباراً من يوم 15 تموز / يوليو من العام 2016 ولمدة 5 ايام متتالية رهن الخوف والقلق والرعب من مصير مجهول جراء حدوث الانقلاب الفاشل في تركيا.

وخلال أيام الانقلاب كان السؤال الكبير الذي يساور كل لاجئ سوري في تركيا هو: ما مصيرنا الآن؟

وكما هو حال الخوف والقلق عند شخصيات العائلة السورية في الرواية، كانت شخصيات العائلة التركية تعيش قلقها الخاص على الوطن ومصيره، ورعبهم من خطر فقدان الأمن والاستقرار الذي ينعمون فيه.

وتسير أحداث الرواية لتشهد شخصيات العائلتين السورية والتركية وتعيش نفس مشاعر القلق، ومن ثم ذات مشاعر الفخر بشجاعة الشعب التركي الذي تصدى لانقلاب العسكر ودباباتهم في الشوارع بالصدور العارية فقط، وإرادة الأتراك الصلبة، قبل أن تتحول كل هذه المشاعر إلى فرح غامر بالنصر على الانقلاب وجنوده واستعادة البلاد من قبضة الرعب.

“تموز الحار” رواية تهديها كاتبتها “مريم إدريس” للشعب التركي البطل الذي استضافها واستضاف السوريين اللاجئين بكرم وود، وللسوريين الذين وثقت في روايتها إصرارهم وتصميمهم على نيل حريتهم مهما غلت الأثمان.

الكاتبة مريم إدريس مع روايتها “تموز الحار”

الكاتبة مريم إدريس من مواليد محافظة اللاذقية في سوريا في العام 1995، وغادرت سوريا في العام 2011 وهي في السابعة عشر من عمرها، مع التصعيد الأمني الوحشي الذي شنه نظام الأسد على الثوار والشعب السوري الذي انتفض على حكم طاغية دمشق.

وبتصريح لموقع “حرية برس” تقول مريم إدريس عن روايتها: “الرواية تحكي قصتين، أحداهما سورية والثانية عن عائلة تركية، لكننا لانستطيع فصلهما، لأن الأحداث متشابكة بمعظمها، فمن خلال عرض مأساة السوريين في شخص البطل والبطلة، أسلط الضوء عن فئات أخرى وانتماءات مختلفة يحكمها الخوف، كما يقيدها المال والسلطة، لنرى انقسام السوريين بين مؤيد ومعارض ورمادي و….”

وتضيف الكاتبة: “لابد من تراجيديا لرواية ما حدث للبطل مع خلفية تاريخية توثق الحرب على السوريين ومحاولة وأد ثورتهم، أما عن العائلة التركية في الجزء الثاني فهي دراما أيضآ بخلفية تاريخية لأحداث الإنقلاب العسكري الفاشل”

وتقول مريم إدريس: “تحكي الرواية عن عائلة تركية مثيرة للاهتمام، مع إضاءات على المجتمع التركي وثقافاته، وتقع أحداث الرواية مابين 15 الى 20 تموز، خلال هذه الأيام تتوحد مشاعر التركي بالسوري التي تتجلى بالخوف والقلق ثم بالشجاعة لاتخاذ قرار مصيري بإرادة حرة”.

وعن جدل الواقع والمتخيل في روايتها توضح مريم إدريس: “هل استلهمتها من الواقع؟.. من الواضح تماماً أنني فعلت ذلك، حيث تضمنت الرواية رصداً لكل القتل الوحشي بكافة الأسلحة والتدمير والتهجير و..و..الخ، لكن الأبطال في الجزئين لم يكونوا لأشخاص موجودين في الواقع بل متخيلين، لكن قصة سوري واحد هي ملخص لكل الحكاية التي لم تبدأ في العام 2011 فقط .. بل كان مخاضاً طويلاً للوصول إلى ذلك اليوم الذي قال فيه السوري: كفى ، أنا انسان ..”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل