خارطة طريق لمنبج.. ودرعا بحماية واشنطن

فريق التحرير26 مايو 2018آخر تحديث :
قاعدة عسكرية أميركية جديدة في منبج السورية، 8 مايو 2018، رويترز

ياسر محمد – حرية برس

تظهر التطورات السياسية والعسكرية في شمال سوريا وجنوبها أن الأمور تتجه للتعقيد، فيما تستعجل روسيا والنظام الحل في الجنوب، وتركيا والمعارضة الحل في الشمال.

ففي شمال سوريا، ما زالت عقدة “منبج” على حالها، بعد اجتماع وفد أمريكي بنظيره التركي أمس الجمعة في أنقرة لبحث القضايا المشتركة في سوريا وخاصة منبج التي تريد تركيا دخولها وإخراج عناصر الوحدات الكردية منها بأي ثمن، فيما تصر أمريكا حليفة الأكراد على حماية وجود الوحدات في منبج، وهو ما عمَّق أزمة العلاقات التركية الأمريكية.

وقالت الخارجية التركية، أمس الجمعة، في بيان: إنّ اجتماع مجموعة العمل التركية الأمريكية، أفضى إلى وضع خارطة طريق للتعاون بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة منبج، شمال شرقي محافطة حلب، شمالي سوريا.

وأشار البيان، إلى أنّ الاجتماع أفضى إلى “رسم خطوط عريضة للتعاون من أجل تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منبج”.

ولفتت الخارجية إلى أنّ وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والأمريكي مايك بومبيو، سيلتقيان في 4 حزيران القادم.. ما يعني أنه لن يصدر أي شيء رسمي قبل اللقاء، سوى الكلام العام الذي صدر في بيان الخارجية، والذي يؤكد عدم التوصل لأي حل ناجع لعقدة منبج التي تقف حائلاً بين تركيا ومتابعة جهودها العسكرية شرق الفرات لمطاردة الانفصاليين الأكراد الذين يهددون حدود تركيا الجنوبية.

أما في الجنوب السوري، والذي يشكل –عسكرياً- المحطة الأخيرة لموسكو قبل الشروع في فرض صفقة سياسية تشمل المناطق التي تسيطر عليها على أقل تقدير، فقد عقّدت واشنطن الموقف وغيرت الحسابات الروسية بعدما بدأت روسيا والنظام بالتمهيد لاقتحام الجنوب والسيطرة عليه وفرض تسويات ومصالحات.

وحذرت الولايات المتحدة نظام الأسد من أنها ستتخذ “إجراءات حازمة” ردا على انتهاكات وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.

وقالت “هيذر ناورت” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، ليل أمس الجمعة “ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات حازمة ومناسبة ردا على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامنا لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن”.

وتعتبر منطقة خفض التصعيد في درعا جنوب سوريا مختلفة عن باقي مناطق خفض التصعيد الأخرى في إدلب وحمص وحلب وريف دمشق.. حيث انفردت درعا باتفاق خاص رعته روسيا وأمريكا والأردن، بينما كانت الدول الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد الأخرى هي روسيا وتركيا وإيران.

ويقول متابعون للشأن السوري، إن مصلحة “إسرائيل” هي العنصر الأقوى في أي عمل أو اتفاق محتمل في جنوب سوريا، وتقوم واشنطن بحماية مصالح “إسرائيل” سياسيا، أما عسكرياً فتشن “إسرائيل” هجمات بشكل دوري على مواقع للميليشيات الإيرانية خاصة في المنطقة الجنوبية وريف دمشق.. وتشترط “إسرائيل” على روسيا والقوى المسيطرة في سوريا إبعاد إيران وميليشياتها عشرات الكيلومترات عن حدودها الشمالية، وما يجعل موقفها أقوى هو رفع الغطاء الروسي عن الوجود الإيراني، حيث لا تحرك موسكو ساكناً خلال تعرض القوات الإيرانية لضربات عسكرية قاتلة.

ويبدو أن حسم مسألة الجنوب عسكرياً كما يشتهي النظام، أقرب للمستحيل، إذ ستضطر روسيا إلى الدخول في مفاوضات مع الأردن وإسرائيل، وتقديم الضمانات الكافية لهما، ولن يقبل أي الطرفين بأقل من طرد إيران وميليشياتها من المنطقة بشكل نهائي، وهو ما يعقّد الحسابات والمواقف أكثر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل