في تفاصيل “مجزرة الحولة” المروعة بعد ستة أعوام

فريق التحرير125 مايو 2018آخر تحديث :
طفل في مدينة الحولة شمالي حمص – أرشيف – عدسة: بسام الرحال

محمود أبو المجد – حرية برس:

كم من مجزرة ارتكبت على مرأى ومسمع العالم في سوريا ولم يحاسب الفاعل، تعددت المجازر والقاتل نفسه ولا زال مستمراً بإجرامه، حينما استخدم كافة أنواع الأسلحة التقليدية منها والمحظورة، حتى استخدم السلاح الأبيض كالسيوف والسكاكين كما حصل في حمص عاصمة الثورة السورية والتي تكررت المجازر فيها كمجزرة باباعمرو والحصوية وديربعلبة والحولة.

مرت 6 سنوات على المجزرة التي راح ضحيتها 115 شخصاً مدنياً غالبيتهم من النساء، إحدى أبشع المجازر التي ارتكبت بحق السوريين، منذ قيام الثورة السورية على نظام الأسد، بالرصاص الحي وقذائف المدفعية وذبحاً بالسكاكين وبقراً بحراب البنادق.

قتلوا بدم بارد على أيدي شبيحة الأسد في محيط منطقة الحولة، والتي كانت إحدى المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية وشاهداً على وحشية هذا النظام، كما قال “مهند بكور” الناشط الإعلامي ابن الحولة لـ”حرية برس”.

واستهدفت قوات الأسد بعد المظاهرة التي جابت شوارع المنطقة يومها وبشكل مكثف، مدينة “الحولة” بالمدفعية الثقيلة، وكردة فعلٍ على القصف الوحشي هاجم الثوار مواقع قوات الأسد وتمكنوا من السيطرة يومها على حاجز “مفرزة الأمن العسكري”، وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساء، دخلت قوات الأسد من طريق السد عبر الجهة الجنوبية الغربية لمنطقة “تلدو”.

فيما تحشد شبيحة الأسد في قرية “فلة” الموالية، ودخلوا للمنطقة من “تلدو” وأثناء دخولهم بدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل المدنيين وقتل الناس بالسكاكين، فيما لم يستطع الثوار الدخول للمنطقة وسحب الجثث حتى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث كانت هذه المجزرة الأولى، فيما جرت مجزرة أخرى سميت بمجزرة الطريق العام، حيث قتلت عائلات بأكملها منهم أكثر من 60 شهيداً من عائلة السيد، وأكثر من 15 شهيداً من عائلة عبد الرزاق، ولم يتم سحب  جثث شهداء المجزرة حتى اليوم التالي حينما دخل وفد الأمم المتحدة بتاريخ 26/5/2012.

وبلغ عدد شهداء مجزرة الحولة 115 شهيداً بينهم 56 امرأة و34 طفلاً، في حين تم سحب الجثث من منطقة الطريق العام بالقرب من حاجز المشفى الوطني بمساعدة الأمم المتحدة، حيث تعرض المسعفون يومها للضرب من شبيحة الأسد أمام وفد الأمم المتحدة.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الانسان قد أكدت في تقرير سابق، قصف قوات الأسد لمنطقة الحولة، استمر مدة 14 ساعة قبل بدء المجزرة بقتل أهل الحولة بالسكاكين وحراب البنادق ورصاصها، بعد “اقتحام قوات الأسد وشبيحته ومليشيات شيعية للمنطقو وارتكاب المجزرة المروعة التي أضحت بالبلاد على صفيح ساخن، ومطالب الشعب بالثأر والقصاص من القتلة والمجرمين.

وحسب شهود عيان فإن ما تم استعماله في هذه المجزرة، كانت سيوف كتب عليها “لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار”، كما أكد من حضر المجزرة بأن غالبية من ارتكبوا هذا الفعل الوحشي يضعون على أيديهم عصائب ذات لون أصفر كتب عليها “لبيكي يا زينب”، وهذا ما أكد وجود مليشيات طائفية شيعية شاركت في هذه المذبحة التي أودت بحياة بالعشرات.

لا يمكن لتلك الواقعة أن تمحى من ذاكرة أهل حمص، الذين كان لهم النصيب الأكبر بالمجازر، لايمكن لمن نجا من مجزرة الحولة أن يمسح تلك الذكرى المؤلمة، لا يمكن لعاصمة الثورة السورية أن تسامح من قتل أبنائها.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل