حرية برس:
ينتظر مئات الأشخاص من سكان مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي، حافلات التهجير التي من المفترض أن تنقلهم إلى الشمال السوري، في الوقت الذي لم تتوجه أية حافلة لنقلهم حتى هذه اللحظة.
وقال مراسل “حرية برس” محمود أبو المجد، إن دفعة مكونة من نحو 1500 شخص يودون الخروج نحو الشمال لا زالوا عالقين في بلدة السمعليل شمالي حمص، ويواجهون ذرائع بعدم وجود حافلات كافية لنقلهم، وانتهاء المهلة المحددة للخروج.
وتداول نشطاء بعض الرسائل من العالقين في قرية السمعليل بريف حمص، مناشدين بالتحرك من أجل الضغط على نظام الأسد وروسيا والجهات المعنية، لإخراج الراغبين للشمال السوري والذي يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، مضيفاً أن الأعداد الموجودة تحتاج لنحو 50 حافلة لإخراجهم مع أمتعتهم.
وقال ’’أبو سعدو‘‘ رئيس مجلس الحولة الموحد، في تسجيلات صوتية له، إنهم أجروا اتصالات مع الجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة، بما يخص العالقين، وكان رده أن العملية انتهت من يوم الثلاثاء ولا يوجد حافلات لإخراجهم.
وأضاف ’’أبو سعدو‘‘ أن الجنرال الروسي قدم عرضاً بالسماح بعودة الراغبين من مهجري حمص وحماة إلى مناطقهم، خلال الثلاثة أيام القادمة، وسيتم إرسال حافلات إلى قلعة المضيق بحماة لنقلهم إلى قراهم في حال أرادوا ذلك.
وأعلنت “الشرطة العسكرية” الروسية، أن عمليات الخروج باتجاه الشمال السوري قد انتهت، اليوم الأربعاء، وذلك بعد خروج آخر قافلة التي تعد من أكبر القوافل التي انطلقت باتجاه الشمال السوري، فيما بلغ عدد المهجرين فيها حوالي 6000 نسمة، جميعهم غادروا ريف حمص الشمالي بحافلات مخصصة لنقلهم وبسياراتهم الخاصة.
ودخلت قوات نظام الأسد، اليوم الأربعاء، إلى مدينتي تلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي، وسيطرت على المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، أنه وبمشاركة حشود كبيرة من أهالي تلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي، دخلت قوات الأسد إلى المنطقة ورفعت العلم فيها.
وأشارت وسائل الإعلام إلى خروج الدفعة الأخير من الأهالي المهجرين شمالي حمص وغير الراغبين بالتسوية إلى الشمال السوري، لتدخل من بعدها قوات الأسد للمنطقة.
وأصدرت القيادة العامة لقوات الأسد بياناً اليوم، الأربعاء، قالت فيه إنها أكملت السيطرة على 1200 كيلومتراً مربعاً من ريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي.
وأضافت قيادة قوات الأسد أن عدد القرى والبلدات التي سيطرت عليها بلغت 65 بلدة وقرية، مشيرةً إلى أن المنطقة الوسطى تأتي أهميتها من عقدة المرور التي تمثل شرايين للمحافظات المجاورة وبقية المحافظات السورية.
وكانت قد نقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد عن مصادر عسكرية، أمس الثلاثاء، أنها تستعد لدخول قرى دير فول والمكرمية والزعفرانة وعز الدين شمالي حمص، دون الكشف عن موعد دخولها للمناطق الأخرى.
ووصلت الدفعة الثامنة من مهجري ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي، فجر اليوم الأربعاء، إلى قلعة المضيق ومنها إلى ريف إدلب، وسط تفاقم الحالة الإنسانية في الشمال المحرر مع توافد المزيد من المهجرين للشمال السوري.
وكان المجلس المحلي في مدينة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، قد وجه نداء استغاثة إلى الهيئات والمنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في الشمال السوري للتدخل العاجل وتقديم المساعدة للمهجرين قسرا من مدنهم وقراهم في ريف حمص الشمالي.
وأظهرت إحصائيات نشرها منسقو الاستجابة في الشمال خروج 32383 شخصاً من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي منذ توقيع اتفاق الخروج، فيما توزع المهجرون معظمهم في محافظة إدلب.
ويأتي خروج فصائل المعارضة مع المدنيين من ريف حمص الشمالي، وذلك عقب الضغوط العسكرية الروسية، ومشاركة المليشيات الأجنبية في عملية عسكرية واسعة لنظام الأسد لاقتحام المنطقة، انتهت بالاتفاق بين لجنة المفاوضات شمالي حمص مع الوفد الروسي بالخروج للشمال السوري.
وكانت قد توّصلت هيئة المفاوضات بريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في الثاني من أيار/مايو الجاري، إلى اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروج من يرغب من الثوار والمدنيين نحو الشمال السوري.
وتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وتسليم السلاح الثقيل، وخروج الرافضين لإبرام تسوية مع نظام الأسد، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة بعد خروج آخر قافلة للمهجرين منها، إضافة إلى تسوية وضع الراغبين بالبقاء، وعدم سحبهم إلى الخدمة الإلزامية قبل مرور مدّة 6 أشهر، إلى جانب فتح استراد “حمص–حماة” الدولي.
عذراً التعليقات مغلقة