يحاول العلماء والأطباء الكشف عن سبب ارتفاع معدلات التوائم غير المعتادة في قرية كودينهي الهندية، وهي قرية صغيرة تقع في ولاية كيرالا الجنوبية. حيث يوجد حوالي ألفي أسرة لديها أكثر من 450 زوجا من التوائم. فما قصة تلك القرية؟
“مرحبًا بكم في قرية التوائم – كودينهي”، لافتة تجدها على مدخل قرية هندية اشتهرت بولادة التوائم في منطقة مالابورام. اكتسبت قرية التوائم شهرتها بسبب انتشار ظاهرة غريبة محيرة للعلماء اللذين لم يتوصلوا لسببها حتى الآن. فالنساء في القرية لا يلدن إلا التوائم!
هذه القرية المألوفة والمزدحمة – الواقعة على بعد 150 كيلومتراً من مدينة كوتشي الساحلية- تتميز بوجود أكبر عدد من التوائم في العالم، إذ يمثل التوائم هنا 42 توأما من كل ألف ولادة، أي ما يقرب من ستة أضعاف المتوسط العالمي البالغ نحو ستة لكل ألف مولود.
ورغم أن 85 بالمائة من سكان القرية مسلمون، فإن ظاهرة التوائم تمتد إلى الأقلية الهندوسية أيضًا. ووفقا للأطباء والسكان المحليين، فقد بدأت الأعجوبة الطبية قبل ما يقرب من 60 إلى 70 سنة. ولايزال أقدم زوج من التوائم هناك، وهما كونهي باثهوتي و باثهوتي، على قيد الحياة، ويعتقدان أن هذا الحدث فريد من نوعه للقرية. ويقولان: “هذه نعمة من الله. هذا كل شيء. العلم لا يمكن أن يثبت شيئاً. نحن نشهد الآن ولادة توائم ثلاثية ورباعية أيضاً”.
وبعد الارتفاع السريع في التوائم، وصل فريق مشترك يضم باحثين من مؤسسات مختلفة في الهند وألمانيا والمملكة المتحدة قبل عامين لجمع عينات لعاب من التوائم في محاولة لعزل الحمض النووي الخاص بهم ومحاولة معرفة أسباب الطفرة.
وأجرى فريق آخر بحثًا عن مقاييس الجسم البشري مثل الطول والوزن، والتحليل الفوتوغرافي (أشكال المظهر الجانبي والوجهي) والخصائص الإطباقية (حالة الأسنان وخصائص الإطباق) بين التوائم. ولكن حتى الآن، لا تزال البيانات التي تم جمعها من العديد من التوائم تخضع لتحليلات أعمق دون التوصل إلى نتيجة ملموسة.
ويعتقد أطباء آخرون مثل سريبيجو، ممارس الصحة العامة الذي كان يدرس القضية عن كثب، أن هناك بعض المواد الكيميائية، أو مكونات في الهواء أو الأرض أو الماء التي تحفز مبيض الأنثى لإنتاج بويضات ثنائية.
ويؤكد سريبيجيو: “بخلاف الغرب وبعض الدول الأخرى التي تنتشر فيها التوائم أيضًا، فإن الوضع في كودينهي مميز. فهنا لا توجد طرق صناعية مستخدمة للحمل، ولا تستخدم السيدات حبوب منع الحمل أو منشطات التبويض”. وأضاف سريبيجيو: “نعتقد أنه سيتم الكشف عن المزيد من خلال دراسة جينية وبيئية تفصيلية، والمهمة الآن هي معرفة ما هو المحفّز. إنه أمر يحتاج إلى بحثٍ مستفيض”.
Sorry Comments are closed