حرية برس:
شيع الفلسطينيون في غزة، اليوم الثلاثاء، عشرات الشهداء الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية، أمس الاثنين، على حدود القطاع في مسيرة العودة بذكرى النكبة الـ70.
ونظم مئات الفلسطينين مظاهرات، اليوم الثلاثاء، عقب شلال دم بمجزرة ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، تزامنت مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن وسط قلق دولي.
وانتشرت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود، اليوم الثلاثاء، فيما ساد هدوء نسبي بالمنطقة في ساعات النهار الأولى، إذ شاركت أعداد كبيرة من السكان في الجنازات، ومن المتوقع أن يتوجه المحتجون إلى الحدود في وقت لاحق، احتجاجاً على تدشين السفارة الاميركية في القدس.
وشهدت الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إضراباً شاملاً للقطاعات والمحلات التجارية حداداً على أرواح شهداء مواجهات مسيرات العودة احتجاجاً على الرد الوحشي من سلطات الاحتلال تجاه المتظاهرين الفلسطينيين، أمس الإثنين، في ذكرى يوم النكبة الـ70.
وكان العنف الإسرائيلي الذي وقع، أمس الاثنين على الحدود، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس، أسوأ يوم من حيث عدد الضحايا في صفوف الفلسطينيين منذ حرب غزة في 2014.
حيث ارتفع عدد القتلى إلى 61 شخصاً ظهر اليوم، بينهم رضيعة تبلغ من العمر ثمانية أشهر جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في مخيم العودة، فيما أصيب أكثر من 2771 فلسطيني إما بالرصاص أو من جراء الغاز المسيل للدموع.
ونددت السلطة الفلسطينية بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي ’’بنيامين نتنياهو‘‘ اللجوء الى العنف بحق إسرائيل في الدفاع عن حدودها ازاء الاعمال ’’الإرهابية‘‘ لحركة المقاومة الاسلامية حماس، حسب زعمه.
قلق وتنديد دولي
أثارت هذه الاحداث قلقاً دولياً عارماً، فقد استدعت تركيا وجنوب أفريقيا سفيريهما في إسرائيل، بينما نددت دول ومنظمات غير حكومية بالاستخدام المفرط للعنف.
واستدعت ايرلندا السفير الإسرائيلي في دبلن ’’زئيف بوكر‘‘، الثلاثاء، للاعراب عن صدمة ايرلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة.
فيما أعلنت مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان، الثلاثاء، أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن أن يتعرض للقتل برصاص الجيش الاسرائيلي سواء كان يشكل تهديدا او لا.
وصرح ’’روبرت كولفيل‘‘ أحد المتحدثين باسم المفوضية أمام صحافيين في جنيف، الثلاثاء، أن الاقتراب من سياج لا يشكل عملاً قاتلاً أو خطراً على الحياة وليس مبرراً للتعرض لاطلاق النار.
وتابع ’’كولفيل‘‘ أن ’’أي شخص معرض على ما يبدو للقتل‘‘، مضيفاً أن القوانين الدولية التي تشمل إسرائيل تنص بوضوح على أنه ’’لا يمكن استخدام القوة القاتلة الا كخيار أخير وليس أول‘‘.
وأضاف ’’كولفيل‘‘، ’’ليس من المقبول القول أن الأمر يتعلق بحركة حماس وبالتالي لا بأس‘‘، رافضاً تبرير إسرائيل للحصيلة الكبيرة من القتلى في الصدامات على الحدود.
ودعت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، لإجراء تحقيق بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص عشرات المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.
وقال ’’أليستر بيرت‘‘ وزير شؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية للبرلمان ”يتعين إجراء تحقيق في هذا الأمر“.
وأضاف بيرت ”بريطانيا كانت واضحة في الدعوة العاجلة لمعرفة حقائق ما حدث بما في ذلك لماذا جرى استخدام هذا الكم من الذخيرة الحية“.
وتابع بيرت ”هناك أشكال مختلفة من التحقيقات التي يمكن إجراؤها من خلال الأمم المتحدة وعلينا أن نجد الصيغة الصحيحة لكن من المهم أن نتوصل لكل الحقائق“.
ودعا ’’بيرت‘‘ كذلك إلى تخفيف القيود على الحركة في غزة وتقديم دعم دولي لمشروعات البنية الأساسية والتنمية هناك.
من جهته، قال ’’مايكل لينك‘‘ مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان، اليوم الثلاثاء ’’إن استخدام إسرائيل المفرط للقوة ضد المحتجين عند السياج الحدودي مع غزة يشبه القصاص للرمش بالعين، وقد يصل إلى حد جريمة حرب‘‘.
وأضاف ’’لينك‘‘، ’’ينبغي أن يتوقف وينبغي أن تكون هناك محاسبة حقيقية لمن في الجيش والقيادة السياسية الذين أمروا أو سمحوا باستخدام مثل هذه القوة مرة أخرى عند السياج الحدودي في غزة“.
من جانبها، استدعت تركيا، اليوم الثلاثاء، السفير الإسرائيلي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، بعد يوم من مقتل أكثر من 60 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على حدود قطاع غزة، طالبة منه العودة لإسرائيل ”لبعض الوقت“.
كما دعت ألمانيا الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة تجنب أي تصعيد في العنف بعد مقتل عشرات الأشخاص على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، يوم الاثنين، موضحة على لسان ’’شتيفن زايبرت‘‘ المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ’’أن لجنة مستقلة قد تساهم في توضيح ملابسات ما حدث‘‘.
وأكد ’’زايبرت‘‘ على موقف ألمانيا بأن من حق الفلسطينيين تنظيم احتجاجات سلمية، وأن إسرائيل تملك حق حماية حدودها وأن جميع ردود الفعل ينبغي أن تكون متناسبة.
وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب بأعمال عنف، فيما يقول الجيش الاسرائيلي أنه لا يستخدم الرصاص الحي إلا كحلٍ أخير.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسته المقررة بدعوة من الكويت، وسط قلق دولي عقب مقتل 61 فلسطينياً برصاص الإحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، فيما وقف أعضاء المجلس في بداية الاجتماع دقيقة صمت حداداً على الضحايا الفلسطينيين بغزة.
وتعتبر حكومة الاحتلال الإسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها ”عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم“ في خطوة لا تحظى بالاعتراف الدولي، وتزامن افتتاح السفارة مع الذكرى السبعين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيل أو ما يطلق عليها الفلسطينيون ذكرى “النكبة” الـ70.
وأكملت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأثنين، أعمال نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس تنفيذاً لتعهد قطعه الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ كاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وارتقى 61 شهيداً في المواجهات التي بدأت صباح اليوم الإثنين على الحدود الشرقية لقطاع غزة في مسيرة العودة الكبرى احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية للقدس، فيما أصيب أكثر من 2771 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي والقنابل الحارقة والمسيلة للدموع.
وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، نداء “استغاثة”، بهدف دعم المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية، بسبب النقص الكبير الذي تسبب به كثرة الإصابات، جراء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتظاهرين الفلسطينيين شرقي القطاع.
عذراً التعليقات مغلقة