إعداد: بسام الحمصي – حرية برس:
اعتاد المصرف المركزي السوري في فترات سابقة على جلسات تدخل لخفض سعر الصرف، لكن مع كل عملية تدخل تتم كانت الليرة السورية تنخفض مقابل الدولار، حيث أصبحت هذه الجلسات وهمية لا تحقق الهدف المطلوب، فماذا فعل المركزي هذه المرة وكيف تمكن من خفض سعر الدولار ؟
منذ ما يقارب أسبوعين عقد المصرف المركزي جلستي تدخل خلال ٤٨ ساعة بعد أن وصل الدولار والذهب لمستويات قياسية، وقد طلب من مكاتب الصرافة المرخصة شراء مبلغ ١٠٠ ألف دولار من المركزي، وطلب من الشركات المرخصة شراء مليون دولار بسعر ٥٨٠ ل.س للدولار.
حيث قامت هذه الشركات بدفع قيمة الدولارات لكن المركزي لم يسلمهم الدولارات حسبما ذكرت صفحة البورصة السورية، وهذا ما أدى لفقدان مبالغ كبيرة من الليرة السورية، وبدأ الطلب على الليرة وانكمشت السوق و بدأت بالارتفاع تدريجياً.
بعد ثلاث أيام عادت صفحة البورصة السورية وقالت إن المصرف المركزي دفع مبلغ ٥٠ ألف دولار فقط لكل شركة، ووعدهم بتسليم باقي المبالغ في وقت لاحق، واتخذ المركزي قراراً آخر يوصف بالقرار الذكي لكنه متأخر، وهو خفض قيمة دولار التدخل ورفع قيمة دولار الحوالات الواردة ليقترب كثيراً من سعر الدولار بالسوق السوداء، أتبعها بحملة إعلامية تشجع المغتربين على إرسال حوالاتهم إلى سوريا عن طريق الشركات النظامية لأن هذه الحوالات سوف تصل بالدولار وسوف تُسلم لصاحبها بالليرة السورية، فكانت هذه الخطوة كفيلة برفع قيمة الواردات إلى خزينة المصرف المركزي من القطع الأجنبي، وساهمت لحد كبير في خفض قيمة الدولار.
لكن أغلب المراقبين للوضع الاقتصادي السوري يرون أن السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الدولار هو جمع المصرف المركزي لقطع الليرة السورية من الشركات والمكاتب وعدم تسليمهم الدولار مكانها.
قد يكون المركزي نجح في خفض سعر صرف الدولار مقابل الليرة لكن على المدى البعيد لا ندري إن كان باستطاعته أن يحافظ على الإنخفاض في ظل انهيار الاقتصاد السوري، ولا يعتقد أحد أنه سيتمكن مرة أخرى أن يعيد هذه الحركة، وهي أن يطلب من الشركات و المكاتب شراء الدولار منه ثم يقوم بتجميدها لديه ومنعها عنهم.
Sorry Comments are closed