لجين مليحان – درعا – حرية برس:
يحاصر الجوع الكثير من الأهالي داخل المخيمات في المدن السورية، لا سيما أن شهر رمضان المبارك بات على الأبواب، فضلاً عن غلاء الأسعار المخيف الذي يقف بوجههم لمنعهم من شراء حاجيات الشهر الكريم، فيما أن ليس نظام الأسد فقط من يحارب الأهالي بلقمة العيش وإنما سوء إدارة بعض المنظمات الإغاثية التي تتبع سياسة التوزيع الجائر على البعض هي من تزيد من معاناة الأهالي وتجويعهم ،ما يؤدي إلى حرمان الأشد حاجة عن المحتاج الطبيعي، فأن غياب عدل التوزيع للسلل الغذائية كان المشكلة الكبرى التي يعاني منها مخيم معسكر زيزون في ريف درعا الغربي مع هذه المنظمات.
ويعتبر مخيم معسكر زيزون مركز الإيواء الأول والأكبر في محافظة درعا، ويقطنه ما يقارب 1160 عائلة نزحت من بطش نظام الأسد وتنظيم ’’داعش‘‘، وهي من مهجري حمص وريف دمشق وبلدة عتمان والشيخ مسكين بدرعا، إضافة إلى قرى حوض اليرموك الذين شهدوا حملة نزوح منذ قرابة عام ونصف.
وتهجر أهالي قرى حوض اليرموك القاطنين لدى المركز والبالغ عددهم 487 عائلة، قسراً تحت القصف الهمجي من قوات نظام الأسد عبر طريق وادي اليرموك هرباً بأرواحهم مخلفين ورائهم جميع حوائجهم الاساسية التي لم يستطيعوا حمل شيء منها.
وفي حديث لمدير مركز الإيواء بمخيم زيزون ’’زكريا صالح أبو هلال‘‘ لحرية برس قال: ’’إن المخيم يعاني من ظروف حياتية صعبة جداً وغياب الكثير من المتطلبات، وخصوصاً قبل حلول شهر رمضان، حيث يفتقر المخيم والعائلات الموجودة للمواد الغذائية التي تقدمها المنظمات، لا سيما أن معظم قاطني المخيم يعيشوا تحت خط الفقر ولا يملكون أغلب الأيام قوت يومهم‘‘.
وأضاف ’’أبو هلال‘‘، أن ’’المخيم يحتاج إلى الدعم الطبي فلا يوجد في المخيم أي نقطة طبية ونحتاج إلى متطلبات دوائية للعلاج، حتى الاطفال الرضع هم بحاجة ماسة لمادة الحليب‘‘، مشيراً إلى أن عدد الأطفال في المخيم أكثر من 325 طفل يعيشوا بداخله.
من جانبه، أوضح مدير المكتب الاعلامي للمخيم وهو ضمن اللجنة الادارية ’’أبو سامر الشامي‘‘ لحرية برس عن الوضع الماساوي والحرج لموضوع دعم وتأمين المعونات الغذائية قائلاً: إن المخيم يحتوي على 1120 عائلة ويتم إرسال سلل ليست على عدد العائلات، لذا يتم حرمان عدد كبير من الأهالي بسبب الكمية المحدود وذلك يعد قرارات مجحفة بحق المهجرين والنازحين، وهذا يسبب بين أهالي المخيم الكثير من المشاكل والفتن‘‘.
وناشد ’’الشامي‘‘ المنظمات بدعم المركز بجميع حاجياته ومتطلباته وخصوصاً المواد الغذائية والطبية التي تسبب إحراج عند التوزيع لقلة الكمية المطلوبة، مضيفاً أن هناك عائلات حُرمت من السلل الغذائية منذ حوالي 6 أشهر.
وأضاف ’’الشامي‘‘ أن ’’المنظمات المعنية بالشأن الإغاثي لا تساعدنا كثيراً ولا تلبي حاجيات المخيم، وفي حال جاءت، تقوم بالتوزيع على عدد هي تحدده وليس على القوائم التي نرفعها لهم، وهذا يسبب حرمان أشخاص هم أشد حاجة لهذه السلة الغذائية، وأيضاً إن التوزيع لا يكفي لمدة شهرين مما يزيد المشكلة صعوبة‘‘.
وتابع ’’الشامي‘‘ قوله: ’’عندم قمنا باختيار 1000 اسم من أهالي المخيم من أصل 1160 وأرسلنا القائمة للمنظمة وكان أمرآ صعبآ للغاية، بسبب حرمان البعض، فكيف لك أن تفرق بين مهجر ومهجر ولكن للضرورة أحكام، فجاءت الموافقة على 825 سلة غذائية فقط، وتم رفض الكمية الباقية‘‘.
وأشار ’’الشامي‘‘ إلى حالة العمل والشباب في المخيم، منوهاً أن المنطقة التي يقع فيها المركز لاتحتوي أي فرص عمل، وذلك لكونها منطقة زراعية، فالشباب يحصلون على فرص العمل في مواسم الحصاد الزراعي فقط، فيما يبلغ مجموع أيام عملهم 60 يوماً في العام الواحد، أما باقي الأيام لايوجد دخل مادي لأي عائلة في المركز‘‘.
’’أبو محمد‘‘ أحد الأهالي المهجرين يقول لحرية برس: ’’لقد حرمت من السلة الغذائية بدون سبب وأنا بأمس الحاجة إليها لا سيما أن وضعي المعيشي سيء للغاية بسبب عدم إيجاد فرص عمل تسد حاجيات البيت مع 8 أطفال، ما غاية هذه المنظمات من هذه القرارات ومن حرمان البعض من سلة غذائية تسد رمق أطفالنا؟!، ولماذا تم إلغاء المنظمات الغذائية التي تعمل على خلق الفتن بين الشعب المهجر الذي يعيش على هذه السلة؟‘‘.
ووجه أهالي المخيم رسالة لجميع المنظمات بالنظر في وضع مخيمهم أكثر وتأمين لوازمهم وتقديم المساعدة لهم، مناشدين أصحاب القرار بالنظر جيداً إلى أمر المهجر، ليس فقط في المخيم هذا، بل في كافة القرى، في ظل الوضع المأساوي والمعقد، لا سيما فقدان المؤن لدى معظم الأهالي، فيما يعيش أهالي المخيم في خيم رثة يدوية الصنع من مادة القصب والشوادر المهترئة والبطانيات ولا تصلح للسكن بشكل نهائي.
Sorry Comments are closed