ياسر محمد – حرية برس:
لجأ مسؤول إيراني رفيع، إلى تذكير رأس النظام السوري “بشار الأسد” مجدداً بأنه كان سيسقط لولا تدخل إيران، فيما قلل في الوقت نفسه من أهمية التدخل الروسي الذي جاء بعد ست سنوات من الحرب، وفق زعمه. وجاءت تصريحات المسؤول في معرض رده على هشاشة وسلبية موقف “الأسد” وروسيا من الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية في سوريا الأسبوع الفائت.
فقد وجه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “حشمت الله فلاحت بيشه”، أمس السبت، انتقادات إلى مواقف “بشار الأسد” الأخيرة، واصفاً إياها بـ”السلبية”.
وقال “فلاحت بيشه” إن الغارات الإسرائيلية “كانت تحاول استهداف القوات الاستشارية الإيرانية”، لافتاً إلى أن “سلوك (الأسد) تجاه الغارات كان سلبياً”. وأوضح أن “موقف الأسد من التحدي الأخير في سوريا مع إسرائيل مدعاة للتأمل لأنه بعد الهجمات مباشرة قال إنني أطلب من القوى الإقليمية ألا تحول سوريا إلى محل للنزاع بينها وتعقد الأوضاع”.
ومرة جديدة أكد “فلاحت بيشه” بكل وضوح أن “الأسد يدين ببقائه للمساعدات الاستشارية الإيرانية”، مقللاً في الوقت نفسه من التدخل الروسي في قلب الموازين لمصلحة “الأسد” بالقول: “الشباب الإيراني قدم تضحيات على مدى 6 سنوات دفاعاً عن سلامة الأراضي السورية، وبعد ذلك تدخلت روسيا”.
وبعد الضربة الإسرائيلية ليل الأربعاء/ الخميس من الأسبوع الفائت لخمسين موقعاً إيرانياً على الأراضي السورية، تغيرت الكثير من المعطيات وتخلخلت تحالفات رئيسية استمرت متماسكة على مدار سنوات الثورة السورية، إذ تحدث كثير من المحللين والمتابعين للشأن السوري عن تغير جوهري في موقف روسيا تجاه الوجود الإيراني في سوريا.
وفي هذا الصدد؛ قال الصحفي السوري عدنان عبد الرزاق: إن ثمة مؤشرات يمكن الركون إليها لمحاولة فهم ما يجري من تصعيد، بين “محتلين” على الأراضي السورية، وخاصة آخر “حفلات” الاستنزاف والاستعراض التي شهدناها الأسبوع المنصرم.
وأوضح “عبد الرزاق” في حديث خاص لـ حرية برس، “من المؤشرات، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، كان يزور موسكو ليل الأربعاء، أي أثناء حدة التصعيد، ما يدلل على تنسيق مسبق مع موسكو، وهو ما تكشّف لاحقاً، بأن تل أبيب أعلمت موسكو بالضربات والأهداف قبل التنفيذ.. أيضاً، إرسال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ربابكوف فوراً إلى طهران لينقل رسالة تحذير وربما (صفقة)”.
أما المؤشر الأخير – وفق الصحفي عبد الرزاق- فهو عدم إخفاء الأطراف “موسكو والأسد وإسرائيل” عرض تل أبيب صفقة على بشار الأسد، تنص على التخلي عن القوات الإيرانية مقابل بقاء نظامه وبقائه على قيد الحياة.
وختم الصحفي السوري حديثه بالقول: “كل ما يقال عن ممانعة ومقاومة وما تصدره سوريا الأسد وإيران، إنما هو للاستهلاك الإعلامي، وثمة حقيقة ربما وحيدة بالأمر، وهي عدم وجود دولة ونظام بسوريا، ما دفع الدول المحتلة الأربع للتسابق على اقتسام النفوذ على الأرض”.
وهذا التسابق على اقتسام “الغنيمة”، يعزز الفرضية التي خلص إليها محللون، ومفادها أن روسيا ترى بأن مهمة إيران قد انتهت في سوريا، وأنها (روسيا) ستكون المستفيد الأكبر من طرد الإيرانيين لتحظى بحصتها من “الغنيمة”، ولن يكلفها الأمر أكثر من رفع الغطاء عنها وإظهار عجزها عن الوقوف في وجه أعداء إيران، ما يعني ظهور تحالف جديد يقوم على الإطاحة بإيران، أعمدته هم المستفيدون الثلاثة الأكبر (روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة).
Sorry Comments are closed