حرية برس:
استقرت دوامة الانتخابات البرلمانية اللبنانية، اليوم الاثنين، على مشهد جديد في الساحة السياسية، شكّل تراجع تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء ’’سعد الحريري‘‘ أبرز ملامحه.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت أمس الأحد، بعد 9 سنوات من الانقطاع، فقدان ’’المستقبل‘‘ 13 مقعدًا، إذ يتوقع أن يتراجع تمثيله من 34 حالياً إلى 21، من أصل 128 مقعداً في المجلس.
واكتسب ’’التيار الوطني الحر‘‘، الذي ينتمي إليه الرئيس ’’ميشال عون‘‘، 5 مقاعد ليرتفع تمثيله إلى 26 مقعداً، فيما اكتسب تحالف ’’حزب الله‘‘ و’’حركة أمل‘‘ 4 مقاعد، لتبلغ حصته البرلمانية 30 مقعداً، إضافة إلى فوز 7 مستقلين من خارج الطبقة السياسية التقليدية، في سابقة مهمة.
وأشارت نتائج غير رسمية إلى فوز جماعة ’’حزب الله‘‘ الشيعية وحلفائها السياسيين بأكثر من نصف المقاعد في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، مما يعطي دفعة للجماعة المدعومة من إيران والمناهضة بشدة لإسرائيل كما يؤكد على النفوذ الإقليمي المتزايد لطهران.
وأقرّ رئيس الحكومة اللبنانية ’’سعد الحريري‘‘، اليوم الاثنين، بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته، غداة انتخابات كرست نفوذ ’’حزب الله‘‘ في المعادلة السياسية في لبنان.
وألقى ’’الحريري‘‘ اللوم على قانون جديد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولاً من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي، مشيراً إلى ثغرات في أداء حزبه.
وربط ’’الحريري‘‘ تراجع عدد مقاعده بطبيعة قانون الانتخاب الجديد، مقللاً من تداعيات ذلك على مستقبل تياره السياسي الذي يؤخذ عليه تقديمه العديد من التنازلات لصالح ’’حزب الله‘‘ في السنوات الأخيرة، حيث كان مراهناً على نتيجة أفضل وعلى كتلة أوسع، إلا أنه ’’سعيد‘‘ بالنتيجة.
وأوضح ’’الحريري‘‘ قائلاً: ’’عملي هو تحقيق التوافق بين اللبنانيين، ولبنان لا يحكم إلاّ بجميع مكوناته السياسية، والذي يتكلم غير ذلك يضحك على نفسه، لذلك علينا أن نعمل مع بعضنا لبناء البلد فهو لم يعد يتحمّل خلافات سياسية‘‘.
ودعا ’’الحريري‘‘ إلى تشكيل حكومة سريعة بعد الانتخابات حتى يتسنى للبلاد المضي قدماً في الإصلاحات اللازمة لخفض مستويات ديون الدولة التي تعد الأعلى مستوى في العالم، موضحاً أن المجتمع الدولي يجب أن ينظر لنتائج الانتخابات اللبنانية بإيجابية شديدة.
وتمكن ’’الحريري‘‘ في نهاية العام 2016 من تشكيل حكومته بعد تسوية سياسية أتت بـ’’ميشال عون‘‘، حليف ’’حزب الله‘‘، رئيساً للبلاد في تشرين الأول/أكتوبر 2016، بعد نحو عامين من الفراغ الدستوري وشلل المؤسسات الرسمية.
ووفقاً لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، فإن رئيس الوزراء ينبغي أن يكون مسلماً سنياً، ومن المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة مثل المنتهية ولايتها، تشمل جميع الأحزاب الرئيسية، كما يمكن أيضا أن تستغرق المباحثات حول المناصب الوزارية بعض الوقت.
من جهته، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني ’’حسن نصر الله‘‘ المدعوم من إيران، اليوم الاثنين، ’’إن نتائج الانتخابات اللبنانية تعد انتصاراً سياسياً ومعنوياً كبيراً لخيار المقاومة‘‘، في إشارة منه إلى الحزب وحلفائه الإقليميين.
وأضاف ’’نصر الله‘‘ في خطاب تلفزيوني له، ”نستطيع أن نتكلم اليوم بدرجة عالية من اليقين أن الحضور النيابي الذي أفرزته هذه الانتخابات يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية المقاومة وهذا الخيار الاستراتيجي لحماية المعادلة الذهبية الجيش والشعب“.
من جانبه، قال وزير التعليم الإسرائيلي ’’نفتالي بنيت‘‘ في تغريدة على حسابه في تويتر، اليوم الاثنين، ’’لقد أظهرت نتائج الانتخابات في لبنان ما قلناه لبعض الوقت، أن حزب الله يساوي لبنان‘‘.
وأوضح عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ’’الكابينت‘‘ أنه ’’لن تفرق دولة إسرائيل بين دولة لبنان ذات السيادة وبين حزب الله وستعتبر لبنان مسؤولاً عن أي عمل ينطلق من أراضيه‘‘.
وكانت تقديرات أمنية إسرائيلية أشارت في الأسابيع الماضية إلى أن ’’حزب الله‘‘ ليس معنياً بالمواجهة مع إسرائيل قبل الإنتخابات اللبنانية وفي ظل إنشغاله بسوريا.
ويتعرض لبنان لضغوط لكي يثبت للمانحين الدوليين والمستثمرين، الذين تعهدوا بتقديم أكثر من 11 مليار دولار لبيروت الشهر الماضي، بأن البلاد لديها خطة موثوق بها لإصلاح اقتصادها، وينظر إلى إجراء الانتخابات على أنه جزء أساسي من ذلك.
Sorry Comments are closed