حرية برس:
توسطت الولايات المتحدة الأميركية، لحل خلاف نشب قبل أيام بين مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” و”قوات النخبة” التابعة لتيار الغد السوري الذي يتزعمه رئيس الائتلاف الوطني الأسبق أحمد الجربا.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر لم تسمها اليوم، الأحد 6 من أيار، أن المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة”، بريت ماكغورك، توسط لوقف اقتتال بين حليفي واشنطن في بلدة أبو حمام شرق الفرات.
وأوضحت الصحيفة أن وحدة مسلحة من 50 عنصراً من “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل عمادها “وحدات حماية الشعب” الكردية تقمدت ليلاً قبل يومين إلى بلدة أبو حمام، شرق دير الزور، وطلبت من “أبو عماد”، القيادي في “قوات النخبة”، تسليم السلاح، علماً بأن الأخير ساهم في المعارك ضد “داعش”، وفي معركة السيطرة على الرقة، ضمن مشاركة “قوات النخبة” التي تضم 3 آلاف مقاتل مع التحالف الدولي، وهزيمة التنظيم، لكنه انكفأ مع قواته إلى معقلهم وحاضنتهم العربية في ريف دير الزور.
وأضافت أنه خلال المشادة الكلامية بين المهاجمين و”أبو عماد”، تدخلت زوجة الأخير و”شتمت عناصر الدورية الزائرة، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار، وإصابة عنصرين كرديين وزوجة أبو عماد” الحامل، بحسب شخصية قيادية في “قوات النخبة” أضافت أنه “حصلت فزعة، وتدخل أبناء العشائر العربية، ودعموا أبو عماد، فانسحب المهاجمون تاركين سيارة وراءهم”، وتابعت: “في اليوم التالي، ذهب أحد الوجهاء العرب، وسلم السيارة إلى قياديين في (قوات سوريا الديمقراطية)، لكن أحدهم هدد الوسيط بأنه سيبلغ الأميركيين بقصف معقل أبو عماد، باعتباره محسوباً على (داعش)”.
“المجلس العربي”
وأشارت الصحيفة إلى إجراء اتصالات رفيعة المستوى، وتدخل “المجلس العربي للجزيرة والفرات”، وهو تشكيل سياسي من المحافظات الشرقية الثلاث في دير الزور والرقة والحسكة، يضم أغلب شيوخ وأبناء قبائل عرب المنطقة ووجهاء المدن والبلدات، وله تمثيل في “منصة القاهرة”، وحضر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الروسية بداية العام، وأصدر بياناً طالب فيه الولايات المتحدة وروسيا بالتدخل لوقف القتال بين الطرفين.
وقال البيان إن “قسد قامت بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم عنيف، تصدت له قوات النخبة، فجر الرابع من الشهر الحالي، ونحملها مسؤولية هذا العمل الخطير الذي يهدد بفتنة عربية- كردية، وينذر بالمزيد من إراقة الدم السوري، ويترك منطقة الجزيرة والفرات مفتوحة على جميع الاحتمالات”.
وبحسب القيادي في “قوات النخبة”، فإن دورية ثانية معززة جاءت في منزل “أبو عماد”، ليل الجمعة – السبت، بعد صدور بيان “المجلس العربي”، وتمسكت باتهام القيادي في “قوات النخبة” بعلاقة مع “داعش”، وتمترس الطرفان استعداداً لمعركة شرسة، ما استدعى تدخل ماغورك بين الطرفين لإخماد نار المواجهة، خصوصاً لدى تبلغه “مخاطر اندلاع فتنة عربية – كردية شرق نهر الفرات” في مناطق النفوذ الأميركي.
ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن عضو في “المجلس العربي” قوله إن “السبب الرئيسي للخلاف أن الوحدات الكردية التي تسيطر على القرار ترفض وجود أي فصيل عربي في المنطقة، لأنه يشكل عليهم خطراً، خصوصاً في ظل رفض أبناء العشائر العربية الالتحاق بـ(قوات سوريا الديمقراطية)، والتوجه إلى (قوات النخبة)، في منطقة لا وجود للأكراد فيها على الإطلاق”.
في المقابل، قال قيادي كردي إن “قوات سوريا الديمقراطية” تضم مقاتلين عرباً يشكلون نصف عددها، نافياً صحة السعي إلى “هيمنة كردية”، وأشار إلى أنها تطرح مشروع فيدرالية الشمال، على أساس الوحدات الإدارية، وليس البعد العرقي. وأضاف أن “سوريا الديمقراطية” بدأت نهاية الأسبوع حملة “عاصفة الفرات” للقضاء على “داعش”، الذي لا يزال يسيطر على منطقة مساحتها بين 5 و10 آلاف كيلومتر مربع.
عذراً التعليقات مغلقة