أعلنت شركة “كامبريدج أناليتيكا” المتهمة بإساءة استخدام بيانات عشرات الملايين من مستخدمي “فيسبوك”، وقف أنشطتها فوراً والتقدم بطلب للإفلاس في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.
وأعلنت الشركة ومقرها لندن في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها ستبدأ إجراءات لإشهار إفلاسها على خلفية تعثرها مالياً، إثر اتهامها بالحصول على بيانات ملايين من مستخدمي فيسبوك بطريقة غير قانونية، وأضافت “على مدار عدة أشهر ماضية تعرضنا لعدة اتهامات لا أساس لها من الصحة، كما تم تشويه سمعتنا بسبب نشاطات ليست فقط قانونية، بل مقبولة على نطاق واسع باعتبارها عنصرا للإعلان عبر الإنترنت في الساحتين السياسية والاقتصادية”.
وتابعت “لدينا ثقة لا مجال للشك فيها بأن موظفينا عملوا بشكل أخلاقي وقانوني، لكن الحصار الإعلامي ضدنا قد تسبب فعلياً في عزوف عملاء وموردي الشركة عنا”، وأوضحت الشركة أن ذلك دفعها إلى اتخاذ قرار بإشهار إفلاسها، وذكرت أنه بالرغم من وضعها المالي المتعثر فإنها ستفي بشكل كامل بالتزاماتها تجاه موظفيها فيما يتعلق بتعويضهم مالياً.
وكان محققون من وحدة البيانات التابعة لمفوضية المعلومات البريطانية قد شرعوا أواخر الشهر الماضي في تفتيش مقر شركة “أناليتيكا” بالعاصمة لندن، بعد أن منح قاض في المحكمة العليا مكتب المفوضية إذنا بتفتيش مكاتب الشركة.
وجاء الإذن القضائي بعد أيام من تحقيق للقناة الرابعة البريطانية كشف أن الشركة حصلت على بيانات نحو 50 مليون مستخدم لفيسبوك من أجل التأثير على آرائهم قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية التي أفضت إلى فوز الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” كما فعلت الأمر نفسه قبيل التصويت في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واتسع نطاق ما بات يعرف بفضيحة “كامبريدج أناليتيكا – فيسبوك” دولياً، إذ فتحت هيئات مستقلة وحكومية وبرلمانية تحقيقات في قضية استغلال بيانات ملايين المستخدمين في فيسبوك، ودعا نواب بريطانيون رئيس شركة فيسبوك “مارك زوكربيرغ” إلى شرح الوضع، لكنه لم يبادر إلى تلبية الدعوة، واكتفى بالحديث إلى الكونغرس الأميركي، وكان موقع فيسبوك اعترف بأن بيانات نحو 87 مليون مستخدم قد تكون سربت إلى شركة الأبحاث “كامبريدج أناليتيكا”.
وتعد “كامبريدج أناليتيكا” جزءاً من مجموعة SCL التي تتعاقد مع جهات حكومية وعسكرية وتعمل في مجالات عديدة من بينها أبحاث الأمن الغذائي ومكافحة المخدرات والحملات السياسية، وتواجه اتهامات بالحصول على بيانات 87 مليون مستخدم لـ “فيسبوك” بطريقة غير قانونية ودون علمهم، بغية وضع برمجية لتحليل الميول السياسية للناخبين.
Sorry Comments are closed