من يقف وراء اغتيالات إدلب؟

فريق التحرير2 مايو 2018آخر تحديث :
الصورة تعبيرية

إدلب – حرية برس:

منذ سيطرة جيش الفتح على إدلب في شهر آذار من العام 2015 بدأت المحافظة تعيش حالة كبيرة من الفلتان الأمني غير المحدود وذلك بسبب كثرة الفصائل والتنظيمات فيها، والخاسر الوحيد كان الشعب المسكين.

تصفيات مقصودة أم لعب بالنار؟

ربما هزت المحافظة منذ تحريرها أكثر من ألف حادثة اغتيال، كان لقادة الجيش الحر نصيب منها، ودفع المدنيون قسماً آخر، وكانت حرب العبوات الناسفة العنوان الأبرز فيها.

في خندق واحد خاضت الفصائل الحرب ضد نظام الأسد فكيف لأحدها أن يكون خنجراً مسموماً في ظهر أخوته؟ تشير المعلومات والبيانات أن فصيل جند الأقصى كان أكبر المنفذين لعمليات الاغتيال في إدلب وريفها قبل خروجه من المحافظة قبل نحو عام، فقد عرف عن عناصره تأييدهم لتنظيم “داعش” ورغبتهم الجامحة بسفك الدم، ولكن بعد خروج التنظيم استمر مسلسل الاغتيالات، فمن هو المسؤول عن حوادث الاغتيال تلك؟

النظام، داعش أم مجهول؟

رغم خروج تنظيمي “داعش” وجند الأقصى من المحافظة إلا أن خلاياهما الحية لا زالت موجودة في معظم المناطق المحررة وتلعب دوراً كبيراً في عمليات الخطف والتفجير والسرقة خاصة أن عناصراً منهم منظمون في مجموعات تتبع لهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى محسوبة على المتشددين، والهدف من هذه العمليات قتل القادة في صفوف الجيش الحر وإشعار المواطن بانعدام الأمان وسيطرة العشوائية، وهذه إحدى خطط تنظيم داعش لخلق الفتنة بين المعارضة والحاضنة الشعبية لها.

كذلك فإن للنظام مصلحة كبيرة في تصدير العنف والتفجيرات والدماء إلى إدلب، كونها المحافظة التي صعب عليه السيطرة عليها، وهي الآن معقل للمعارضة السورية بشكل كامل من دمشق حتى حلب، وله مآرب كثيرة لخلق الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها ليصدّر نفسه كراعٍ وحيد لأمن سوريا وأمانها.

تقاطعت مصالح “داعش” مع مصالح النظام في إدلب، فالتنظيم المهزوم شرق سوريا يطمح لخلق جيوب جديدة يسيطر عليها مثلما حصل في عقيربات بريف حماه الشرقي قبل فترة، وعندما تقدم ليصل مشارف ريف إدلب الجنوبي بعد سماح قوات الأسد له بالتقدم عبر مناطق سيطرتها، وهذا دليل كبير أن مصالحهما مشتركة وتقريباً تكاد تكون واحدة.

شكوك لا ريب فيها

الجميع يعلم أن هيئة تحرير الشام احتوت عناصر من “داعش” عادوا من الرقة وعناصر من جند الأقصى أيضاً، وقامت تحرير الشام بإخضاعهم لدورة شرعية تشبه الضحك على اللحى، وبعدها خرج هؤلاء العناصر وأصبحوا قادة مجموعات!

في شهر نيسان الماضي وعقب انتهاء اقتتال تحرير الشام وتحرير سوريا بدأت موجة اغتيالات عنيفة ضربت كل الأطراف حتى مهجري الغوطة، لا شك أن النظام من مصلحته القيام بذلك ولكن هل يمكنه القيام بذلك؟ وهل خلاياه النائمة مؤهلة لعمليات بهذا الحجم؟

يمتلك عناصر “داعش” الجرأة والقوة على فعل ذلك وخاصة ضرب التيار الوسطي في هيئة تحرير الشام وذلك لإضعافه بغية سيطرة التيار المتشدد وإحياء أمل إعادة الخلافة والدولة الإسلامية، ولعل استهداف سيارة الشرعي في الهيئة عبد الله المحيسني بعبوة ناسفة قبل أيام خير دليل لأنه عارض قتال هيئة تحرير الشام لجبهة تحرير سوريا وكاد يعترف ببغي الأولى على الثانية.

تنظيم جديد يتبع للقاعدة

حراس الدين، منشقون متشددون عن هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل الأخرى، انتفضوا ضد التيار الإصلاحي في هيئة تحرير الشام بل وكفروه تقريباً، هدفهم إحياء شرع الله الذي أماته أهل إدلب!.

رغم حداثة ولادة التنظيم والذي لم يبلغ عمره شهرين ونصف تقريباً، إلا أنه منذ ظهوره بدأت تتصاعد وتيرة الاغتيالات في إدلب هذا يذكرنا ببدايات فصيل جند الأقصى عندما جعل اوتستراد دمشق حلب حقلاً من الألغام ولم يفرق بين عسكري ومدني وكان سبباً بقتل مئات الأبرياء.

القاتل والمقتول واحد

عشرات الفصائل المدججة بالسلاح وآلاف العناصر عاجزة عن بسط الأمن في المحافظة الخضراء، فكل فصيل لديه منطقة جغرافية يسيطر عليها باستثناء تحرير الشام والتي تتولى القسم الأكبر من السيطرة على إدلب، فهذه وأولئك يتحملون مسؤولية التفجيرات المقصودة، بل وتعتبر تحرير الشام “عبر عناصر داعش وجند الأقصى في صفوفها” المتهم الأول بها رغم أن التفجيرات تستهدف قادتها، فلم يعرف عن عناصر الجيش الحر القيام بهكذا تفجيرات طوال سبع سنوات من الثورة السورية.

إذا وبوضوح تحوي تحرير الشام عناصر متشددة وربما يكونون عملاء مزدوجين للنظام وداعش يقومون بعمليات اغتيال ممنهجة ضد كل أنواع الحياة في إدلب وربما يتقاضون مبالغ مالية كبيرة لقاء ذلك، وتكون عمليات السرقة والنهب والخطف تمويهاً منهم لبث الشائعات بأن الجناة هم لصوص أموال.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل