علي عزالدين – حمص – حرية برس:
تحاصر قوات الأسد مناطق ريف حمص الشمالي منذ أكثر من ست سنوات، قطعت خلالها كافة السبل والمستلزمات الخدمية والزراعية عن المنطقة، كالمجاري المائية الخاصة للري والسماد والمواد الزراعية اللازمة، ما سبب بأزمة كبيرة في المنطقة وغلاء فاحش بأسعار الخضروات والمنتجات الزراعية، مما دفع أهالي الريف الحمصي والذي يعتمد 75% من سكانها على الزراعة، ابتكار خطط ومشاريع زراعية توفر لهم أهم احتياجاتهم بأسعار معقولة تناسب الواقع الاقتصادي والمعيشي في المنطقة.
يقول “أبو هيثم” وهو مزارع من مدينة الرستن لـ”حرية برس” : “نحن كمزارعين في ريف حمص الشمالي قمنا بإبتكار طريقة جديدة للزراعة، نوفر من خلالها ما نحتاجه بإمكانيات بسيطة، تعتمد هذه الطريقة على (بلاستيك الأنفاق _ قضبان الحديد _شبكات ري بالتنقيط )، وتعتبر الطريقة سهلة للغاية حيث نقوم ببناء الأنفاق على شكل هرم ونزرع حبوب البذار على مسافة معقولة، تتيح أمتداد النبتة المزروعة لعملية الإنتاج.
وأضاف أن المزارعين يقومون بزراعة الأصناف التي تعد من الغذاء الرئيسي للأهالي مثل ’’الخيار، البندورة، الفاصولياء، فول.. وغيرها، وبعد عملية الإنتاج نقوم بطرحها بالسوق بأسعار معقولة ومتناسبة مع تكاليف زراعتها والواقع الاقتصادي الذي يعيشه الأهالي”.
وتابع “أبو هيثم” قائلاً: “الخضراوات التي نستوردها من النظام عن طريق المعابر باهظة الثمن، حيث يصل سعر كيلو البندورة 350 ل.س، بينما التي نزرعها من خلال الأنفاق لا يتجاوز سعرها الـ100 ل.س والفارق واضح، علماً أن هذه المنتجات نقوم بطرحها قبل إنتاج المزروعات الموسمية، من خلال هذه الأنفاق التي توفر الجو والبيئة المناسبة”، مشيراً إلى أن الزراعة بهذه الطريقة “وفرت الاكتفاء الذاتي نوعاً لبعض السكان.
و من جانبه قال المهندس الزراعي “محمد الطقس” مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي في الرستن لحرية برس: “تزايدت في الآونة الأخيرة زراعة الأنفاق البلاستيكية، لما فيها من أهمية في تحسين معدل الإنتاج ونوعيته والحصول على إنتاج مبكر، وتغطية احتياجات الأهالي.
وأوضح أن الهدف من وراء الزراعة في الأنفاق البلاستيكية هي الحد من الاستيراد من خارج المنطقة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، حيث لجأ أكثر من 25% من مزارعين مدينة الرستن إلى الاعتماد على الأنفاق في الزراعة.
يذكر أن قطاع الزراعة في ريف حمص الشمالي شهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات الماضية، بسبب الحصار التي تفرضه قوات الأسد على المنطقة ومنعها إدخال المستلزمات الخاصة بالزراعة، بالإضافة لسنوات الجفاف وقلة الأمطار خلال المواسم الزراعية.
عذراً التعليقات مغلقة