“داعش” يتحدى “قسد”.. ويكثف استعداداته وكمائنه شمال الفرات

فريق التحرير27 أبريل 2018Last Update :
محمد الحامد
مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف ديرالزور – أرشيف

محمد الحامد – حرية برس:

حصلت حرية برس على معلومات خاصة تفيد بإرسال قيادات من تنظيم الدولة تسجيلات صوتية إلى مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مفادها: “إن كنتم رجالاً تقدموا إلى منطقة الروضة”، في إشارة من التنظيم إلى استعجال المعارك مع قسد في المنطقة.

وتتخوف قسد من شن هجوم على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الروضة على الحدود السورية العراقية في قرى “أبو حامضة- دشيشة- تل الشاير- تويمين” جنوب شرق الحسكة، بسبب التجهيزات القوية التي أعدّها تنظيم الدولة في المنطقة.

وقالت مصادر محليّة لحرية برس:” إن تنظيم الدولة ينشر الكمائن بأعداد كثيرة في القرى الحدودية مع العراق مما يجعل السيطرة على قرى منطقة الروضة أمراً صعباً جداً، وخصوصاً ان الكمائن غالباً ما تكون في الأودية والشعاب الموجودة بكثرة في المنطقة”.

وفي محاولةٍ تقدم فاشلة لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية استطاع مقاتلو داعش الالتفاف على قوات مليشيا قسد قبل ثلاثة أسابيع بعد ان استُدرجهم التنظيم إلى حقلي نفط” بئري الأزرق والغلبان” في كمين أعده التنظيم مسبقاً في منطقة الروضة، استطاع التنظيم في هذه الكمين من أسر وقتل العشرات من عناصر قسد.

وقتلت قوات التحالف كلاً من ساهر النجاح “أبو عبدالله معيجل” واسماعيل النجاح” أبو همام” القياديين في تنظيم الدولة، وهما من سكّان بلدة معيجل بريف الحسكة الشمالي بغارة على بلدة تل الشاير في منطقة الروضة قبل أربعة أيام، وكان “ساهر النجاح قد شغل منصب “والي القاطع الشمالي في ولاية الخير- ديرالزور” قبل ان تنحسر سيطرة قوات داعش إلى الحدود السورية العراقية.

واعتبرت داعش أن الهدنة بينها وبين قسد قد انهارت، وهي هدنة غير معلنة بين لطرفين منذ عدة شهور، فيما أعلن مقاتلو داعش جهوزيتهم الكاملة لصد أي هجوم محتمل على مواقعهم المتمركزة على امتداد المنطقة من مدينة هجين في ديرالزور “شمال نهرالفرات-جزيرة” وحتى جنوب شرق الحسكة على الحدود العراقية السورية.

وأفادت مصادر خاصة لحرية برس بأن مليشيا قسد شرعت في بناء سواتر ترابية على ارتفاع أكثر من ثلاثة أمتار بدأً من حقل العمر النفطي قرب مدينة الميادين في ريف ديرالزور الشرقي “جزيرة” وصولاً إلى بلدة مركدة ضمن الحدود الإدارية لجنوب الحسكة، ورجّحت المصادر أن قسد تتخوف من هجمات داعش على مواقعها، وتمنع أي محاولة اقتراب للمدنيين من هذه السواتر إلا عبر ممرات عملت على فتحها في مناطق محددة لمنع أي عملية تسلل إلى مناطق سيطرة قسد، وأوضحت المصادر أن عناصر قسد تطلق النار على كل من يقترب من هذه السواتر الترابية.

واتصلت حرية برس بقيادي سابق في الجيش الحر موجود في مناطق سيطرة قسد للوقوف على حيثيات المعارك في المناطق المتبقية لداعش في ديرالزور والحسكة ورد قائلاً:” إن مقاتلي داعش أعادوا بناء صفوفهم جيداً وباتوا يتّبعون أسلوباً جديداً في تكثيف الكمائن وتنشيط الخلايا النائمة في مناطق سيطرة قسد القريبة من محاور الاشتباك لزعزعة صفوف قسد”.

وأوضح القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أنه من الصعب على قوات قسد أن تطرد داعش من منطقة الروضة على الحدود العراقية بسبب كثافة عناصر داعش في هذه المنطقة وأن التنظيم لديه قدرات عسكرية كبيرة، ومما رجّح كفة داعش في هذه المنطقة أيضاً هو صعوبة التضاريس، كون المنطقة بادية مفتوحة تكثر فيها الوديان والشعاب.

وقال القيادي السابق في الجيش الحر:” إن مليشيا قسد تستطيع القضاء على داعش في حال استعانت بقوات الحشد الشعبي العراقي المنتشر على الجهة المقابلة لمنطقة الروضة، وأن تكون معركة واحدة على داعش من الجانبين العراقي والسوري في وقت واحد”.

مقاتلون من مليشيا (قوات سوريا الديمقراطية) “قسد” في شمال ديرالزور – رويترز

وكثّفت طائرات التحالف الدولي غاراتها على منطقة الروضة في الأيام الماضية، حيث استشهد 9 مدنيين بغارات على بلدة تل الذهب قرب قرية أبو حامضة في منطقة الروضة على الحدود السورية العراقية قبل 4 أيام.

وتحاول قوات التحالف الدولي وشركائها في سوريا والعراق القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حيث أكد رئيس الوزراء العراقي قبل عدة أيام أن قوات بلاده ستواصل محاربة تنظيم الدولة في سوريا، واعتبر العبادي أن بقاء داعش في المناطق الحدودية مع العراق تشكل خطراً على بلاده.

وكانت طائرات عراقية قد أغارت على مناطق سيطرة تنظيم الدولة في مدينة هجين شرق ديرالزور في منتصف شهر نيسان الحالي وأدعت القوات العراقية أنها قتلت عدداً من قياديي التنظيم في هذه الغارات.

ويتحصّن تنظيم الدولة الإسلامية في آخر مواقعه في سوريا في شمال نهر الفرات في منطقة الجزيرة، وتمتد مواقعه بين ريفي الحسكة وديرالزور قرب الحدود السورية العراقية، كما أن التنظيم يشن هجمات على مواقع قوات الأسد والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران جنوب نهر الفرات في منطقة الشامية والبادية السورية مستغلاً عدم انتشار قوات الأسد والمليشيات المساندة له أثناء الليل لينقل عناصره من شمال نهر الفرات إلى جنوبه، وكانت آخر هجماته على مواقع قوات الأسد في منطقة الكتف في مدينة البوكمال، تمكن خلالها من عطب آليات عسكرية وقتل عدداً من الجنود.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل