أحمد الرحال – حرية برس:
أعلن ثلاثة أعضاء بارزين في الائتلاف الوطني السوري، اليوم الأربعاء، انسحابهم منه معللين ذلك بأسباب عديدة يأتي في مقدمتها انحراف مسار الحل السياسي الذي تسير فيه مؤسستا الائتلاف وهيئة التفاوض عن ثوابت الثورة السورية.
وقد توالت استقالات كل من جورج صبرا وسهير الأتاسي وخالد خوجة من عضوية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيانات صادرة عنهم بوقت متقارب، فيما علم موقع ’’حرية برس‘‘ من مصادره الخاصة أن الدكتور ’’رياض حجاب‘‘ هو من ضمن المجموعة التي تُنسق للإنسحاب من الائتلاف الوطني في الساعات القليلة القادمة.
وقد اعتبر ’’صبرا‘‘ في بيان انسحابه أن ’’الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذي ولد في 11/11/2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب‘‘، مضيفاً أن طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة، إضافة إلى التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه.
بدورها، قالت ’’سهير الأتاسي‘‘ ببيان انسحابها، ’’إن المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا أصبح متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول‘‘.
وأضافت ’’الأتاسي‘‘، بعد أن خسرت بعض المؤسسات الرسمية لقوى الثورة والمعارضة التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي، وضعها أمام ازدواجية الخضوع أو الزوال، فاختار بعضها أولوية البقاء والتعايش مع أوهام تحقيق الممكن وانتهاج الواقعية السياسية، وتصدّع البعض الآخر فافتقد الكيان المؤسساتي وأصبح عبارة عن مجموعة كيانات تتراشق علناً البيانات والتصريحات السياسية المتضاربة، وتمّ الانقلاب على البعض الآخر‘‘.
وتابعت ’’الأتاسي‘‘ قولها: ’’لم أعد أجد عملي ونشاطي ممكناً ضمن تلك الكيانات القائمة، ولذلك أعلن انسحابي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبقائي ملتزمة بالعمل لأجل الثورة حتى تحقيق أهدافها في تحرر بلادنا من الأسد ومنظومة حكمه ومحاسبة المجرمين، وتحريرها من الاحتلال الروسي والإيراني والميليشيات الطائفية، واستقلالها من دول تقاسمت مناطق النفوذ فيها، وصولاً إلى التأسيس لسوريا دولة الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون‘‘.
من جانبه، أعلن الدكتور ’’خالد خوجة‘‘ في بيان استقالته، توافقه مع ’’جورج صبرا‘‘ و’’سهير الأتاسي‘‘ في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما، مؤكداً انسحابه من عضوية الائتلاف وهيئته العامة متنمياً للقلّة الإصلاحية فيه التوفيق.
يُذكر أن الائتلاف الوطني السوري المعارض تشكل عام 2012 عقب اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف تنظيم الثورة ودعمها، و إسقاط نظام الأسد في سوريا، وتوحيد العمل السياسي للمعارضين السوريين.
عذراً التعليقات مغلقة