أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، يوم الإثنين 23 نيسان/ أبريل، منح المصور الصحفي المحبوس في مصر، محمود أبو زيد “الشهير باسم شوكان”، جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة لعام 2018.
وبعد يوم من تحذيرات الخارجية المصرية، منحت منظمة اليونسكو جائزة “جييرمو كانو” لحرية الصحافة للمصور “شوكان”، المحبوس منذ سنوات، والذي تتهمه السلطات المصرية بالإرهاب، وبينما نددت مصر الرسمية بتلك الخطوة، رحبت مصر “الحقوقية” بالجائزة.
وكان “أبوزيد” البالغ من العمر 31 عاماً، يعمل لحساب وكالة “ديموتيكس” البريطانية عندما تم توقيفه في 14 أب/أغسطس 2013، أثناء تغطيته فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية شرقي القاهرة، وفي بداية عام 2017، طالب المدعي العام المسؤول عن ملفه بتنفيذ عقوبة الإعدام ضده.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعربت أمس الأحد عن أسفها إزاء اعتزام منظمة يونسكو منح “شوكان” جائزة دولية لحرية الصحافة، وقالت الوزارة أمس الأحد في بيان إن شوكان “متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة”، واعتبرت الوزارة منح شوكان الجائزة تسييساً لمنظمة اليونسكو وخروجاً على الأهداف، التي أنشئت من أجلها.
معايير اختيار شوكان
وطبقا لبيان منظمة اليونسكو على موقعها على الإنترنت فإن “فريق العمل، التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي، صنف اعتقاله واحتجازه بأنه تعسفي ومناهض للحقوق والحريات، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.
وأكدت اليونسكو في بيانها اليوم أن الاختيار جاء من خلال لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين، ونقل البيان عن “ماري ريسا” رئيسة لجنة التحكيم قولها “اختيار محمود أبو زيد “شوكان” يشيد بشجاعته ونضاله والتزامه بحرية التعبير”.
وتحتل مصر المرتبة 161، من أصل 181 دولة، في ترتيب عالمي لحرية الصحافة أعدته منظمة “مراسلون بلا حدود” في 2017. وتقول تلك المنظمة إن السلطات المصرية تعتقل 31 صحافياً على الأقل.
مصر الرسمية غاضبة أما الحقوقية فسعيدة
وفي أول رد فعل رسمي على إعلان الجائزة قال “علي عبد العال” رئيس مجلس النواب المصري: إن “مصر لن تقبل ما تعتزم المنظمة القيام به باعتبارها دولة مؤسسة لها منذ عام 1945″، وأضاف خلال جلسة عامة للمجلس اليوم الاثنين “هذه المنظمة هي منظمة للتربية والعلم والثقافة وليس لها دخل من قريب أو بعيد بالزج بنفسها في أمور ذات طابع سياسي”. وتابع قائلا “حاولت هذه المنظمة من قبل أن تأخذ منحى سياسيا، وهو ما دفع بعض الدول للخروج منها”.
وفي حين نددت المؤسسات الرسمية المصرية بمنح الجائزة إلى شوكان عَبَّرَ عدد من الحقوقيين المصريين عن سعادتهم من خلال تغريدات على تويتر.
وغرد المحامي الحقوقي نجاد البرعي قائلا “بمناسبة الجوائز الدولية.. عام 2017-2018 يعتبر أكثر الأعوام التي فاز فيها مناضلون حقوقيون وإعلاميون مصريون بجوائز دولية نتيجة نضالهم من أجل الحريات الغائبة في مصر، يمكن للحكومة أن تعتبر أن تلك مؤامرة دولية عليها، وممكن أن تقف لتنظر في السياسات التي تتبعها وأثرها على المدى الطويل”.
وفي اتصال هاتفي مع “رويترز” أمس الأحد قال المحامي كريم عبد الراضي الموكل للدفاع عن شوكان إنه يأسف لأن وزارة الخارجية لم تعمل بقاعدة “المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته” بينما تحاول حجب جائزة عن شوكان، كما عبر عن أسفه لاستمرار احتجاز شوكان في حين أن أقصى مدة للحبس الاحتياطي في القانون المصري عامان.
وتقيم اليونسكو احتفالها السنوي لتسليم الجائزة في الثاني من مايو/أيار، مواكبة لليوم العالمي لحرية الصحافة. ويقام الحفل الذي تستضيفه غانا هذا العام تحت شعار (توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون).
وتحمل الجائزة اسم جييرمو كانو إيسازا، وهو صحفي كولومبي اغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوغوتا (كولومبيا) يوم 17 كانون أول/ ديسمبر 1986. ويحصل الفائز بالجائزة على 25 ألف دولار.
عذراً التعليقات مغلقة