مالك الخولي – حرية برس:
حذرت قوى ثورية سورية هيئة التفاوض المعارضة من الدخول في أي تسوية سياسية تضمن بقاء نظام الأسد أو شرعنته مجدداً.
وقال البيان الذي حمل اسم “بيان الثورة السورية إلى هيئة المفاوضات” ووقع عليه عشرات الناشطين السوريين والمعارضين إن أي أداء أو سعي من قبل الهيئة إلى تسوية سياسية فضلاً عن الدخول فيها لا يرتقي إلى تطلعات الشعب السوري وأهداف ثورته يعتبر تنكراً للدماء الزكية التي سالت والأعراض التي انتهكت على مدار السنوات السابقة كلها.
وشدد البيان على أنه لا يمكن القبول بأية شراكة مع العصابة الحاكمة أو شرعنتها مجدداً لتبرير الاحتلالات المتعددة للأراضي السورية، وأنه لا يمكن القبول بإعادة تعويم القتلة ومجرمي الحرب محلياً أو إقليمياً أو دولياً.
وطالب البيان أعضاء الهيئة أن يمثلوا مطالب الثورة السورية سياسياً وفق الثوابت التي خطتها دماء الشعب، أو أن يتحلوا بالجرأة لتقديم استقالتهم للشعب السوري.
تحركات مشبوهة
وفي هذا السياق أوضح الناشط السياسي السوري حسين السيد وهو أحد الموقعين على البيان أن هيئة التفاوض ومنذ مدة تتواصل مع المجلس الإسلامي السوري وغيره من الفعاليات في الداخل السوري من مجالس محلية وهيئات سياسية، بغرض تلميع نفسها ولمساعدتها في الانخراط باللجنة الدستورية بعيداً عن التشويش الشعبي والمواقف الثورية التي ستتصدى لها وبقوة إن أقدمت على تلك الخطوة .
وقال رئيس المجلس الأعلى لقيادة الثورة سابقاً إن الثورة السورية ومن يؤمن بها من السوريين يعتبرون أن هيئة الرياض 2 مكونة من سوريين يحملون أجندات ومشاريع لا تمت للثورة بأية صلة، وأضاف أن الدليل على ذلك هو أن أعضاءها تم انتقاؤهم بطريقة مهينة للسوريين وفي ذلك تزوير لإرادة كل سوري حر آمن بالثورة على أنها منهج فكر وحياة تؤدي في نهاية المطاف إلى استقلالية سوريا وقرارها السياسي، من خلال إقامة دولة العدل والقانون والتساوي بين أبنائها جميعاً والعيش بكامل الحرية والكرامة لعموم أبنائها.
ورأى السيد أنه من المفارقات لتلك الهيئة أنها وتحت الضغوط الثورية والشعبية وغالباً رغبات بعض الدول المصنعة لها رفضت حضور مؤتمر سوتشي وبعد ذلك راحت تهرول وتسعى بكل ما تستطيع لتنفيذ مخرجات ذلك المؤتمر وما خلص إليه، واعتبر أنه في ذلك كل الإهانة والمذلة لتضحيات الشعب السوري على مدار السنوات السابقة، فالثورة السورية وما قدمته من تضحيات في سبيل تغيير نظام العصابة الحاكمة يكفي لتحرير قارة بأكملها!
ويتساءل السيد في ختام حديثه “لحرية برس”: هل كان كل ذلك لأجل تعديلات دستورية وانتخابات يتوج فيها مجرم الحرب وعصاباته الأمنية والعسكرية حكاماً على سوريا وهذا الشعب العظيم إلى ما لا نهاية؟!، ويشدد: لن نسمح لتلك الجوقة بالتدليس وتزوير إرادة الثورة والشعب السوري أكثر من ذلك.
بيان متأخر
من جهتها رأت السيدة نغم الغادري نائب رئيس الائتلاف الوطني سابقاً أن البيان جاء متأخراً وكان من المفترض إصداره قبل الرياض 2 والمطالبة بعدم الجلوس على طاولة واحدة مع “منصة موسكو” التي لا تعدو كونها ذراعاً لنظام الأسد.
واعتبرت الغادري التي ترأس حالياً منظمة “بحر” للتنمية السياسية، إن “منصة موسكو تدار من قبل نظام الأسد بغضّ النظر عن شخصياتها، هذا في حال أحسنّا النية ولم نقل إن النظام في منصة موسكو”.
وقالت: “للأسف، إننا نعلم من قبل الرياض 2 وما بعده، جميعاً نعلم تصريحات قدري جميل بخصوص موقفه من نظام بشار الأسد والذي يؤكد مراراً وتكراراً أنه ليس مع إسقاط النظام ولا يريد تغييره إنما سقف طموحاته بعض الإصلاحات الدستورية، وفي الوقت ذاته يعتبر نفسه معارضاً!”.
وترى الغادري أن “بيان الرياض 2 قنبلة موقوتة، وأن بنوده جميعاً عبارة عن ألغام، وتعتبر أن بند “رحيل بشار الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية” هو عبارة عن ذر للرماد في العيون، وتغطية على البنود الأخرى في الوقت ذاته.
وتشير الغادري في حديثها “لحرية برس” إلى مؤتمرات يتم عقدها في باريس وعواصم أخرى لشخصيات تقوم بتهيئة نفسها شعبياً للدخول في انتخابات.
وتشدد في الوقت ذاته على رفضهم القاطع “للإصلاح الدستوري”، وتؤكد على أن الدستور يتم وضعه بعد الاتفاق على هيئة الحكم الانتقالي التي ستدير المرحلة الانتقالية وتوقف العمل بالدستور الحالي وتشكل لجنة لوضع مسودة لدستور جديد.
وتقول: “بالنسبة لي شخصياً فإن البيان يحمل جزءاً من مخاوفي وهواجسي”، وتعبر عن مخاوفها من الشراكة مع نظام الأسد مضيفة: ” لا نقصد بالتأكيد كل أعضاء الهيئة، لكن مجرد وجود منصة موسكو وبعض الشخصيات يخلق لدينا تخوفاً من الانجرار نحو الهاوية”.
وتعتبر الغادري أن ما يجري اليوم على الأرض هو عملية عسكرية وليس سياسية، حيث أن النظام قام بتعطيل مفاوضات جنيف الأخيرة قبل مؤتمر سوتشي، وتتساءل: ما الذي تفعله هيئة التفاوض اليوم؟ لا وجود لأي مفاوضات.
وتجدد الغادري مخاوفها بشأن عدم وجود مرحلة انتقالية، بل الذهاب إلى ما يطلق عليه “حكومة شراكة وطنية” يتشارك بها بعض أعضاء هيئة التفاوض مع نظام الأسد ليجلسوا على طاولة واحدة وانتظار الانتخابات القادمة لبشار الأسد على أمل حصولهم على شراكة في العملية السياسية من داخل دمشق.
Sorry Comments are closed