يستعد “راؤول كاسترو” لمغادرة رئاسة كوبا بعد 12 عاماً على توليه هذا المنصب خلفاً لشقيقه “فيدل كاسترو” وأكثر من نصف قرن على اندلاع الثورة، مع اقتراح البرلمان اليوم الأربعاء “ميجيل دياز كانيل” لخلافته، في تحول قد يؤذن بأول زعيم للبلاد من خارج عائلة كاسترو منذ ثورة عام 1959.
وقدمت الحكومة الكوبية “ميغيل دياز كانيل” المسؤول الثاني في السلطة الكوبية، مرشحاً وحيداً لخلافة الرئيس المنتهية ولايته “راؤول كاسترو” ما يفسح المجال أمام عملية انتقال تاريخية في كوبا.
ويتوقع أن يتم تعيين “ميغيل دياز كانيل” رسمياً، كرئيس لمجلس الدولة وللبلاد صباح الخميس بعد تصويت نواب البرلمان، الأمر الذي سيطوي صفحة ستة عقود من الحكم الحصري للأخوين “كاسترو”.
وولد “كانيل” بعد الثورة ودرس الهندسة ويهوى التكنولوجيا ويبدو ليبرالياً من الناحية الاجتماعية، وبعد سنوات من تدرجه سلم السلطة في الحزب الشيوعي، ويعد “دياز كانيل” رهاناً آمنا لوراثة عباءة كاسترو الفكرية والزعماء المسنين الآخرين الذين ساعدوا “فيدل كاسترو” على الإطاحة بالدكتاتور المدعوم من الولايات المتحدة “فولخينسيو باتيستا”.
ومنذ ثورة 1959، لم تشهد كوبا سوى انتقال حقيقي واحد على مستوى الرئاسة، وكان ذلك في 2006، عندما سلم “فيدل كاسترو” المريض السلطة الى أخيه الأصغر بعد حكم من دون منازع استمر أكثر من 40 عاماً.
وكان “راؤول كاسترو” بدأ اصلاحات كان متعذراً تصورها في زمن سابق على غرار فتح الاقتصاد لصغار المستثمرين وخصوصاً مع بدء تقارب تاريخي مشهود مع الولايات المتحدة العدو السابق في زمن الحرب الباردة، ففي عام 2015 أعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية وفي 2016 قام “باراك أوباما” بزيارة تاريخية لكوبا، لكن منذ تولي “دونالد ترامب” الرئاسة شهدت هذه الاندفاعة توقفاً واضحاً.
وتقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن “راؤول كاسترو” سيظل متصدراً للمشهد السياسي على الأقل حتى عام 2021 بوصفه السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي، وهو منصب يخوله قيادة الجيش كذلك.
وقد توفي “فيدل كاسترو” أواخر 2016، وحان اليوم دور “راؤول” صاحب 86 عاماً، للتخلي عن كرسي الرئاسة إلى ممثل للجيل الجديد.
عذراً التعليقات مغلقة