حرية برس:
تتوالى التصريحات الصادرة عن الدبلوماسيين الروس كاشفة كم المأزق الذي يعيشه الكرملين قبيل ضربة غربية محتملة لنظام بشار الأسد.
ومع تصاعد تهديدات الغرب تتخوف موسكو من مواجهة قد تكشف حقيقة قوتها العسكرية، التي لا تقوى على استعراضها سوى على أجساد المدنيين والأبرياء العزل، منذ تدخلها في سوريا أواخر العام 2015.
كيماوي دوما.. نفي واتهام
عرقلت موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن لإنشاء آلية تحقيق مشتركة في هجوم نفذته قوات الأسد على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، راح ضحيته نحو 80 شهيداً وأكثر من 1000 مصاب، مستخدمة “الفيتو” للمرة الثانية عشر لحماية نظام بشار الأسد.
ما لبثت موسكو أن نفت وقوع أي هجوم كيماوي في دوما، قائلة إن خبراءها دخلوا إلى المدينة وتأكدوا من عدم وجود أي هجوم كيماوي.
ثم ذهب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لاتهام الغرب بتنفيذ الهجوم قائلاً إن لدى بلاده أدلة “دامغة” على أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما كان “مسرحية” أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية.
وقال خلال مؤتمر صحافي “لدينا أدلة دامغة تؤكد أن هذه كانت مسرحية أخرى وأن أجهزة استخبارات دولة هي حالياً في واجهة حملة كراهية روسيا تورطت فيها”.
وعادت موسكو لترحب بدخول لجنة تحقيق دولية، من المفترض أن تصل يوم السبت، للتحقيق بشأن هجوم دوما.
الأسد رجلكم قبل أن يكون رجلنا!
وصل التخبط الروسي إلى مستوى غير مسبوق، حين ذهبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخروفا إلى القول بأنه قبل نزع السلاح الكيميائي كان الأسد الصديق الأفضل ليس لموسكو فحسب ولكن لواشنطن ولندن أيضاً.
وقالت زاخروفا في مقابلة مع سكاي نيوز البريطانية، اليوم الجمعة، “الأسد قضى معظم حياته في بريطانيا، إنه رجلكم أكثر مما هو رجلنا”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي في عهد أوباما، جون كيري، كان على علاقة ودية مع الأسد عندما كان يعمل في مجلس الشيوخ.
وتأتي تصريحات زاخروفا وسط تسريبات عن صفقة بين الولايات المتحدة وروسيا، تتضمن خروج إيران ومليشياته من سوريا مقابل وقف الضربة.
حيث نقل (التلفزيون العربي) عن مصادر قولها إن الثمن الذي طلبته واشنطن من موسكو لتفادي الضربة هو سحب القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها من سوريا.
وأضافت المصادر أن موسكو أبلغت طهران، يوم الخميس، بالعرض الأمريكي، وقالت إنه تم تأخير الضربة العسكرية الأمريكية للنظام السوري بانتظار الرد الإيراني على مطلب الانسحاب من سوريا.
إعادة انتشار
على الرغم من التحذيرات الروسية من استهداف نظام الأسد والتصعيد الكلامي، تبدو التحركات الميدانية على النقيض منها، حيث رافق التخبط الدبلوماسي الروسي تحركات ميدانية، يرى خبراء أنها رسالة على عدم رغبة موسكو في المواجهة إذا ما وقعت.
حيث أظهرت صور تم التقاطها بالأقمار الاصطناعية سحب روسيا 11 سفينة حربية كانت ترسو في ميناء طرطوس، القاعدة الروسية الثانية في سوريا بعد حميميم.
كما أكدت تقارير قيام نظام الأسد بسحب قواته الجوية من المطارات العسكرية نحو قاعدة حميميم، في حين قالت تقارير أخرى أن الأسد أرسل عدداً من الطائرات نحو طهران وبغداد.
وفي هذا السياق ذهب محللون روس إلى أن الخيار الوحيد أمام روسيا لتأمين مصالحها هو استخدام السلاح النووي في حال دخولها بمواجهة شاملة مع الولايات المتحدة وحلفائها، نظراً لعدم قدرة أسلحتها التقليدية على مواجهة الأسلحة الغربية.
Sorry Comments are closed