العدناني .. ملك الإصدارات الداعشية!

ساري الساري23 مايو 2016آخر تحديث :
العدناني .. ملك الإصدارات الداعشية!

ساري الساري * ساري الساري
ظهر صوت العدناني مجدداً مع بدء التصريحات الأمريكية عن التحضير لتحرير محافظة الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي والتي تبدو مختلفة هذه المرة عن باقي التصريحات السابقة حيث قامت طائرات التحالف بإلقاء منشورات تطالب الأهالي بضرورة مغادرة المدينة بأسرع وقت حسب أحد المصادر المحلية وتتزامن هذه التصريحات مع تحركات على الأرض حيث التنسيق العسكري بين الأمريكان وميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” على أعلى المستويات؛ ويبدو أن التنظيم قد جهز نفسه فعلاً لهذه المعركة؛ فهو يعتبر أن خسارة الرقة تعني انهيار التنظيم في سوريا؛ وأن الرقة خط أحمر؛ لكن هذه المرة بدا وكأنه شبيه بخطوط أوباما الحمر.

ففي تسجيل صوتي بثته إحدى المواقع التابعة لتنظيم الدولة “داعش” ليلة أمس منسوب لـ أبي محمد العدناني ملك الإصدارات الصوتية للتنظيم؛ والذي لا يطل علينا إلا عند إنتصار كبير للتنظيم أو هزيمة نكراء تحتاج تبريراته؛ تنبأ العدناني والذي لا ينطق عن “الهوى الداعشي” أن هناك إحتمال كبير لاستشهاد “البغدادي” أو “الشيشاني” أو أبو عمرو وزيد.. لكنه استبعد أن يكون هو من الشهداء، فمن سيتحفنا بالعبارة المشهورة “لك الله أيتها الدولة المظلومة” والتي بدأ بتهيئة أنصاره لسماعها؟ فقد تحدث أن “الصليبين” لن يهزموا الدولة الإسلامية حتى لو أخذوا الموصل والرقة.
واللافت في التسجيل أن العدناني وجه العديد من الرسائل، أولها للملكة العربية السعودية، والتي يبدو أن التنظيم ينشط بكثرة هذه الأيام لاختراقها وأن شيئاً ما قد سيحصل في السعودية، فالمتابع للشأن السعودي يدرك أن هناك نقمة من فئة المتدينين المتطرفين على قرارات “آل سعود” كما يطلقون على نظام حكم المملكة، وأبرز أسباب هذه النقمة هو إلغاء عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي ينسب إليها التنكيل بالناس بذريعة الحرص على الدين وأخلاق المجتمع، وخطوة إلغاء عمل الهيئة أثارت ضجة كبيرة لدى المجتمع السعودي بكل فئاته، بين مؤيد ومستنكر، ومحذر ومهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور. ومن المؤكد أن التنظيم سيحاول استغلال هذه النقطة لكسب عناصر جدد وشحن هؤلاء العناصر بالنقمة لتحقيق شئ، ولا أظنه سيكون ذلك “الجيش” العرمرم الذي سيفتح الجزيرة العربية، والذي لطالما ذكره العدناني في إطلالاته الصوتية الكثيرة، معتمداً في نبوءته على حديث للرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم يقتصر العدناني في إطلالته الصوتية الجديدة على النبوءات .. فقد وجه وحرض وخطط ودعا أنصاره لأن يكون شهر رمضان شهر رعب “للكفار” في أوروبا وأميركا وكل العالم، وهو تهديد مباشر لكل دولة مشاركة في التحالف الدولي، وهذه التهديدات ليست غريبة ولا جديدة، اذ تكاد تكون روتيناً معتاد في كل خطابات التنظيم، لكن الكلام الأخطر في التسجيل عندما قال: “إن استهدافكم لما يسمى بالمدنيين هو أحب إلينا وأنجع كونه أنكى بهم وأوجع”!!
ويبدو أن العدناني يوصل رسالة إلى الغرب وقياداته أن تصعيد الهجوم على معاقل التنظيم سيكون سبباً في تصعيد عمليات استهداف المدنيين من قبل “الذئاب الشاردة” للتنظيم في أوربا وأميركا، وربما يعول العدناني وقيادة داعش على جعل قيادة التحالف تتردد في تصعيد الهجوم على التنظيم بعد هذا التهديد!
ومن ناحية ثانية يبدو أن التنظيم يراهن أيضاً على أن يخفف من حدة الهجوم المتوقع على الرقة بمنعه المدنيين من مغادرة المدينة، وهو ما أكدته أخبار متواترة من الرقة أن التنظيم قام بإغلاق مداخل ومخارج المدينة وتفخيخ الطرقات، وما نخشاه فعلاً أن يتمترس عناصر التنظيم خلف المدنيين، الذين شبعوا من الموت ببراميل الأسد وصواريخ روسيا البالستية وصواريخ التحالف وسكاكين الخلافة.
ومن معرفة الواقع الذي يعيشيه أهالي الرقة فأنهم سئموا الحياة في ظل تنظيم داعش إلا أنهم يدركون أن مقولة “سأتحالف مع الشيطان اذا استطاع انقاذي” والتي تردد صداها كثيراً في الأوساط الثورية، قد أصبحت مقولة منتهية الصلاحية، إذ لا فرق بين الشياطين، واذا اختلفت مسمياتها.
ولكن .. يبقى التساؤل المهم: ما دور قوات الأسد في هذه العمليات؟ أم أن هناك من يعمل ويخدم أجندتها؟

حتى الآن.. لا تصريحات من النظام السوري إلا تصريح شريكه، النظام الروسي، الذي طالب قوات التحالف بقصف شاحنات الأسلحة القادمة من تركيا، في حالة قد تفسر بأنها استسلام لإرادة القوة الأكبر في العالم، أميركا، التي يحاول رئيسها المنتهي الصلاحية بعد اشهر قليلة أن يفعل شيئاً للذكرى .. قبل رحيله غير المأسوف عليه.

وختاماً .. هل سنشهد خسارة وهزيمة نكراء جدية لتنظيم داعش؟ أم أن الإدارة الأمريكية وأوروبا ستأخذان بعين الاعتبار تهديدات التنظيم؟
أول طلقة حين تنطلق ستكشف مسار المعركة .. إن بدأت!

التعليقات تعليق واحد

عذراً التعليقات مغلقة

  • teho
    teho 23 مايو 2016 - 2:42

    مادة سخيفة جدآ

عاجل