أحمد الرحال – حرية برس:
دخلت قوات نظام الأسد، مساء الجمعة، إلى مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بعد إتمام انسحاب عناصر حركة “أحرار الشام الإسلامية” منها بموجب اتفاق بين وفد المدينة والوفد الروسي الذي تم إبرامه يوم الأربعاء الماضي.
وقالت وسائل إعلام موالية، أن آخر الحافلات انطلقت من مدينة حرستا باتجاه الشمال السوري، مساء الجمعة، لتبدأ قوات الأسد وروسيا بالانتشار وتمشيط أحياء المدينة، بعد خروج المقاتلين والمدنيين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم منها.
وقال المجلس المحلي في مدينة حرستا، اليوم السبت، إن “حافلات مهجري مدينة حرستا تصل قلعة المضيق، لقد كان طريقاً طويلاً وشاقاً ومليئاً بالمتاعب، لكن الأهالي وصلوا بخير وسلام”، فيما أعلن بوقت سابق، عن انطلاق آخر الحافلات من المدينة، وبلغ عددها 85 حافلة، وقدرت أعداد الخارجين بنحو 1500 مقاتل، وستة آلاف من أفراد عوائلهم ومن المدنيين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها الرسمي في تويتر، إن 4979 مقاتلاً من فصيل “أحرار الشام” خرجوا مع عائلاتهم من مدينة حرستا بموجب الاتفاق.
من جهة أخرى، قالت اللجنة المدنية المشاركة في مفاوضات مدينة دوما، السبت، إنه كان من المقرر عقد جولة تفاوضية مساء اليوم، إلا أنه تم تأجيل الاجتماع بناء على طلب الجانب الروسي معللاً ذلك بانشغاله بإنهاء اتفاقية القطاع الأوسط، مع التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار.
فيما أعلن قائد جيش الإسلام “عصام بويضاني”، اليوم السبت، عن بقاء فصيله في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها، في تسجيل صوتي نُشر له.
ووجه “بويضاني”، رسالة إلى أهالي درعا، قائلاً: “في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها”، مضيفاً أن وجود مجاهدين بالقرب من العاصمة دمشق، هو نصر للثورة السورية، وأنه يجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بجيش الإسلام.
ودعا فصائل الجنوب إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن القوة العسكرية لقوات الأسد وروسيا ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.
وأضاف “بويضاني” في تسجيله، أن “الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية مؤقتة، وسيكون بعدها نصر عظيم للأمة، مؤكداً أن عدد قتلى قوات الأسد منذ اليوم الأول للمعركة بلغ أكثر من 1500 عنصر، إلى جانب ضعفين من الجرحى”.
وتأتي رسالة قائد جيش الإسلام، بعد ساعات من اتفاق “فيلق الرحمن” مع الجانب الروسي، يقضي بخروج عناصره بشكل كامل من القطاع الأوسط إلى الشمال السوري، بالإضافة إلى الأهالي غير الراغبين بتسوية أوضاعهم.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، خروج 700 مدني من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين صباح السبت، مضيفة أنه تم خروج 105000 شخص من الغوطة منذ تشغيل الهدنات الإنسانية عند دعم مركز المصالحة الروسي.
وجاءت عملية الإجلاء، عقب خروج أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل، من فصيل حركة “أحرار الشام” على دفعتين من مدينة حرستا بناء على اتفاق مع “الجانب الروسي”.
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 شباط/ فبراير الماضي لحملة عسكرية عنيفة لقوات الأسد وروسيا وإيران، تمكن حلف الأسد خلالها من تضييق الخناق بشدة تدريجياً على الفصائل المعارضة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام منفصلة، مما دفع بقادات الفصائل إلى القبول بالتفاوض، وبعد اتفاقي حرستا والقطاع الأوسط، لا يزال مصير مدينة دوما، غير معروف مع استمرار المفاوضات بشأنها مع روسيا.
Sorry Comments are closed