أقفل باب الترشح للانتخابات النيابية في لبنان المزمع إجراؤها يوم 6 مايو / أيار المقبل، مع بلوغ العدد الإجمالي للمرشحين نحو 976، بينهم 111 امرأة، يتنافسون على 128 مقعدا في البرلمان.
وأكثر ما كان لافتا في طلبات الترشيح، هو تقدم 7 أفراد من عائلة “الحجيري”، وهي من أكبر عائلات بلدة عرسال في محافظة البقاع (شرق) ذات الأغلبية السنية.
والمرشحون هم: بكر حسين، وحسين أحمد، وأحمد محمد، وعبد المنعم أحمد (جميعهم من تيار المستقبل / أكبر حزب سني يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري)، وزيدان محمد، ومسعود حسين، وعلي أحمد (مستقلون).
ويعتبر هذا العدد من المرشحين ضمن العائلة الواحدة، سابقة لم تحصل في الانتخابات الماضية.
ويبلغ عدد سكان دائرة بعلبك ـ الهرمل (القضاء الذي تقع ضمنه عرسال) 309 آلاف، وعدد المقترعين 180 ألفا.
وخصص لهذه الدائرة 10 المقاعد، 6 للشيعة و2 للسنة، ومقعد واحد للموارنة، وآخر للروم الكاثوليك.
ويتنافس على مقعدي السنة في الدائرة (تضم محافظة البقاع 3 دوائر انتخابية) حوالي 28 مرشحا، بينهم 10 من عرسال، وعدد المقترعين 13 ألفا و400.
“عوامل الحرب إلى جانب إهمال بلدة عرسال منذ حقبة الستينيات حتى اليوم، من بين الأسباب التي دفعت بعشرة من أبنائها إلى الترشح للانتخابات بينهم 7 من عائلتنا”، وفق علي الحجيري (مختار البلدة سابقا) في حديثه للأناضول.
ويعيش في عرسال اليوم 37 ألفا من أصل 40 ألفا (أغلبهم سنة) ويعملون في الزراعة وتجارة الفاكهة.
وبحسب السكان، فالبلدة محرومة من أبسط متطلبات الحياة، ومتهمة في نظر الدولة بأنها كانت مرتعا للإرهابيين كون مئات المسلحين من “داعش” و”النصرة” سكنوا في جرودها لسنوات، وقتلوا وخطفوا قبل تحريرها نهائيا مطلع سبتمبر / أيلول 2017.
وشدد مختار الحي سابقا (60 سنة) أن الحرمان الذي يعيشه أبناء البلدة لا يمكن وصفه، فلا مستشفى، ولا حاجيات أساسية، ولا آبار مياه للشرب.
وأشار إلى أن “هناك 60 ألف نازح سوري يعيشون في مخيمات منتشرة بعرسال، وبرنامجي الانتخابي في حال الفوز هو تحقيق أبسط الأمور الإنسانية”.
المرشح بكر الحجيري (63 سنة)، أشار إلى أنه رغم عدد سكان البلدة الكبير، إلا أنها لم تأخذ نصيبها من التمثيل النيابي سوى مرة واحدة، وكان على شكل تعيين أيام الوجود السوري في لبنان.
وأشار أنه “في عام 1968 حصل أول ترشيح في عرسال لكن الحظ لم يحالفه”.
وأضاف “في عام 1972 ترشح شخص آخر في البلدة، لكن لم يحالفه الحظ كذلك، وقد وقعت الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) وتوقفت الانتخابات إلى أن عادت عام 1992، وقد ترشح منير الحجيري وفاز بالمقعد، وكان أول وآخر شخص يمثل عرسال في البرلمان”.
وفي الانتخابات اللاحقة “لم ينجح أحد كون شروط الفوز بالمقعد منوطة برضا حزب الله الذي يمثل أغلبية كبيرة في قضاء بعلبك الهرمل، إذ أن الناخبين الشيعة يفوقون عددا الناخبين السنة وهم من يرجحون الكفة”، وفق كلامه.
من جهته، اعتبر أحمد الحجيري (34 سنة) أن قرار ترشحه “لم يكن شخصيا، بل بطلب من شباب عرسال الذين يريدون أن يمثلهم شاب ومتعلم يستطيع خلق روح جديدة للبلدة المهملة والنائية”.
ويبدي أحمد استغرابه الشديد من ارتفاع عدد المرشحين في البلدة، لأنه “كلما ازداد العدد تضاءلت فرص النجاح وكان الفوز حليف الخصم”، ورأى أن “الاتفاق على اسم واحد ينتخبه الجميع هو الأفضل”.
وأعرب عن أمله أن “يصل الشخص الكفء إلى البرلمان، ومع أن صوتا واحدا في المجلس لن يحدث فرقا كبيرا لعرسال، لكن تبقى نقطة لمصلحة نزع الإهمال عن هذه البلدة التي عرفت بنضالها التاريخي ضد إسرائيل”.
Sorry Comments are closed