دير الزور – خاص حرية برس:
تكتسب محافظة دير الزور أهمية استراتيجية لدى إيران، حيث تطمح من خلال السيطرة عليها إلى تطبيق حلم “الهلال الشيعي”، وتأمين الطريق البري من طهران إلى بغداد وصولاً إلى دمشق وبيروت.
وتسعى إيران بكل ما أوتيت من قوة، إلى تثبيت نقاط نفوذها جنوبي نهر الفرات، عن طريق تقديم دعم سخي لميلشيات يرأسها وجهاء مقربون من الحرس الثوري الإيراني، كما تعمل جاهدة على نشر التشيع في تلك المنطقة لضمان تواجد طويل الأمد، ولا تخفي طموحاتها في التوسع نحو شمال النهر باتجاه المناطق التي تسيطر عليها اليوم مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”.
وقد تمكنت قوات الأسد والميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات، في نوفمبر الماضي، من السيطرة على العديد من القرى والبلدات غربي وشرقي مدينة دير الزور كـ “الطابية، وخشام، ومظلوم، ومراط، وحطلة، والصالحية، والحسينية” والتي كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية”داعش”، حيث كان للمليشيات الطائفية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، الدور الأكبر في السيطرة على تلك المناطق.
واليوم تتقاسم تلك المليشيات السيطرة على هذه القرى، بالإضافة إلى الفرقة الخامسة التابعة لقوات الأسد، وتعمل جاهدة على إجبار شباب المنطقة العائدين لقراهم بالانتساب إليها، بعد أن فروا إثر المعارك التي شهدتها المنطقة لحماية أنفسهم ولا يجد بعضهم سبيلاً للعودة إلى بيته سوى بالرضوخ والتشيع، وتعد مليشيات “لواء الباقر، لواء القدس، وحزب الله” الوجهة المفضلة لانتساب شباب المنطقة.
لواء الباقر
تشكلت مليشيا “لواء الباقر” من أبناء عشيرة البكارة بأغلبية كبيرة، والذي كان قد شكّل في مدينة حلب من أبناء العشيرة الموجودين هناك، ومن أهم قيادات المليشيا “خالد صطوف المرعي” أحد شيوخ عشيرة البكارة في مدينة حلب، والذي تشيع عن طريق أحد مندوبي إيران للتشييع في المنطقة، ليستلم على إثرها منصباً عالياً في المليشيا، ونجح “المرعي” بتشييع قسم كبير من أبناء عمومته ليصل قوام مليشيا “لواء الباقر” لأكثر من ألفي عنصر غالبيتهم من أبناء عشيرة البكارة من مدينة حلب.
وبعد عودة “نواف البشير” إلى “حضن الأسد” انضم إلى مليشيا “لواء الباقر”، بعد أن تشيع مع أبنائه، وبعض أبناء عمومته، لينقل المليشيا نحو دير الزور، معقل عشيرة البكارة الأكبر، وشارك في معارك ديرالزور، ليستقر اللواء في قرى “مراط، ومظلوم، وخشام”.
ولدى عودة أهالي هذه القرى، أُجبر الأهالي على الانتساب لهذه المليشيات، بغرض الحماية من الخطف والاعتقال وحماية الممتلكات الشخصية، إضافة إلى المغريات التي تقدمها تلك المليشيات من سلطة وسلب ونهب للمدنيين على الحواجز التابعة لهم في دير الزور، ويصل راتب المتسب لدى مليشيا “لواء الباقر” إلى أكثر من 70 ألف ليرة سورية (ما يقارب 150 دولار أميركي)، ويخضع المنتسبون الجدد لدروس يشرف عليها أئمة شيعة لاعتناق المذهب الشيعي، ليصل تعداد اللواء بعد انتساب المئات من أبناء دير الزور لأكثر 4000 عنصر غالبيتهم من عشيرة البكارة في حلب ودير الزور.
لواء القدس
يعتبر أحد أقوى المليشيات الإيرانية التي تقاتل بجانب قوات الأسد، وينتشر في قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي “شامية” وتمتد منطقة سيطرته من قرية “البغيلية” حتى قرية “التبني” على مساحة تتجاوز 70 كم، يتجاوز قوام المليشيا أكثر من ألفي عنصر، يديرها “محمد سعيد” من أبناء مدينة حلب، وأكثر المنتسبين لهذه المليشيات من أهالي القرى التي يسيطر عليها لواء القدس.
ويعود انتساب الأهالي لهذه المليشيا إلى عدة أسباب أهمها: أنها تعتبر من القوى الكبرى الموجودة في مناطقهم، مما سيعطيهم الحماية من الاعتقال والخطف والابتزاز، التي يقوم بها عناصر المليشيا لإجبار الأهالي على الإنتساب لهم، ناهيك عن المردود المادي والسلطة، ويقوم اللواء بتنظيم دورات عسكرية للمنتسبين، ويخضع المنتسبون الجدد لدروس يشرف عليها أئمة شيعة لدفعهم لاعتناق المذهب الشيعي.
حزب الله اللبناني
تشكل حزب الله في ديرالزور بعد سيطرة قوات الأسد والميليشيات الطائفية على قرية “حطلة” على يد “ياسين المعيوف”، وهو من أبناء القرية، ومعروف بشكل كبير في أوساط دير الزور، بدأ مسيرته التشيعية في أواخر العام 2000، عندما قاد حملات تشييع استهدفت أهالي منطقته وأبناء الحوزات في المنطقة وأغراهم بالمال الذي كان يصله من إيران، ليتحول من رجل فقير إلى رجل أعمال يمتلك محطات وقود ومطاحن وأفران خبز والعديد من المشاريع والأملاك التي اكتسبها بولائه المطلق لإيران، وبعد أن شيع المئات من أبناء قريته “حطلة” بدأت رقعة عمله بالاتساع نحو قرى “الصعوة، وقرية الزغير، وبناء الحوزات” والعديد من القرى.
ومع اندلاع الثورة السورية وسيطرة الجيش السوري الحر على أغلب مدن وبلدات دير الزور، نفذ أتباع “المعيوف” عمليات اغتيال بحق أفراد من الجيش السوري الحر بعد سيطرته على دير الزور، قبل أن يسيطر عليها التنظيم، حيث اكتفى التنظيم بطردهم نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد.
ليعود أتباع “المعيوف” عقب سيطرة قوات الأسد على العديد من قرى وبلدات دير الزور، إلى قرية “حطلة” المعقل الرئيسي لهم ويشكلو بعدها مليشيا “حزب الله” والذي يترأسه في ديرالزور “طارق ياسين المعيوف، وادريس السلامة”، ليتجاوز عددهم أكثر من 300 عنصر، نظراً لانتساب قسم كبير من أبناء المنطقة الذين عادوا إلى قراهم سيطرة قوات الأسد ومليشياته على المنطقة، وكان المال والسلطة الإغراء الأهم للمنتسبين، ناهيك عن الحماية الشخصية وعدم التعرض لهم من قبل قوات الأسد أو من المليشيات الأخرى بحكم التبعية المباشرة لإيران.
Sorry Comments are closed