يحتفل العالم اليوم بيوم المرأة العالمي الذي يأتي سنوياً ليركز على دور المرأة في المجتمع، وحقوقها، إلا أن لهذا اليوم وقع آخر على نفس السوريات اللواتي تعرضن في سجون نظام الأسد لكافة أشكال التعذيب، والاعتداءات الجنسية، التي فاقت ما يمكن أن تتصوره النفس البشرية.
وتروي الأم لأربعة أطفال “ريما “، والأم لطفلين “فاطمة “، “للأناضول”، تفاصيل ما تعرضن له من آلام وتعذيب واعتداءات جنسية طوال 4 سنوات مكثن خلالها في سجون النظام السوري.
وأكدت ريما، أنها تعرضت للاعتقال من قبل عناصر النظام السوري، قبل أربعة سنوات، أثناء محاولتها نقل ابنتها التي أصيبت في قدمها وفخذها من قبل نظام الأسد، إلى مشفى بمدينة حماة السورية.
وأضافت السيدة السورية المنحدرة من أصول تركمانية، أنه تم الإفراج عنها في صفقة تمت بين لواء المنتصر بالله التركماني، وقوات النظام، وأن زوجها تعرض لإعاقة دائمة نتيجة إصابته أثناء مقاومته في صفوف الجيش السوري الحر.
وتابعت:” أمضيت 3 شهور متواصلة بين غرف التحقيق، وكنت أتعرض للضرب في كل يوم، وكان يتم جلدي 100 ضربة على قدمي كل يوم، ومع مرور الوقت بت لا أشعر بالألم من شدة ما تعرضت له من ضرب”.
واستطردت قائلة:” كنت دائما أردد كلمات “الله الله” أثناء عملية التعذيب، بما فيها من تجاوزات جنسية لا أخلاقية من قبل عناصر النظام، وكانوا يهددوني باعتقال أخواتي، وأطفالي، والتنكيل بهم”.
ولفتت إلى أن السجانين وضعوا 30 امرأة في غرفة ضيقة، وعذبوهن بشكل منتظم، وأن الكثير من النساء تعرضن للاعتداء الجنسي أثناء الاعتقال، الأمر الذي نتج عنه حمل بعض النساء، وولادتهن في السجن.
وأردفت قائلة:” كنا نسمع صراخ وبكاء المسجونات أثناء التعذيب، وكانوا يقومون بتعليق بعضهن لمدة طويلة، حتى أن بعضهن انتحرن، من شدة ما تعرضن له من تعذيب”.
وأشارت إلى أنها كانت دائما تفكر بالانتحار، إلا أن وجود أطفالها واشتياقها لهم حال دون إقدامها على هذه الخطوة، مؤكدة أنه تم الافراج عنها قبل أربعة أيام وأنها لم تصدق نفسها حتى اللحظة أنها حرة.
وأوضحت ريما، أنها لم تشرح لزوجها ما تعرضت له في سجون نظام الأسد، وأنها لا ترغب بالعيش في قريتها، وذلك خشية أن يقوم عناصر النظام باعتقالها أو اعتقال أولادها مرة أخرى.
وأشارت أنها لا ترغب في النظر إلى وجه أحد، وأن زميلاتها التسعة اللواتي تم الإفراج عنهن، يشعرن بنفس الشعور، و يفضلن العزلة.
أما فاطمة فقالت، أنه تم اعتقالها برفقة زوجها من بيتها بالقرب من مدينة إدلب السورية قبل أربع سنوات على يد عناصر قوات الأسد، وأن ما عاشته داخل سجون نظام الأسد، كان أصعب فترة في حياتها.
وأضافت أنها تعرضت للتعذيب مع زوجها من قبل عناصر الأسد، وقاموا بتعليق زوجها في الهواء لمدة طويلة، وأنها تعرضت للاعتداء الجنسي أمام زوجها، بعدها أخذوا زوجها للمشاركة في صفوف قوات النظام على الجبهات.
وتابعت فاطمة قائلة :” تم نقلي إلى سجن آخر، وتعرضت للظلم والتعذيب على مدار الأربع سنوات، حتى كنت أقول للذين قاموا بتعذيبي “ألا تخافون الله، ما هو الذنب الذي اقترفته، بينما يضربونني وهم يتسلون، حتى أنني تعرضت للتعذيب بالكهرباء”.
وأكدت أنها لا يمكن أن تنسى ما عاشته في السجن طوال الأربع سنوات، حيث كان معها نساء معتقلات ما بين سن 14-70 سنة، وحتى الآن يوجد آلاف النساء في سجون نظام الأسد.
ولفتت إلى أنها لا تنام الليل من هول ما عاشته في السجن، ولا تتحدث عما رأته في السجن أمام أحد ولا تصدق أنها ما زالت على قيد الحياة.
وفي ذات السياق، قال محمد باشا قائد الكتيبة الأولى في لواء المنتصر بالله، إن ما تتعرض له النساء من تعذيب واعتداءات جنسية على يد قوات الأسد في السجون، هو بمثابة جريمة ضد الإنسانية.
وأكد باشا، أن نهاية الأسد قد اقتربت، وأن لواء المنتصر بالله سيبذل كل جهوده لتحرير كافة النساء من سجون النظام السوري.
عذراً التعليقات مغلقة