حرية برس:
تتهاوى مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً) في الشمال السوري على وقع ضربات قوية من فصائل الثوار ومع وصول الاحتقان الشعبي إلى مستوى غير مسبوق لا سيما مع الأساليب التي تتبعها الهيئة في معاركها ضد “جبهة تحرير سوريا” والتي دخلت أسبوعها الثاني.
ففي إدلب خرج أهالي كفرنبل وكفرومة وحاس في مظاهرات طالبت بطرد “هيئة تحرير الشام” من مناطقهم، في الوقت الذي أطلق فيه عناصر من الهيئة الرصاص الحي على أهالي بلدة المسطومة الذين خرجوا مطالبين بطرد الهيئة. كما خرجت مظاهرة في بلدة باتبو بريف حلب الغربي، احتجاجاً على ممارسات الهيئة وطالبت بخروجها من البلدة، وانتفضت بلدة ترمانين احتجاجاً على إغلاق المحلات وحظر التجول الذي فرضته الهيئة في البلدة.
وحاولت “هيئة تحرير الشام” استعادة بلدة حزانو بعد طرد ثوارها للهيئة، مستخدمة شتى أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة، وهو ما أدى لسقوط شهداء مدنيين. وليست المرة الأولى التي يسقط فيها شهداء مدنيون بأيدي الهيئة، حيث سبق أن استخدمت الهيئة ذات الوسائل في محاولة استعادة البلدات التي خسرتها لصالح “جبهة تحرير سوريا” مثل معرة مصرين وباتبو وكفرناها وغيرها.
والاحتقان الشعبي ضد الهيئة ليس جديداً، حيث ساهمت ممارسات الهيئة وتضييقها على المدنيين والتدخل في شؤون حياتهم اليومية، بالإضافة إلى التضييق على المنظمات الإنسانية ومحاولة فرض أتاوات عليها، عدا عن الشبهات التي طالت الهيئة نتيجة انسحاباتها السريعة أمام قوات الأسد ومليشياته في جنوبي وشرقي محافظة إدلب، بتأجيج العداوة بين الهيئة والمجتمعات المحلية الخاضعة لسيطرتها، على الرغم من محاولة الهيئة إجراء إصلاحات شكلية تمثلت باستبعاد رموز التيار المتشدد واستقدام كوادر مدنية لتسلّم إدارة المناطق لتجمعها فيما بعد بما يسمّى “بحكومة الإنقاذ”.
نهاية التنظيم؟
نجحت “جبهة تحرير سوريا” المكونة من “حركة نور الدين الزنكي” و”حركة أحرار الشام” إلى جانب “ألوية صقور الشام” باستعادة السيطرة على مناطق واسعة في محافظات إدلب وحلب وحماة، بعد أسبوع من بدء المعارك.
حيث سيطرت الجبهة الجديدة على مدن رئيسية وعشرات البلدات لا سيما تلك التي كانت تخضع أساساً لسيطرة الفصائل المكونة لجبهة تحرير سوريا.
ونجحت الجبهة يوم الإثنين بالسيطرة على كلّ من مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات الاستراتيجي، بالإضافة إلى بلدات تقاد، بسرطون، كفرنتين، كفرناصح، ودير سمعان.
وأفاد مراسل “حرية برس” بأن الثوار نجحوا بالسيطرة بعد منتصف ليلة الإثنين/ الثلاثاء بالسيطرة على الفوج 46 غربي حلب، ويعد الفوج المذكور من القطعات العسكرية الاستراتيجية التي استولت عليها “هيئة تحرير الشام” بعد قضائها على “حركة حزم” أواخر عام 2014. في حين أفاد مصدر عسكري “لحرية برس” بأن “جبهة تحرير سوريا” أعطت مهلة “لهيئة تحرير الشام” حتى الصباح، للانسحاب من بلدة خان العسل غربي حلب.وبات نفوذ “هيئة تحرير الشام” في شمالي إدلب يقتصر على مدينتي الدانا وسرمدا ومعبر باب الهوى، وفي حال فقدان الأخير سيمثل ذلك ضربة موجعة للجبهة، حيث يعد المعبر بمثابة شريان اقتصادي للتنظيم.
أما باقي المعاقل الرئيسية في محافظة إدلب فتتمثل بمركز المحافظة والجزء الغربي من جبل الزاوية، بالإضافة إلى مناطق حارم وسلقين في غربي المحافظة.
وتشير التوقعات إلى أن التنظيم يتجه إلى حلّ نفسه بعد فقدان الكثير من المجموعات المحلية التي كان يعتمد عليها في إحكام سيطرته على مناطق الشمال، مع إمكانية انشقاق البقية المتبقية منها حال انتقال المعارك إلى باقي معاقل التنظيم.
عذراً التعليقات مغلقة