حرية برس:
عرقلت روسيا مساء اليوم الخميس التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن أعدته الكويت والسويد بشأن هدنة لمدة 30 يوماً في الغوطة الشرقية.
ورفض المندوب الروسي في مجلس الأمن مشروع القرار الذي أيده معظم أعضاء المجلس قائلاً إن بلاده ستضع تعديلات على مشروع القرار وتقوم بتوزيعه يوم غد الجمعة.
واضطر رئيس المجلس السفير الكويتي منصور العتيبيي الذي يترأس دورة مجلس الأمن للشهر الحالي إلى فض الجلسة التي استمرت لساعتين دون تصويت.
في حين أعرب المندوب السويدي عن اعتقاده بأن التصويت على مشروع القرار سيكون يوم غد الجمعة.
وشهدت الجلسة في الـ15 دقيقة الأخيرة سجالا حادا بين رئيس المجلس من ناحية، والمندوبين الروسي والسوري لدى الأمم المتحدة من ناحية أخرى، عندما طلب رئيس مجلس الأمن، من مندوب نظام الأسد بشار الجعفري، عدم الاسترسال في إفادته.
واتهم المندوب الروسي الأطراف الدولية بالعمل على تشويه صورة روسيا ونظام الأسد، وقال إن تلك الأطراف لا تأبه لما يجري في الغوطة، مضيفا أن الأمر يتطلب قرارات “يمكن تنفيذها” و”تتفق مع الواقع على الأرض”.
تنديد دون أفعال
من جهة أخرى، عبّرت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كيري، عن استعدادها للتصويت على مشروع القرار السويدي – الكويتي، وقالت إن نظام الأسد يشنّ هجوماً بربرياً على الغوطة وأنه يقوم بتجويع الأهالي هناك
ووجهت ممثلة السفيرة الأميركية انتقادات لروسيا، مشيرة إلى أن “الدول الأعضاء في مجلس الأمن تفاوضت مع روسيا حول مشروع القرار، لكن يبدو أن الطرف الروسي غير معني بالتوصل إلى حل”.
وقال المندوب الفرنسي إن الأسد لا يكتفي بقصف سكان الغوطة بل يتعمد قصف المشافي ليتأكد من عدم نجاة أحد، وإن أكثر من 700 شخص بحاجة إجلاء فوري من الغوطة ونظام الأسد يرفض ذلك.
واعتبر المندوب الفرنسي أن مصداقية الأمم المتحدة على المحك وهذه الأزمة قد تكون مقبرة الأمم المتحدة.
ودعا المندوب الهولندي الأسد وحلفاءه إلى وقف استهداف المدنيين وقصف المشافي والسماح بإيصال المساعدات.
فيما اعتبر مندوب بريطانيا أن نظام الأسد يرتكب جرائم حرب في الغوطة، موضحاً أن سكان الغوطة الشرقية ليسوا إرهابيين وعدد عناصر جبهة النصرة قليل جداً بها ولا يستدعي القيام بكل هذه المجازر واستهداف المدنيين، ووجه تحية إلى الأطباء الشجعان وأصحاب الخوذ البيضاء.
وفي السياق قال البيت الأبيض في بيان الخميس إنه يراقب الوضع في الغوطة الشرقية، وأن الأسد يرتكب جرائم حرب بدعم من روسيا.
وحمّل البيت الأبيض روسيا مجدداً مسؤولية ما يجري في الغوطة الشرقية قائلاً إنها طرف في الأزمة السورية ويجب عليها وقف دعم نظام الأسد.
وقالت الخارجةية الأميركية إنها تود رؤية هدنة لثلاثين يوماً في الغوطة الشرقية، مضيفة أن الولايات المتحدة لديها خيارات كثيرة لكنها تركز على الدبلوماسية في التعامل مع الملف السوري.
المذبحة مستمرة
ميدانياً واصلت طائرات الأسد وروسيا ارتكاب المجازر بحق المدنيين في الغوطة الشرقية، حيث استشهد 56 مدنياً على الأقل الخميس بينهم أطفال ونساء نتيجة الحملة الهجمية.
وأفاد مراسل “حرية برس” بخروج كافة النقاط الطبية في مدينة كفربطنا عن الخدمة بعد استهدافها من الطائرات الحربية والمروحية.
وخرجت خلال اليومين الماضين معظم المستشفيات والنقاط الطبية وعدد من الأفران عن العمل بشكل كامل، جراء غارات من طائرات العدوان الروسي على مناطق حمورية وسقبا ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية، وبات عمال الإنقاذ والمسعفون والأطباء يواجهون صعوبة في إتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الإمكانات والمعدات.
ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف إنسان تحاصرهم قوات الأسد منذ نحو أربع سنوات وتمنع عنهم الغذاء والدواء، وقد بات معظمهم يعيش في أقبية تحت الأرض هرباً من جحيم القصف الأسدي والروسي.
Sorry Comments are closed