زياد عدوان – حلب – حرية برس:
أظهرت عملية “غضن الزيتون” التي يشنها الجيش التركي والجيش السوري الحر بهدف السيطرة على مدينة عفرين وطرد الميليشيات الكردية منها، هشاشة القوة التي كانت تتغنى بها الميليشيات الكردية وذلك بأنها قادرة على مواجهة الجيش التركي وكتائب الثوار.
ولكن بعد تقدم كتائب الثوار وسيطرتهم على عدة قرى وبلدات حدودية في مدينة عفرين، تراجع الزخم العسكري للميليشيات الكردية حتى أن العديد من عناصر ميليشيا “الآسايش” رفضوا الالتحاق بالمعارك الدائرة في مدينة “عفرين”.
وقامت إدارة ميليشيا “الآسايش” في مدينة حلب بسجن أكثر من ستين عنصراً رفضوا الذهاب إلى مدينة عفرين للمشاركة في المعارك الدائرة هناك، فيما بدأت المؤسسات والمكاتب التابعة لميليشا الإدارة الذاتية في مدينة حلب باستقطاب الموظفين من الرجال والنساء من أجل الذهاب إلى مدينة عفرين والمشاركة في المعارك الدائرة ضد كتائب الثوار والجيش التركي.
ولكن العديد منهم رفضوا الذهاب إلى مدينة عفرين والمشاركة في المعارك الدائرة هناك، حيث شهدت الأيام الثلاثة الماضية حملات اعتقال للشبان والرجال من أجل ارسالهم إلى مدينة عفرين بعد تهرب العديد من عناصر الميليشيات الكردية ورفضهم الذهاب إلى مدينة عفرين.
ويتواجد في مناطق سيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب أعداد كبيرة من الشبان والرجال المدنيين، الأمر الذي جعل الإدارة الذاتية تستنفر عناصرها من المخابرات لشن عمليات دهم واعتقالات لسوق كل شخص قادر على حمل السلاح من أجل ارساله إلى مدينة عفرين عبر الطريق العسكري والذي يصل مدينة عفرين مع الأحياء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب.
وقال مصدر خاص رفض الكشف عن اسمه لحرية برس: “منذ بداية الأسبوع الحالي اتخذ قرار من قبل القياديين في ميليشيا الإدارة الذاتية بضرورة سوق الشبان والرجال وحتى النساء للمشاركة في المعارك الدائرة في مدينة عفرين، بما يعني ذلك إعلان النفير العام خصوصاً ان مدينة عفرين قامت بإرسال مقاتلين خلال تعرض الأحياء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية لهجمات من قبل كتائب الثوار، وقد سقط العديد منهم ما بين قتيل وجريح، وهو ما اعتبره قياديي الميليشيات الكردية بأنه حان الوقت لرد الجميل لمدينة عفرين والتي ساندت الأحياء التي تعرضت لهجمات كتائب الثوار خلال العام ما قبل الماضي.
ولفت المصدر إلى أن القياديين طالبوا من عناصر الميليشيات الكردية المتواجدين على الحواجز بضرورة التدقيق على هويات الشبان والرجال من أجل اعتقالهم ليتم سوقهم للتجنيد الإجباري وزجهم في المعارك الدائرة في مدينة عفرين، حيث بلغ عدد المعتقلين على الحواجز التابعة للميليشيات الكردية أكثر من خمسين مدني منذ يوم الاثنين الماضي والذي صادف الثاني عشر من شهر شباط الجاري”، وختم المصدر: “أن عمليات الاعتقال جاءت بعد رفض العشرات من عناصر الميليشيات الكردية الذهاب إلى مدينة عفرين للمشاركة في المعارك”.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات الكردية تجبر المدنيين في الأحياء الخاضعة لسيطرتها ضمن مدينة حلب للخروج بمسيرات مناهضة للعملية العسكرية التي تشهدها مدينة عفرين، حيث أنها قامت بحرمان العديد من العائلات ممن رفضوا الخروج في المسيرات من المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل منظمة الفاو والأمم المتحدة، وإلى جانب ذلك فإنها تسعى لحرمان من تبقى من تلك المساعدات الإنسانية وذلك بسبب رفضهم الذهاب إلى مدينة عفرين والمشاركة في المعارك الدائرة ضد كتائب الثوار والجيش التركي.
يذكر أن السيناريو قد تكرر للمرة الثانية وذلك خلال المعارك التي دارت بين كتائب الثوار من جهة وبين مقاتلي الميليشيات الكردية خلال محاولة كتائب الثوار اقتحام الأحياء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب، حيث رفض العشرات من عناصر الميليشيات الكردية الانخراط في معارك التصدي لهجمات كتائب الثوار على حيي الشيخ مقصود والاشرفية واللذان كانا يخضعان لسيطرة الميليشيات الكردية منذ عدة سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة