حمص – حرية برس:
منذ ان انطلقت حرب “الأسد” ضد المدن السورية الثائرة، وفي اليوم الأول لاجتياح قوات الأسد لمدينة تلبيسة، لم ترحم مدافع الأسد بشراً ولاحجرا، في المدينة الثائرة، وكان لقلعة المدينة الأثرية نصيب من الإجرام.
وفي حديث لحرية برس مع الباحث والمؤرخ التاريخي “راتب حرير” قال: “قلعة مدينة تلبيسة في محافظة حمص، من أهم المعالم الأثرية في وسط سورية، و عبر هذه القلعة التي تحكي مع كل حجر منها قصة صمود تاريخي عبر الأجيال، وانكسرت على عتباتها الجيوش والغزاة وهذا ما يوثقه التاريخ”، وأضاف “حرير”: أن القلعة الأثرية في المدينة، كانت خط الدفاع الأول عن مدينة حمص سابقاً، وكان على عاتقها صد هجمات الغزاة عن المدينة باعتبارها بوابة مدينة حمص الشمالية، وتحوي القلعة على قناطر بازلتية سوداء مرصعة بالأحجار البيضاء، تحكي قصة إنسان حر عاش في عرين هذه القلعة الأبية والعريقة تاريخياً، كما كانت تُعد القلعة عقدة وصل هامة جداً بالنسبة لعدة بلدان قديماً، ولا زالت تحتفظ بأهمية الموقع الإستراتيجي ليومنا هذا”.
وأكما “حرير”: في هذا التل الأثري العتيق، حكايات بطولية بين الماضي والحاضر، على أسواره قصة ورسالة إنسانية حرة حملها إنسان لايستغني عن حريته وكرامته، وآلة التدمير الأسدية لم تترد بقصف “التل الأثري”، حيث كان له النصيب الأوفر من صواريخ وقذائف وغارات طائرات الأسد الحربية، ما أسفر عن دمار كبير بالبنى الخاصة بالقلعة الأثرية، ودمرتها بشكل كامل، بما فيها مسجد قلعة تلبيسة الأثري المسمى مسجد (أبو عبيدة بن الجراح) أول مساجد المدينة الذي قصف أيضاً من قبل قوات الأسد”.
ونوه “حرير”: أن مدينة تلبيسة كانت تسمى بـ”أم المآذن”، وتعود تلك التسمية لكثرة مساجدها، ولكن يبقى لمسجد القلعة رمزيته الروحية والتاريخية المميزة، وبصمته الخالدة في تاريخ المدينة وثورتها”، وقد كان المسجد على مر العقود الزمنية الطويلة، يُعتبر داراً للعبادة والصلاة، ومدرسة للتوجيه والإرشاد، ومجلساً للشورى وتبادل الأفكار بين سكان القلعة بوقت سابق، ويربط سكان المدينة الماضي بالمستقبل بشكل جيد، إذ هم على يقين تام بأن انتصار قضيتهم وحضارتهم، قادم لا محالة، و هذا ما تؤكده ثقافة المدينة والمجتمع المتنوع من “جامعيين، وأطباء، و باحثين، وشعراء، ومهندسين، وفلاحين” يوقنون أن النصر حليف الحق.
وأكد “حرير” بقوله: “اندلعت في هذه السهول العديد من المعارك الضارية، انكسرت عقبها جميع الجيوش المهاجمة لمدينة حمص، وكان أخرها تاريخياً الحرب بين “زنوبيا” و”الروم”، وختم الباحث التاريخي قوله وهو يوجه نظره نحو مدينة حمص الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، “لن تبقى هذه المدينة تحت الظلم واحتلال الأسد، سنعود نحو مدينة حمص، ذاكرة التاريخ، حمص الحضارة والقضية العادلة”، لافتاً أنه لم يكن عبثاً تسمية تلك المدينة التي تقع في قلب سوريا ، بعاصمة الثورة للشعب السوري العظيم.
يذكر بأن مدينة تلبيسة وريفها تعاني من تداعيات حصار عسكري خانق مفروض من قبل قوات الأسد على المنطقة منذ يقارب الـ 6 سنوات، يأتي ذلك بالتزامن مع قصف متقطع تشهده معظم أحياء المدينة، حيث اصبحت بالنسبة لقوات الأسد والمليشيات الموالية لها بمثابة حقل رماية، أهدافه المتحركة هم سكان المدينة وقلعتها الأثرية.
عذراً التعليقات مغلقة