محمود أبو المجد – حرية برس:
مع صعوبات اللجوء ومرارة العيش في المخيمات ازدادت معاناة اللاجئين السوريين في عرسال وسهل البقاع في لبنان خلال هذا الشتاء، في ظل إهمال المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية والحكومة اللبنانية.
كارثة إنسانية يعيشها اللاجئون خلال الشتاء في ظل انعدام وسائل التدفئة، حيث الحرارة المنخفضة إلى ما دون الصفر والأجواء الماطرة والعاصفة خلال هذه الأيام ما تسبب في إغراق خيامهم التي بالكاد تستطيع الصمود، في الوقت الذي كان لكل عائلة لاجئة ذكريات جميلة عاشوها وهم حول مدفأتهم وتحت أسقف بيوتهم التي هدمها قصف قوات الأسد.
الصمت الدولي أمام معاناتهم هو ذات الصمت الذي عرفوه على مجازر قوات الأسد وحلفائه في المناطق المحاصرة، هو الصمت يزيد من قسوة العيش مع توقف المساعدات الإنسانية ومواد التدفئة التي تقي أجساد الأطفال الصغيرة من التجمد والموت البطئ حين يصبح البرد موجعاً يهزم عظامهم.
عاصفة أخرى اقتحمت هذه الأيام مخيمات السوريين وهم نيام، ليصحوا والمياه تجري من تحتهم، ويقفوا عاجزين عن فعل شيء في ظلمة الليل بانتظار نور الصباح ليبدأوا محاولات إنقاذ ماتبقى من فراشهم ومحاولة التخلص من المياه التي غمرت خيامهم.
يروي عبد العزيز السالم وهو نازح في إحدى مخيمات لبنان مأساته لمراسل “حرية برس”: “كانت هذه الليلة من أصعب الليالي التي مرت علينا في رحلة النزوح المريرة، حيث أفقت أنا و زوجتي و إذ بالمياه تدخل للخيمة وأطفالي الثلاثة نيام وأمطار غزيرة تهطل، الأمر الذي زاد الأمر سوءا وهنا وقفت مكتوف اليدين عن فعل شيء”.
ويتابع : “حملت أنا وزوجتي أطفالنا و لذنا بالفرار باحثين عن مأوى لنا لنجد المأساة تنتشر في كل الخيم، وقف الجميع ينظرون لمياه العاصفة المطرية تقتحم الخيمة تلو الأخرى، دون أن يحرك هذا المشهد شعور الإنسانية لدى منظمات الأمم المتحدة التي من المفترض أن تكون إنسانية”.
ويضيف السالم: “طال الانتظار حتى الصباح و لكن في النهاية لابد من حل، حيث بدأ الشباب في المخيم بالعمل جاهدين لساعات طويلة لإخراج المياه من الخيم”.
في مخيمات اللجوء هذه يحاول الأهالي حماية أطفالهم وذويهم الكبار بالسن من التجمد برداً لكن دون جدوى، وهم الذين هربوا بهم إلى مكان ظنوه أكثر آماناً من القصف ليجدوا معاناة تساويها قسوة، فلا سقف يحميهم من الأمطار ولا جدران تصد العواصف عنهم ولا مدفأة تقيهم برد الصقيع والثلج.
لم يأخذوا من المنظمات الدولية والإنسانية سوى وعود لم تعد تعطيهم حتى أملاً.
يشار إلى أن أكثر من مليون سوري لجأوا إلى لبنان، معظمهم يقطنون مخيمات لم تقيهم من المعاناة والأمراض والموت في حالات كثيرة.
عذراً التعليقات مغلقة