حرية برس:
تواصل روسيا ونظام الأسد الدعاية الكاذبة في سبيل تبرير جرائمهم اليومية بحق أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، مع تلميح موسكو إلى أن الغوطة ستواجه سيناريو مشابه لما حصل في مدينة حلب.
حيث ادعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن طائرات بلده وقوات الأسد تحاربان الإرهاب في الغوطة الشرقية، متمثلاً بجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) حالياً التي قال أنها تتحكم بالأمور في الغوطة وإدلب.
وأكد المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن “وائل علوان” في حديث خاص لحرية برس: أن مقومات الصمود بالغوطة موجودة ولكن الكارثة الإنسانية كبيرة ويتحمل نتائجها المجتمع الدولي، وكل ما يجري هو مراوغة من الروس والمفاوضات بنظرهم تكون بالاستسلام لنظام الأسد، ونفى “علوان” إجراء أي مفاوضات مع نظام الأسد في الغوطة، وأنهم لم يتلقوا أي استجابة من الروس بخصوص شروطهم في الغوطة، وأشار “علوان” أن فيلق الرحمن أجرى مفاوضات مع الروس حول الغوطة في جنييف، في أغسطس من العام الماضي، ولكن الاتفاق كان حبراً على ورق، ولم يستجب فيلق الرحمن لدعوات الروس حول مفاوضات جديدة وذلك منذ عملية إدارة المركبات.
وأكمل “علوان” مؤكداً أنه لاوجود لعناصر “هيئة تحرير الشام” في مناطق سيطرة فيلق الرحمن ،حيث أن فصيلا فيلق الرحمن وجيش الإسلام جاهزان لإخراج تحرير الشام من الغوطة بعد مفاوضات روسية، ولكن نظام الأسد دائما يحاول اللعب على وتر الحرب النفسية على الغوطة الشرقية من خلال الإعلام، وأوضح “علوان” لقد تماشينا مع جميع المبادرات التي تؤدي للحل السياسي إلا أن نظام الأسد يعول على الحل العسكري، ولقد دعى فيلق الرحمن لحقن دماء المدنيين وإيجاد حل سياسي بعيداً عن منظور الاستسلام الذي يتبناه نظام الأسد وروسيا، وكما هي عادة الأسد عندما يفشل في اقتحام الغوطة فإنه يقصف المدنيين بكثافة ويصب جام حقده، واعتبر “علوان” إن التهويل الإعلامي يندرج ضمن الحرب الإعلامية التي يشنها نظام الأسد، وثوار الغوطة جاهزون لأي هجوم، لأن المجتمع الدولي لايحرك ساكناً مع استمرار الحصار والقصف الهمجي، ولايمكن لفصائل الغوطة وأصدقاء الشعب السوري السماح بحدوث تغيير ديمغرافي بالمنطقة من قبل إيران.
وتشهد مدن وبلدات الغوطة حملة قصف همجية حيث استشهد ما لا يقل عن 44 مدنياً اليوم الإثنين جراء القصف الجوي والمدفعي المستمر، وقال مراسل “حرية برس” أن طائرات الأسد وروسيا لا تفارق الأجواء.
وتروج وسائل إعلام الأسد إلى استقدام قوات من حلب وإدلب إلى الغوطة في سبيل اقتحامها من أبزرها “قوات النمر”.
وقالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن قاذفات صواريخ روسية متعددة المهام “سميرتش” والصواريخ الباليستية التكتيكية “توتشكا” ستشارك في العمليات العسكرية بالغوطة.
وطالب أهالي الغوطة هيئة تحرير الشام بسحب مقاتليها الذين يقدر عددهم ببضع مئات ولا يشكلون فارقاً في ميزان القوى العسكرية.
وكانت جبهة فتح الشام بمسماها الحالي (هيئة تحرير الشام) رفضت العام الماضي الخروج من أحياء مدينة حلب، وهو ما أعطى روسيا الذريعة لتدمير المدينة فوق رؤوس ساكنيها، ليخرج بعدها مقاتلو الجبهة ضمن أول الحافلات التي خرجت ضمن عملية الإخلاء.
ويعتبر كلّ من جيش الإسلام وفيلق الرحمن أكبر فصيلين في الغوطة الشرقية، ويتوزع مقاتلوهم على أغلب الجبهات إلى جانب حركة أحرار الشام وفصائل عدة من بينها تحرير الشام.
وتتواجد في الغوطة مجموعات صغيرة تابعة لهيئة تحرير الشام يقدر عددها ببضع مئات ولا تشكل فارقاً في ميزان القوى العسكرية هناك.
عذراً التعليقات مغلقة