غياث الجبل ـ السويداء ـ حرية برس:
يعاني أهالي السويداء في الآونة الأخيرة من ارتفاع أسعار أهم السلع والمواد الغذائية، وتحكم تجار الحروب الذين استغلوا غياب الرقابة عن الأسواق ليفرضوا أسعاراً جديدة على البضائع لا تتناسب ودخل المدنيين العاملين في مختلف القطاعات.
وفي الوقت الذي يصف فيه الناس “السويداء” بالمدينة الهادئة، يتحدث ناشطون من المدينة عن حالة حصار اقتصادي يفرضها تجار النظام على المحافظة، وذلك لإبقاء المدنيين منشغلين بمشاكلهم الحياتية واليومية.
أسعار مشتعلة
أجرى مراسل “حرية برس” جولة على أسواق مدينة السويداء، في محاولة لتسليط الضوء على أسعار بعض السلع والمواد الغذائية وأسعار الملابس.
وجد المراسل أن سعر كيلو “البطاطا” يتراوح بين 175 و200 ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو “البندورة” 350 ليرة، ووصل سعر كيلو “الباذنجان” 350 ليرة، في حين بلغ سعر كيلو “الخيار” 400 ليرة، و”الأرز” 500، أما “البرغل” 325، و”السكر” 300 ليرة.
وأضاف أن سعر ليتر “الزيت النباتي” يصل إلى 650 ليرة، وكيلو زيت الزيتون 2000 ليرة، وسعر كيلو السمن النباتي 1000 ليرة، وأشار أن أسعار الملابس تبدأ من 7 آلاف لسعر “البنطلون”، وتنتهي ب 30 ألف للمعاطف الشتوية من النوع المتوسط.
الدولار ذريعة التجار
يربط تجار السويداء بين ارتفاع أسعار المواد وارتفاع الدور، وفقاً “لمروان أبو مرة” تاجر من السويداء، وقال “أبو مرة” في حديث لـ”حرية برس”: “يشتري تجار السويداء بضاعتهم حسب سعر صرف الدولار، ويتم استيراد هذه البضائع من دمشق عبر طريق دمشق السويداء العصب الاقتصادي للمحافظة”.
وتابع “أبو مرة” “تمر هذه البضائع على حواجز النظام المنتشرة على الأوتوستراد، وتعاني من الضرائب المفروضة من قبل حواجز النظام، لتصل إلينا بأسعار مرتفعة، وبالتالي لا يمكننا بيعها بأقل من سعرها فنتعرض للخسارة”.
وأردف قائلاً: “يوجد الكثير من البضائع في المستودعات كنا قد اشتريناها عندما كان سعر صرف الدولار 530 ليرة، ولا يمكننا بيعها على سعر صرف الدولار الجديد، والذي يتراوح بين 460 و 470 ليرة وبالتالي نخسر أيضاً”.
الأسعار 5 أضعاف المرتب
يبلغ راتب الموظف في دوائر النظام الحكومية 35 ألف ليرة سورية، وتعتبر السويداء من المحافظات التي تنخرط الشريحة الأكبر من أبنائها بوظائف في مؤسسات النظام.
“وائل العبد الله” موظف من السويداء قال: تحتاج أسرتي المؤلفة من 5 أشخاص لمبلغ 150 ألف ليرة سورية شهرياً، وراتبي 35 ألف ليرة أي أن المصروف الشهري يساوي 5 أضعاف الراتب.
وأردف “العبد الله” قائلاً: “أعمل ببيع الكتب بعد انتهاء الدوام كي أتمكن من الوصول إلى نصف المصروف الشهري، وأستدين من البقاليات الموجودة في حينا باقي احتياجاتي ما جعلني غارقا بالديون”.
المغتربون خط الحياة
هاجر الجزء الأكبر من شبان السويداء إلى دول الخليج والأمريكتين خلال عهدي آل الأسد الأب والابن، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للشريحة الباقية داخل السويداء يعمد المغتربون، إلى مد ذويهم بالجزء الأكبر من احتياجاتهم الشهرية.
“جمال أبو مغضب”، موظف في مكتب للحوالات المالية، قال في حديث لـ”حرية برس”: “ازدادت على مدى العامين الماضيين الحوالات العائلية، والتي تتراوح غالبا بين 50 ومئة وخمسين ألف ليرة سورية للحوالة الواحدة”.
ونوه “أبو مغضب” إلى أن الحوالات المالية العائلية تشكل نصف احتياط القطع الأجنبي في السويداء، وبالتالي يحتل المغتربون المركز الأول كمصدر رئيسي للقطع الأجنبي في المحافظة”.
وما بين سندان الغلاء ومطرقة تجار النظام تعاني الشريحة الأكبر من أبناء السويداء من ظروف اقتصادية صعبة، دفعت بالكثير من الشبان لترك وظائفهم، والانخراط بأعمال التهريب وامتهان السرقة وتجارة السلاح والمخدرات وغيرها.
عذراً التعليقات مغلقة