ميونيخ – حرية برس:
دعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر اليوم الجمعة دول الشرق الأوسط إلى تجاوز خلافاتها وإبرام اتفاقية أمنية على غرار الاتحاد الأوروبي من أجل إبعاد المنطقة عن حافة الهاوية ومن أجل إعادة البناء والرخاء.
وقال أمير دولة قطر في كلمة له أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: “أعتقد أنه آن الأوان لتحقيق الأمان الشامل لمنطقة الشرق الأوسط. آن الأوان لكل دول المنطقة، بما في ذلك نحن، لأن تنسى الماضي وتتفق على المبادئ الأمنية الأساسية وقواعد الحكم، وعلى الأقل، الحد الأدنى من الأمن الذي يسمح بتحقيق السلام والرخاء“. مؤكداً إنه يجب الاتفاق على حد أدنى من الأمن والتعايش بما يتيح توفير السلام والازدهار.
وأضاف أمير قطر: “ينبغي ألا يكون هذا حلماً مستحيلاً. المخاطر كبيرة. والشرق الأوسط على حافة الهاوية، وحان الوقت لإبعاده عنها”، داعياً إلى البدء باتفاقية أمنية إقليمية كي يتمكن الشرق الأوسط من جعل الاضطرابات شيئا من الماضي.
كما أكد الشيخ تميم التزام بلاده بمكافحة الإرهاب والتطرف، وأوضح أن الفشل في تلبية احتياجات شعوب المنطقة يغذي الإرهاب، وقال إن اتهام الأيديولوجيات المتطرفة وحدها بأنها سبب الإرهاب العنيف هو تبسيط للأمور، مشدداً على ضرورة إنهاء الظروف التي أتاحت لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) سيلا من المجندين الطوعيين.
وحث الشيخ تميم المجتمع الدولي على مواصلة الضغط الدبلوماسي على الدول المعنية من أجل تحقيق ذلك.
وفي معرض حديثه عن أزمة حصار بلاده وصف الأمير تميم هذا الحصار بأنه فاشل، وأنها “أزمة عديمة الجدوى افتعلت من قبل جيراننا، وبعضهم لاعبون إقليميون رئيسيون كان يعتقد في وقت ما أنهم عوامل استقرار على الساحة العالمية. لم يعد الأمر كذلك. فقد أدت سياستهم المغامرة إلى تقويض الأمن الإقليمي والأفق الاقتصادي لمجلس التعاون الخليجي ككتلة”.
وأضاف الشيخ تميم: “لقد أظهر هذا الحصار الفاشل كيف يمكن للدول الصغيرة أن تستخدم الدبلوماسية والتخطيط الاقتصادي الاستراتيجي لمواجهة عواصف العدوان من جيران كبار وطامعين”.
وأشار الشيخ تميم في كلمته إلى أن قطر استطاعت التغلب على الحصار البري والبحري والجوي القائم منذ يونيو/حزيران الماضي من خلال دبلوماسيتها، وتأمينها طرق تجارة جديدة وتوجهها نحو التنوع الاقتصادي وتعزيز وحدتها، مؤكداً أنه “من خلال نزع فتيل تأثير الإجراءات غير القانونية والعدوانية المفروضة على شعبنا، حافظت قطر على سيادتها”.
ونوه الأمير إلى أن دولته واصلت إمداد العالم بشحنات الغاز الطبيعي المسال، ولم تفوت شحنة واحدة خلال فترة الحصار، واصفاً ذلك بالأمر الحيوي لبقية دول العالم، حيث إن قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي، وصادراتها تضمن استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وأكد أنه لو كانت العلاقات الإقليمية تسترشد بمبادئ الحكم الرشيد وحكم القانون لما تعرضت دول ذات موارد محدودة لابتزاز يملي عليها مقايضة سياستها الخارجية مقابل المساعدة الخارجية، فيما رفضت ذلك دول أخرى وبقيت وفية لمبادئها.
وكانت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر فرضت عقوبات تتعلق بالسفر والتجارة على قطر منذ سبعة أشهر بسبب اتهامات للدوحة بأنها تدعم الإرهاب وإيران غريمتهم في المنطقة. فيما نفت الدوحة مراراً هذه الاتهامات، ووصفت هذه الإجراءات ضدها بأنها محاولة للنيل من سيادة قطر واستقلال قرارها الوطني.
عذراً التعليقات مغلقة