وليد أبو همام – حماه – حرية برس:
شاركت مدينة كفر زيتا بالثورة السورية مثل شقيقاتها باقي المدن السورية منذ انطلاقتها مبكراً فانتفضت بوجه الظلم وحكم الأسد، لهذا كان عقابها دمار كبير وعدد كبير من الشهداء ونزوح إلى مخيمات لا تقي البرد ولا الحر.
تقع هذه المدينة في الشمال الغربي لمحافظة حماة وتتبع إدارياً لمنطقة محردة وبلغ عدد سكانها عام 2011 حوالي 40 ألف نسمة، وتعتبر الزراعة المصدر الأساسي لدخل غالبية السكان.
وما إن بدأت الثورة السورية حتى كانت هذه المدينة رافداً قوياً بفئات ثورية قدمت الكثير في سبيل الحرية.
إلا أن إجرام الأسد وحلفائه صب جام غضبه على هذه المدينة وساكنيها، فقتل ودمر وشرد الكثير وكل ما وصلت إليه أذرعه الحربية مستخدماً جميع أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً.
نتيجة ذلك نزح معظم السكان خارج المدينة إلى مخيم أطمة الحدودي والبعض إلى مناطق آمنة قريبة من المدينة وبقي حوالي 1500 عائلة يحاولون التعايش مع الوضع الحالي بإمكانيات بسيطة، متعايشين مع الدمار الكبير الذي أحدثته طائرات الأسد في المدينة حيث ألقت آلاف البراميل على منازل المدنيين بالإضافة للقنابل الفراغية والقذائف والصواريخ حيث بلغت نسبة الدمار في المدينة حوالي 75 % طالت معظم المرافق من مساجد وأفران و مدارس ومشافي .
وأفاد مكتب التوثيق لدى المجلس المحلي لـ “حرية برس” بأن المدينة تعرضت لأكثر من ثلاثة آلاف غارة من الطيران المروحي في السنوات الماضية، وما يقارب هذا العدد من الطيران الحربي، وآلاف القذائف المتنوعة سنوياً، إلا أنه في السنتين الماضيتين، قل استخدام الطيران المروحي، وتركز الاعتماد على الطيران الحربي، وعند دخول روسيا أصبح يعتمد على التدمير الممنهج.
عدسة “حرية برس” تتجول في مدينة كفر زيتا بريف حماه
حاول المجلس المحلي في المدينة بالإضافة إلى المجلس الأهلي وبإمكانياته المتواضعة تأمين بعض احتياجات المواطنين، وخاصة فيما يتعلق بمعيشتهم، وذلك بتأمين احتياجات أكثر من 500 أرملة، و 1500 يتيم، وحوالي 300 عائلة نازحة من البلدات المجاورة. كما صرح رئيس المجلس بأن عمل المجلس طال أيضاً إصلاح شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي والكهرباء.
أما عن الوضع الصحي فإن المدينة تمتلك مشفيين رئيسيين لتقديم الخدمات الصحية، إلا أنه تم استهدافهما أكثر من مرة ليعاد ترميمهما ما أمكن، وآخر مرة كانت بتاريخ 1/2/2018 حيث تعرض مشفى حسن الأعرج لعدة غارات جوية بالصواريخ الفراغية مما أدى لخروج المشفى عن الخدمة.
وعن الوضع التعليمي وبعد تدمير العديد من المدارس، قام الأهالي بمبادرة لترميم المدارس الأقل ضرراً ليعاد فتحها بكوادر محلية . الواقع الزراعي أيضاً تأثر نتيجة غلاء أسعار مستلزمات الزراعة والقصف اليومي، مما جعل معظم المزارعين يتركون أراضيهم وسبب تراجعاً كبيراً في الإنتاج وخاصة الأشجار المثمرة كالزيتون والفستق.
أما من اختار أو أجبر على النزوح فلا يختلف وضعه كثيراً عن من بقي.
الحاج أحمد هو أحد الذين أقصتهم آلة القتل و الدمار الأسدية إلى مخيم “قاح” في الشمال، فيقول لـ “حرية برس” بأن هذا المخيم يضم حوالي 250 عائلة من كفرزيتا ويعانون من نقص كبير في الخدمات مما يزيد مرارة النزوح .
أبو رأفت أحد ممثلي المجلس الأهلي قال لـ “حرية برس” بأن هذه المدينة لم تلق العناية الكافية من المنظمات والجمعيات الخيرية، بل اعتمدوا على أهل الخير من أبناء المدينة في تقديم بعض الخدمات للناس كترميم المدارس، وصيانة الآبار وشبكة مياه الشرب.
وما زالت هذه المدينة حتى الآن ترزح تحت وابل من القصف اليومي بمختلف أنواع الأسلحة، فهي المدخل إلى محافظة إدلب.
عذراً التعليقات مغلقة