محمود أبو المجد – حرية برس:
عادة قديمة عادت للواجهة هذه الأيام، ولكن بطريقة حديثة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة الظروف القاهرة التي تمر على سوريا وأهلها، وكثرة أعداد المهجرين في الداخل السوري أو خارجه، بات الأنسب أن يتعارف العروسان عبر الانترنت.
كانت الأم سابقاً تبحث عن زوجة لابنها، وقد يستغرق البحث أياماً وأسابيع، حتى تجد العروس المناسبة لابنه، والعادة كانت سابقاً بأن يرى الشاب صورة الفتاة، وهنا إما يتم الموافقة أم لا.
الشيخ محمد الكليب عضو الهيئة الشرعية في القطاع الغربي من ريف حمص الشمالي قال لـ”حرية برس” بأن الأهل يزوجون بناتهم لشباب دون معرفة أخلاق هؤلاء الشباب، خصوصا من يعيشون في الخارج، وقد تكيف مع حضارات وعادات ربما تبعد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا، وقد تصل لبعدها عن الدين، وهذا لا يخفى عن نسبة لا بأس بها من الشباب ممن يعيشون في أوروبا دون والدين.
ظاهرة الزواج دون معرفة العروسين لبعضهما البعض انتشرت بشكل كبير، حيث أكد الشيخ بأنه قد تم عقد قرآن الكثير من الفتيات دون حضور العريس، وهنا يكون وكيله الأب أو أحد أقاربه ممن وجدوا هذه الفتاة مناسبة له دون الأخذ بعين الاعتبار معرفة أخلاق الشاب أو ماذا يعمل، و بالمقابل فالشاب لا يعرف الفتاة هل تناسبه وتناسب أطباعه أو مزاجه ومن هنا تبدأ المشاكل وتتفاقم بعد الزواج، وفي كثير من الأوقات قد تصل للطلاق.
خالد السليمان شاب يقطن في لبنان، تحدث إلى “حرية برس” أنه حينما أراد الزواج تحدث مع والديه ليبحثوا له عن عروس، وعندما وجدا الفتاة المناسبة ارسلوا له صورتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووافق، وبالمقابل وافقت هي بعدما شاهدت صورته، وأضاف ” كنت أخاف أن لا أتفق مع زوجتي كوني لا أعرفها سابقاً ولا أعرف طباعها، إلا أن الأيام بددت مخاوفي”.
لا يمكن اعتبار حالة خالد قاعدة يحتذى بها، ففي المقابل تزايدت أيضاً أعداد حالات الطلاق في السنوات الثلاث الأخيرة، وحسب الهيئات الشرعية فإن غالبية حالات الطلاق تكون بين شاب وفتاة من مجتمعين مختلفين تماماً، وهذه أحد أهم عيوب الزواج على الصورة.
عذراً التعليقات مغلقة