الإعلام الروسي وثقافة العنف والسلاح

مالك الخولي12 فبراير 2018آخر تحديث :
مالك الخولي

لا يمر يوم دون أن تتحفنا وسائل الإعلام الروسية باستعراض أسلحة نظامها والتباهي “بتفوقها” عن نظيراتها، فلا ينفك المتابع لوسائل الإعلام تلك يشاهد أسلحة روسيا الفتاكة والمدمرة والرشيقة!

“أفضل خمس بنادق رياضية في العالم”، “كلاشنكوف تتفوق”، “صاروخ روسي يدمر…”، “شاهد قوة الجيش الروسي وأسلحته” عناوين تتصدر يوميات الإعلام الروسي.

هل هذه الحضارة التي تصدرها روسيا إلى العالم؟

تستغل وسائل الإعلام الروسية الفوضى العارمة الناتجة عن التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، في سبيل إشاعة ثقافة السلاح وتطبيع العنف والكراهية، فتصل تلك الدعايات إلى الأجيال الناشئة دون ضوابط، وبلغات العالم كافة.

ليست “داعش” وحدها من تروج للعنف والكراهية في أوساط التواصل الإجتماعي، بل إن روسيا تسخر “مؤسسات” كاملة من أجل الدعاية لأسلحتها وتسويق تفوقها في الوحشية.

ولسنا بصدد إجراء تقييم لتلك الأسلحة التي أثبتت تخلفها من خلال العدوان الروسي على سوريا حيث لا تميز بين مناطق مأهولة بالمدنيين أو مناطق عسكرية، وسواء كانت أفعالاً متعمدة أو أخطاء تقنية فإن روسيا لا تزال ترتكب جرائم حرب مثبتة أنها لا تقوى إلا على فرد عضلاتها على المدنيين العزل.

أما الحديث عن كم التدليس وتزوير الحقائق والتاريخ الذي يمارسه الإعلام الروسي؛ فهو شأن آخر قد لا تتسع هذه السطور لذكر أمثلة منه.

على الدول “المتحضرة” ووسائل التواصل الاجتماعي التزام مسؤوليتها حيال هذا الخطاب بأن تخضع تلك الوسائل للمراقبة وتحظرها إن لزم الأمر باتخاذ خطوات جادة وسريعة، أسوة بما فعلت حين التدخل بالانتخابات الأميركية، كما أن على وسائل الإعلام الحرة والمنظمات الحقوقية أن تتكاتف من أجل محاربة هذه المافيات المتخفية وراء حرية التعبير وقناع السلطة الرابعة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل