الأسد يساعد المليشيات الكردية سراً في مواجهة تركيا

فريق التحرير12 فبراير 2018آخر تحديث :
مقاتلون من مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية – أرشيف حرية برس

جاء المدد لأكراد سوريا المدعومين من الولايات المتحدة من حيث لم يحتسبوا في الحرب التي يخوضونها في مواجهة تركيا بمنطقة عفرين في شمال غرب البلاد. فقد بشار الأسد هو مصدر العون.

فالقوات المؤيدة لنظام الأسد تقاتل قوات يقودها الأكراد في مناطق أخرى من سوريا كما يعارض نظام الأسد مطالب الأكراد بالحصول على الحكم الذاتي.

أما في عفرين فالعدو مشترك للجانبين ولهما مصلحة متبادلة في صد تقدم القوات التركية.

وشنت تركيا التي تعتبر ميليشيات “حماية الشعب الكردية في عفرين خطرا على حدودها الجنوبية هجوما على المنطقة الشهر الماضي. وطلب الأكراد من نظام الأسد إرسال قوات للمشاركة في الدفاع عن الحدود سعيا لحماية عفرين.

ولم تبدي قوات الأسد أي بادرة على أنها ستفعل ذلك، غير أن ممثلين من الجانبين قالوا لرويترز إنها توفر دعما غير مباشر للأكراد من مقاتلين ومدنيين وساسة من خلال السماح لهم بالوصول إلى عفرين عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

وبذلك يستطيع “بشار الأسد” أن يحقق مكاسب دون أن يفعل شيئا يذكر.

فمن المرجح أن يدعم وصول تعزيزات للميليشيات ويعطل تقدم القوات التركية ويطيل من أمد الصراع الذي يستنزف موارد القوى العسكرية التي تنازعه السيطرة على أرض سورية.

ويمثل ذلك من وجهة النظر الأمريكية تعقيدا جديدا في الحرب في سوريا الدائرة منذ نحو سبعة أعوام وتذكرة بأن حلفاءها من أكراد سوريا يتعين عليهم أحيانا التوصل لصفقات مع “الأسد” حتى في الوقت الذي يعملون فيه على تعزيز روابطهم العسكرية مع الولايات المتحدة.

وتقول القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا إنها توصلت في غياب الحماية الدولية إلى اتفاقات مع دمشق للسماح بإرسال تعزيزات إلى عفرين من مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في كوباني والجزيرة.

وقال كينو غابرييل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد إنه توجد طرق مختلفة لإرسال التعزيزات إلى عفرين لكن ”مبدئيا هناك الطريق الأساسي الذي يمر عن طريق قوات الأسد. وهناك تفاهمات بين القوتين لتأمين المنطقة … لإرسال التعزيزات“.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه الأكراد على الأسد في الوصول إلى عفرين تقول مصادر كردية إن للأكراد بعض النفوذ لدى دمشق لأنها تحتاج لتعاونهم في الحصول على الحبوب والنفط من مناطق في الشمال الشرقي تخضغ لسيطرة كردية.

وقال قائد في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للأسد إن الأكراد ليس أمامهم خيار سوى التنسيق مع نظام الأسد للدفاع عن عفرين.

وأضاف القائد الذي اشترط إخفاء هويته: “نظام الأسد” يساعد الأكراد إنسانيا وببعض الشي اللوجستي كغض النظر وتسهيل وصول بعض الدعم الكردي من بقية الجبهات.

* الحملة التركية تتقدم ببطء

يحقق الجيش التركي مكاسب بطيئة بعد قرابة ثلاثة أسابيع من بدء العملية التي أطلق عليها اسم ”غصن الزيتون“.

وتعتبر أنقرة ميليشيات “وحدات حماية الشعب” امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة تمرد منذ حوالي ثلاثة عقود في تركيا وتعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابياً.

وقد اعتمدت الولايات المتحدة على ميليشيات “وحدات حماية الشعب” كقوة برية أساسية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” كما دعمت تلك الجماعة في مناطق أخرى تخضع لإدارة الأكراد في شمال سوريا على امتداد الحدود مع تركيا.

إلا أن القوات الأمريكية ليس لها وجود في عفرين ولذلك لم تتمكن من حماية المنطقة من هجوم تركيا شريكة الولايات المتحدة في عضوية حلف شمال الأطلسي.

في الوقت نفسه تتهم الميليشيات الكردية روسيا بإعطاء الضوء الأخضر للهجوم التركي وذلك بسحب مراقبيها الذين كانت قد نشرتهم في عفرين العام الماضي.

وتمثل حرب عفرين منعطفا جديدا في العلاقات المركبة التي تربط بين الأسد والميليشيات الكردية وعلى رأسها وحدات حماية الشعب التي اقتطعت مناطق وأخضعتها للحكم الذاتي في شمال سوريا منذ بدأت الحرب في العام 2011.

وتسيطر وحدات حماية الشعب على كل الحدود السورية مع تركيا تقريبا. غير أن عفرين تفصلها عن المنطقة الأكبر الخاضعة للسيطرة الكردية في الشرق منطقة تمتد مسافة 100 كيلومتر يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية متحالفة مع الجانب التركي.

وطوال جانب كبير من الحرب تحاشى نظام الأسد وميليشيات “وحدات حماية الشعب” المواجهة ومرت أوقات قاتل فيها الطرفان أعداء مشتركين من بينهم جماعات معارضة تساعد الآن تركيا في هجوم عفرين.

غير أن التوترات تصاعدت في الأشهر الأخيرة وهدد نظام الأسد بالتوغل في مناطق من شرق سوريا وشمالها استولت عليها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومما يؤكد ذلك أن القوات الموالية للأسد هاجمت قوات سوريا الديمقراطية في إقليم دير الزور الشرقي الأمر الذي أدى إلى تدخل طيران التحالف ليلا في غارات أسفرت عن مقتل أكثر من 100 فرد من القوات المهاجمة حسبما أعلن التحالف.

وقال نواه بونزي المحلل المتخصص في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية ”سمح نظام الأسد لميليشيات “وحدات حماية الشعب” بنقل أفراد إلى عفرين في الوقت الذي هاجمها فيه شرقي (نهر) الفرات. أعتقد أن ذلك دليل على حالة العلاقات“ بين الجانبين.

وأضاف ”لا تزال هناك فجوة كبيرة بين مواقف وحدات حماية الشعب ونظام الأسد في مستقبل شمال شرق سوريا“.

المصدر رويترز
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل