” كم الساعة؟ … شتوي ولا صيفي؟”
كثيرٌ منا راوده نفس السؤال سنوياً، لماذا نقدم الساعة ساعة إلى الأمام ونعود لتأخيرها مرة أخرى في الشتاء تحديداً في فصل الخريف، وهل يمكن أن يكون لهذه العملية آثار إيجابية على حياة كل واحد منا؟، أما أنها أضحت عملية روتينية نقوم بها دون أي تفكير بآثارها.
الأمريكي “بنجامين فرانكلين” كان أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، لكن لم تبدو الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين، وعاد لطرحَهَا من جديدٍ البريطاني “وليام ويلت” الذي بذَلَ جهوداً في ترويجها، وانتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.
تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، بعد أن أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
وبعد ذلك ظهرت نظرية Day light saving time”” أول من طرح هذه النظرية هو شخص يدعى “ريتشارد هدسن” وكان الهدف منها إعطاء الناس وقت أطول للاستفادة من أشعة الشمس في الصيف كي يتمكنوا من ممارسة هوايتهم في جمع الحشرات بعد الدوام، أما في الشتاء فلا أحد يهتم لأن الناس تقضي جل أوقاتها داخل البيت هرباً من البرد.
إذاً فهو حرفيا يعني “حفظ ضوء النهار” ساعة إضافية، ومن المنطق أن يكون التوقيت الصيفي غير مفهوم أو بدون معنى أو فائدة في البلاد الصحراوية المشمسة والحارة والعكس صحيح في البلاد الباردة والمعتدلة.
تقديم الوقت ساعة في أول ساعات الصباح في تمام الساعة الثانية صباحاً مع دخول الربيع يجعل الناس تشعر بوجود الشمس لوقت أطول ويتيح الفرصة للعمل لساعة متأخرة والاستمتاع بالدفء والشمس وضوء النهار أيضاً بعد الدوام يكون النهار أطول في الصيف منه في الشتاء.
من هو صاحب الفكرة الأولى؟
تعود الفكرة الأولى إلى بنيامين فرانكلين (1706-1790)، وذلك عام 1784 خلال إقامته في باريس كمندوب للولايات المتحدة وذلك ضمن تقديمه لخطة اقتصادية.
وحالياً حوالي 87 دولة في العالم تتبع هذا النظام أوروبا (55) الشرق الأوسط (9) أمريكا الشمالية (11) أمريكا الجنوبية (5) وإقوانوسيا (4) وأفريقيا (3) ولا يوجد من الدول العظمى إلا اليابان لا تتبع هذا النظام، أما الصين أوقفته بعد اعتماده من عام 86-91، ومن الدول العربية السعودية لا تتبع هذا النظام.
التفسير العلمي للظاهرة:
علمياً كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطبين يصبح الفرق واضحاً بين طول الليل والنهار في فصل الصيف، ويبدأ شروق الشمس في ساعات النهار الأولى حيث يكون معظم الناس نياما فيذهب الضوء هدراً، و لهذا يتم تأخير شروق الشمس ساعة وعملياً هذا يجعل الغروب متأخرا ساعة.
ما هي الفوائد العملية لهذا النظام؟
1- حفظ الطاقة:
عندما يكون الناس في المنزل مستيقظين فغالباً ما يفكرون باستخدام التلفاز والفيديو وألعاب الكمبيوتر، وإنارة المنازل إضافة للعديد من الأجهزة الكهربائية، وهذا يعني المزيد من إنارة الطرقات العامة, ومع وجود ساعة إضافية من ضوء الشمس, تنخفض استخدام الطاقة الكهربائية بشكل ملموس و بالتالي توفير جيد للطاقة.
2- الحفاظ على حياة الناس من مخاطر الطرقات: من المعروف أن القيادة في ضوء النهار أكثر أماناً منها اعتماداً على أضواء الليل، لذلك فإن كسب ساعة أخرى من نهار الشمس في الفترة الحيوية من النهار يساهم إلى حد ما في رفع نسبة السلامة العامة للناس من حوادث السير.
3- تخفف الجريمة: إذ أن معظم الجرائم ترتكب في فترات الظلمة, وإضافة ساعة للنهار يؤثر بشكل ما على عدد هذه الجرائم والحد منها.
أما سلبيات هذه العملية تتمثل فيما يلي:
1- التعقيد: يسبب تغيير التوقيت لكثير من الناس نوعاً من الحيرة، وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الدول التي لا تلتزم بموعد سنوي محدد لتطبيق التوقيت، وقد يؤدي هذا الأمر إلى تعرض البعض للكثير من المشاكل خصوصا في أول أسبوع من تغيير التوقيت.
2- الزراعة: اشتكى العديد من المعنيين بأمور الزراعة من أن التقليل من أشعة الشمس في ساعات الصباح الأولى تسبب بالكثير من السلبيات على أعمالهم. فالمزارع التي تحتوي على الماشية والدواجن تتضرر كثيراً من تغيير التوقيت مرتين في السنة وذلك كون تلك الحيوانات لا تستطيع التأقلم بسهولة معه.
3- الصحة: قد تؤدي زيادة عدد ساعات النهار إلى حدوث اضطراب في ساعات النوم بالنسبة للبعض، الأمر الذي قد يؤدي للعديد من المشاكل الصحية.
4- الاقتصاد: يؤدي تطبيق التوقيت الصيفي لتغييرات كثيرة في مواعيد الاجتماعات والسفر وغير ذلك من الأمور مما سيؤثر سلباً على الكثير من المجالات الاقتصادية كالمشاريع المزمع تنفيذها وغير ذلك من الأمور.
5- الإلكترونيات: تتعرض بعض الإلكترونيات وأجهزة الحاسوب للعطل المفاجئ بسبب تغيير التوقيت وعدم القدرة، بالنسبة لبعض الدول، على تحديد موعد بدء وانتهاء تطبيق التوقيت الصيفي. فقد تتم برمجة هذه الأجهزة مسبقا لبدء تطبيق التوقيت الصيفي وتحديد موعد انتهائه وأي تغيير بتلك المواعيد سيؤدي إلى حدوث أضرار لهذه الأجهزة الأمر الذي سيؤثر سلبا على مستخدميها سواء أكانوا أفراداً أو جماعات.
Sorry Comments are closed