وليد أبو همام – حماه – حرية برس:
تقع اللطامنة في الشمال الغربي لمحافظة حماة، وتتبع لمنطقة محردة، وكان يقطنها في عام 2011 حوالي 25 ألف نسمة، وبسبب مطالبة أهلها بالحرية من هذه العصابة المحتلة لسوريا، تعرضت لقصف بربري من قبل عصابات الأسد.
فسقط الكثير من الشهداء “حوالي 1100 شهيد” والكثير من الجرحى، وفي الشهر التاسع من سنة 2014 بدأت موجة نزوح من السكان حفاظاً على أرواحهم، بعد أن دمرت منازلهم، وبقي القليل منهم ممن لم يجد القدرة على النزوح، فسكنوا في أطراف المدينة في الأراضي الزراعية، والكهوف بعيداً عن مركز المدينة، بسبب القصف المتواصل وكونهم لا يملكون أجرة سيارة تنقلهم إلى مكان آخر.
وذكر مكتب التوثيق في المجلس المحلي بأن المدينة تعرضت عام 2015 لأكثر من 175 غارة روسية و700 غارة سورية و 1500 برميل وآلاف القذائف المتنوعة مما خلف 117 شهيداً وآلاف الجرحى والمعاقين.
أما في عام 2016 فتعرضت إلى 331 غارة روسية و618 غارة سورية و22 غارة بدون طيار و7 حالات قصف بالكلور و23 قصف بالفوسفور وخلفت 99 شهيداً نصفهم من الأطفال والنساء .
عام 2017 تعرضت مدينة اللطامنة إلى 660 غارة روسية، منها 52 بالقنابل الحارقة و420 غارة سورية و140 برميل و12 غارة بدون طيار وأكثر من 7000 قذيفة وصاروخ بالإضافة إلى 5 حالات قصف بالغازات السامة، أربعة منها بغاز الكلور، والخامسة بالسارين، كما تعرضت المدينة لثلاثة مجازر. وخلفت 125 شهيداً وأكثر من 150 جريحاً ومصاباً بحالات اختناق.
يقول أحد الأهالي بأن كل مقومات الحياة في المدينة قد فقدت، أولها المنازل والأفران والمدارس والمساجد، ولم يعد هناك أي من الخدمات، لذلك اخترنا النزوح مجبرين.
من جهته أوضح المهندس حسام رئيس المجلس المحلي لمدينة اللطامنة لـ”حرية برس” بأن حوالي 350 عائلة ما تزال موجودة في أطراف المدينة، ويسكنون الخيام أو الكهوف أو البيوت في الأراضي الزراعية، مضيفاً بأن 90 % من البنية التحتية مدمرة بشكل كامل، وكذلك حال المدارس، فقد دمرت بشكل كامل، ولا سبيل للتعليم في ظل القصف اليومي المتواصل.
وأضاف المهندس حسام “سعياً منا لتخفيف المعاناة عن السكان قام المجلس المحلي بعدة أعمال منذ بداية تشكيله، وبجهود ذاتية دون أي دعم” وعدد أعمال المجلس، فقد رمم إحدى المدارس، وحاول إعادة استقطاب الطلاب، لكن إجرام الأسد حال دون ذلك، كما قام بترميم الحفر في الطرقات الرئيسية الواصلة بين المدينة والمدن المجاورة، والناتجة عن القصف بالطائرات، وجميع أنواع الأسلحة، ومن أنشطة المجلس أيضاً إنشاؤه نقطة طبية لتقديم الإسعافات الأولية، واللقاح الدوري، وعيادة معالجة الليشمانيا “حبة حلب”، بالإضافة لتقديم بعض النصائح الطبية للمواطنين”. كما رمم المجلس المحلي لمدينة اللطامنة منهل المياه وقام بتشغيله لسقاية الأهالي، والذي يعتبر المنهل الوحيد في المدينة، وأوصل الكهرباء لمنهل المياه الوحيد كمرحلة أولى وسيتم وصله للأهالي بعدها.
كما ساهم بتوزيع مادة الحليب على أهالي الأطفال الذين يعانون من تكاليف الرضاعة الصناعية لأطفالهم، وبشكل أسبوعي، حيث وزع حتى اليوم ما يقارب ال 17 مرة، وهي عبارة عن دعم من أهل الخير من أهالي المدينة القاطنين في الخارج.
وأكد المهندس حسام أن كل الأنشطة السابقة تمت بجهود ذاتية دون أي دعم خارجي.
وأوضح أن مزارعي المدينة لا زالوا يحاولون الاستمرار في زراعة أراضيهم، رغم التكاليف، لكن الكثير من محاصيلهم تتعرض للحرق نتيجة القصف مما جعل الزراعة تحدياً كبيراً، مضيفاً بأن “المنظمات الإغاثية لم تدخل المدينة منذ عدة شهور مما زاد وضع الأهالي سوء”.
ويذكر بأن ريف حماة الشمالي ومنذ بداية حملة النظام على ريفي حماة وإدلب يشهد قصف متواصل وخاصة مدينتي اللطامنة وكفرزيتا وقراهما بشكل مكثف، وبكل أنواع الأسلحة. إضافة لغارات الطيران الروسي الذي يحدث دماراً كبيراً.
Sorry Comments are closed