مالك الخولي – حرية برس:
بدأت أعمال ما يسمى “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في مدينة سوتشي الروسية، وسط امتناع كثير من المدعوين من “المعارضة” عن الحضور، ومقاطعة الولايات المتحدة وفرنسا للمؤتمر.
وبدأ المؤتمر بعد تأخره لنحو ساعتين ونصف إثر خلافات بين المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والوفد التركي المشارك، وروسيا.
وقالت مصادر أن دي ميستورا اعترض على تشكيل لجنة الإصلاح الدستوري مطالباً برئاستها كما قام بتقديم عدة أسماء رفضها الروس، في حين تمثلت الخلافات بين الوفد الروسي وتركيا بحضور (معراج أورال) وهو تركي يحمل الجنسية السورية ومطلوب لدى القضاء التركي بقضايا إرهاب، وهو المسؤول عن مجزرة البيضا في بانياس عام 2013، ويتزعم ما يسمى جبهة المقاومة الوطنية لتحرير “لواء إسكندرون”.
وافتتح المؤتمر رئيس غرفة تجارة دمشق لدى نظام الأسد غسان قلاع، الذي أعلن تشكيل هيئة لرئاسة المؤتمر، تضم كلاً من: أحمد الجربا، ماهر قباقيبي، أمل يازجي، جمال القادري، رياض طاووس، ميس كريدي، قدري جميل، رندة قسيس، هيثم مناع وصفوان قدسي، وهم خليط من وفد الأسد و”المعارضة” التي لا تشترط رحيل الأسد عن السلطة.
وتلاه كلمة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تخللها تصفيق حار من معظم الموجودين المحسوبين على نظام الأسد، كما قام أحد الحضور بقطع الحديث وتوجيه تحية إلى لافروف، في مشهد اعتاد السوريون رؤيته في جلسات مجلس الشعب أو “مجلس التصفيق” كما يسميه كثيرون.
كما شهدت الجلسة انسحاب كل من أحمد الجربا ورندة قسيس وقدري جميل ومن ثم عودتهم بعد “اعتراضهم” على بعض النقاط.
وكان وفد من المعارضة أعلن نيته العودة إلى العاصمة التركية أنقرة بعد رفضه مغادرة المطار، متذرعاً بوجود علم نظام الأسد، وأنه تلقى وعوداً روسية بوضع علم الثورة في يوم الافتتاح.
وقال أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة السابق في تسجيل مصور أنهم سيعودون إلى أنقرة وأن الوفد التركي سيتولى حمل مطالبهم.
ونقلاً عن أحد الشخصيات المعارضة الواصلة الى روسيا للمشاركة فإنهم تعرضوا لمعاملة سيئة من السلطات الروسية في المطار، حيث تم احتجازهم لساعات دون توفير أي خدمات أو مكان للجلوس.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور من كواليس المؤتمر، حيث تداول السوريون تلك الصور بسخرية وغضب وشماتة أيضاً، مذكرين بتحذيرات الشارع من مغبة الذهاب إلى سوتشي الذي أطلق عليه “مؤتمر العار”.
وأظهرت صور ملتقطة بواسطة هواتف محمولة أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة يفترش أرض المطار، وفي صورة أخرى ظهر هيثم مناع رئيس تيار “قمح” متخذاً وضعية القرفصاء في مكان مخصص للمدخنين، بالإضافة إلى عشرات الصور الأخرى التي نالت سخرية واسعة لدى مرتادي مواقع التواصل.
ومنذ إعلان روسيا عن المؤتمر، لقي رفضاً واسعاً في الشارع السوري، كما قاطعت “هيئة التفاوض” وعدد من القوى العسكرية والثورية المؤتمر خشية خسارة ما تبقى لديها من قبول لدى السوريين.
عذراً التعليقات مغلقة