لجين المليحان – حرية برس:
لم تمض دقائق على إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، مساء الجمعة، والذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ صباح السبت، حتى بدأت قوات الأسد بقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، متنكرة لأي اتفاق من شأنه تخفيف معاناة الأهالي، كما جرت العادة.
وأكد المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان “لحرية برس” أنه “مع بداية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة 12 ليلة الجمعة/ السبت وبعد 10 دقائق فقط بدأت تنهال القذائف على الغوطة الشرقية، كما في صباح اليوم التالي حيث شهدت مدن الغوطة قصفاً بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض محلية الصنع من نوع فيل”.
واعتبر أن وتيرة القصف أخف من السابق ولكن لا يمكن تقزيم الجريمة وإن الأسد مستمر بالانتهاكات ونقض الإتفاقيات والمبادرات الإقليمية منها والدولية، حيث أن روسيا تغض الطرف عن هذه الانتهاكات والجرائم بل على العكس تقدم له الدعم بشكل مفتوح سياسياً وإعلامياً ولوجستياً وعسكرياً.
وحول التوصل إلى الاتفاقية المزعومة، أوضح علوان: “تواصل معنا أحد أعضاء هيئة المفاوضات من فيينا وأخبرونا بأن الروس يعرضون هذا الاتفاق عبر وسيط، -ولا أعتقد أنه اتفاق جديد يحمل بنود جديدة كبنود اتفاق جنيف في شهر أغسطس 2017 الذي يضمن بنود تتعلق بإنهاء ملف المعتقلين والمغيبين قسرياً والمختطفين وبند فتح المعابر الإنسانية لجميع الحركات التجارية والإنسانية وخروج المرضى والجرحى ويشمل أيضاً بند إيقاف القصف وإطلاق النار بشكل كامل- ولكن مانقله لنا الوسيط بالضبط أنه اتفاق وقف إطلاق نار فقط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية ولم يذكر أي شيء آخر أبداً”.
وأكد علوان: نحن اشترطنا ونقلنا بشكل غير مباشر عبر هذا الوسيط أننا نطالب ونشترط إدخال مساعدات إنسانية وبشكل فوري وعاجل وأن عملية إدخال المساعدات لاتحتمل الأخذ والرد كأنها (مطاطة).
وقال السيد وائل علوان أن الثوار “دائماً يحرصون على الجدية في التعامل والتزامهم بالمسؤولية لأي مبادرة تسعى لتخفيف من معاناة الشعب السوري ومن آلامهم وجراحهم والجوع الذي يكابده اهالي الغوطة ومر القصف والحصار الذي يمارسه نظام الأسد”.
وأكد علوان أن “ثقتهم معدومة تجاه نظام الأسد بالتزامه بأي اتفاق، وأن النظام لايعتمد إلا على الحل العسكري والجريمة ومنهجه البطش والقمع، فهذه هي مبادراته التي اعتاد عليها، النظام غير قادر على السير في أي سبل سياسية”.
ونوه المتحدث إلى أن “روسيا كانت دائماً تضع نفسها كضامن لنظام الأسد ولقد فشلت مراراً وتكراراً بأن تكون جادة أو مسؤولة بإلزام النظام المجرم بما يتم الاتفاق عليه من وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والمضي بالحل السياسي”.
وقال علوان “لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحنا نؤمن جميعاً أن روسيا غير جادة في إنجاح الحل السياسي وإنها تراوغ كالثعلب من أجل إعطاء الأسد الفرصة تلو الفرصة لإمعانه في الحل العسكري”.
Sorry Comments are closed