ما الاستراتيجية التي تتبعها مليشيا “الوحدات” في معركة عفرين؟

فريق التحرير26 يناير 2018آخر تحديث :
مقاتلون من مليشيا “الحماية الجوهرية” في ناحية الشيخ حديد غربي عفرين 24-1-2018، حرية برس©

زياد عدوان – حلب – حرية برس:

تتبع الأذرع العسكرية لما يسمى “الإدارة الذاتية” في منطقة عفرين شمالي حلب، والمكونة بشكل رئيسي من مليشيا “وحدات حماية الشعب” ومليشيا “وحدات حماية المرأة”، استراتيجية لصد الهجوم الذي بدأته تركيا بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر في العشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري تحت مسمى عملية “غصن الزيتون”، وقد سبق لتلك المليشيات أن اتبعتها في معارك مع الجيش الحر في حلب.

وتحاول قوات “غصن الزيتون” التقدم نحو عفرين عبر أربعة محاور رئيسية هي: المحور الأول من الحدود التركية قرب ناحية راجو شمالي غرب عفرين، المحور الثاني: الحدود التركية قرب ناحية بلبل شمال عفرين، المحور الثالث: جبل برصايا الواقع غربي مدينة اعزاز وشمال شرقي عفرين، أما المحور الرابع من جهة الغرب قرب ناحية جنديرس.

وفي الوقت الذي يبدو تقدم قوات الجيش الحر والجيش التركي نحو عفرين يسير بوتيرة بطيئة، فإن المليشيات وضعت استراتيجية تقوم على إراحة العناصر الأساسية في بدء المعارك، ومنع نزوح الأهالي من عفرين بهدف عدم إتاحة الفرصة للقوات المهاجمة لرفع وتيرة القصف، وهو ما تتهم به تركيا الوحدات بأنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية.

الزج بقوات احتياطية في بدء المعارك

أكد مصدر عسكري في مليشيا “وحدات حماية الشعب YPG” لحرية برس أنه “منذ بدء العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي وكتائب المعارضة المسلحة للسيطرة على مدينة عفرين، كانت معظم الهجمات يتم صدها من قبل عناصر مليشيا (الآسايش) ومليشيا (الحماية الجوهرية) ومقاتلين مدنيين التحقوا بواجب الدفاع الذاتي طواعية، بالإضافة لعناصر من الدفاع الإلزامي، بينما لم يكن هناك أي دور قتالي لعناصر وحدات حماية الشعب YPG وحماية المرأة YPJ، بل اقتصرت مهامهم على تحصين الخنادق والسواتر وتفخيخ الطرقات من أجل تفجير مدرعات الجيش التركي”.

وعلى غرار ما حدث في حي الشيخ مقصود بحلب والذي شهد معارك عنيفة بين مقاتلي كتائب الثوار من جهة وبين ميليشيا “وحدات حماية الشعب” منذ نحو أكثر من عام، فقد قامت ميليشيا “الإدارة الذاتية” بزج عناصر “الآسايش” و”الحماية الجوهرية” للتصدي للهجمات التي شنها مقاتلو كتائب الثوار وذلك كمحاولة لامتصاص القوات المهاجمة وإضعافهم في بداية المعارك لكي يسهل على عناصر الوحدات الكردية المشاركة في المعارك بكل أريحية وبدون أي ضغوطات حتى ولو كان ضغوطاً نفسية.

ومليشيا “الحماية الجوهرية” هي مجموعات مسلحة مهمتها القيام بنوبات الحراسة في الشوارع الرئيسية والأسواق بشكل يومي وليلاً.

إغلاق الطرق ومنع النزوح
صورة التقطت قبل يومين لمدخل مدينة عفرين في شمالي حلب ويظهر في الصورة راية مليشيا “الحماية الجوهرية”، حرية برس©

وصلت عدة عائلات من ميليشيا وحدات حماية الشعب YPG الجناح العسكري للإدارة الذاتية إلى مدينة حلب قادمة من مدينة عفرين خلال الأيام الماضية، قبل فرض الحصار المزدوج من قبل المليشيات الكردية من جهة، ونظام الأسد ومليشياته من جهة أخرى.

حيث تمكنت بعض العائلات التي هربت من مدينة عفرين من الوصول إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في مدينة حلب خلال اليوم الأول والثاني من بدء عملية “غضن الزيتون”، ولكن سرعان ما أغلقت المليشيات الكردية الطرقات خوفاً من هروب المدنيين، متذرعة بخوفها على أرواحهم، وقد أغلقت جميع الطرقات بما فيها الطريق العسكري والذي يصل مدينة عفرين مع الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في مدينة حلب.

واستغل نظام الأسد العملية العسكرية، حيث طالب الأكراد في مدينة عفرين بدخول قواته إلى جانب الميليشيات الموالية له من أجل إيقاف تلك العملية العسكرية، غير أن الوحدات الكردية رفضت دخول قوات النظام والميليشيات الموالية له إلى مدينة عفرين، الأمر الذي أسفر عن إغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى مدينة حلب وحتى الطريق العسكري والذي تم الاتفاق عليه بعد إعلان النظام وميليشياته السيطرة على مدينة حلب نهاية العام الماضي.

كما أغلقت مخارج مدينة عفرين من قبل نظام الأسد والذي قام بإرجاع بعض المدنيين الذين حاولوا الوصول إلى مدينة حلب سالكين طريق بلدة الزهراء، والذي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية وصولا إلى قرية حردتنين في ريف حلب الشمالي، حيث قام عناصر الشبيحة بإعادة المدنيين و إرجاعهم إلى مدينة عفرين مطالبينهم بعدم الخروج من المدينة إلا في حال دخول قوات النظام والميليشيات الموالية له إلى مدينة عفرين.

فيما استنثي من المنع طلاب جامعة حلب والمرضى الذين يتم إخراجهم عن طريق الهلال الأحمر، ولكن عناصر الشبيحة والميليشيات وخصوصاً حاجز “أبو جعفر” المتمركز عند مدخل بلدة الزهراء؛ قام بفرض أتاوات على المارين من الطريق، مستغلاً حاجة الطلاب والمرضى، ولكن بعد فشل النظام وميليشياته بالدخول إلى مدينة عفرين، أغلقت جميع الطرقات التي تصل مدينة حلب بمدينة عفرين بشكل عام، وذلك بسبب عدم دخول النظام وميليشياته إلى المدينة.

وأكد مصدر عسكري في مليشيا “وحدات حماية الشعب” لحرية برس “أن الطرقات المؤدية إلى مدينة عفرين أغلقت بشكل عام من قبل النظام وميليشياته وذلك بسبب رفض قياديين في الوحدات دخول النظام وميليشياته إلى داخل مدينة عفرين، الأمر الذي دفع النظام لإغلاق الطرقات وذلك للضغط على الوحدات الكردية”، وأضاف المصدر أن “إغلاق الطرقات شمل أيضاً إغلاق الطريق العسكري والذي يصل مدينة عفرين مع الأحياء الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في مدينة حلب، كما أن حدة التوتر ارتفعت وذلك بعد مقابلة طلب الدخول بالرفض”.

يشار إلى أن المليشيات الكردية طالبت أمس الخميس، نظام الأسد بالتدخل وحماية الحدود من الجهة التركية، في بيان رسمي أعلنته ما يسمى “الإدارة الذاتية – مقاطعة عفرين”، إلا أن الطرق بين الجانبين لم يتم فتحها حتى اللحظة.

  • شارك في الإعداد: مالك الخولي
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل