المخابرات العسكرية في السويداء.. فرع للفتنة والإجرام

فريق التحرير21 يناير 2018آخر تحديث :
العميد وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء وسط مرافقيه – أرشيف

غياث الجبل – السويداء – حرية برس:

كواحد من أدوات القمع و الإجرام التي ذاق منها الشعب السوري الثائر ما يفوق قدرة الإنسان على التصور والتخيل، “المخابرات العسكرية” كلمتان مركبتان بحروف من الوجع وسياط الجلادين، كلمتان باتت تبث الخوف والرهبة في قلوب السوريين، من مجرد قراءتها ولو في مقال او تقرير كهذا.

تعد المخابرات العسكرية بقيادة اللواء المجرم “علي يونس” إحدى أماكن الجحيم على الكرة الأرضية في بقعة جغرافية تدعى سوريا، فهناك لا مكان للرأفة والرحمة والإنسانية، هناك يتجول الموت بين الزنازين وغرف التعذيب بحرية مطلقة، يناديه المعتقل للخلاص من آلام أتعبت روحه فيبتعد قليلاً ملوحاً بيديه ضاحكاً، بتواطئ مع الجلاد الذي طالما تلذذ “بشبح” حرة من حرائر سوريا أدخلت القليل من الحليب لأطفال إحدى المناطق المحاصرة، أو بإذابة لحم مؤخرة عسكري منشق رفض إطلاق النار على أولاد حيه في مظاهرة سلمية كانت تهتف لحرية سوريا، بشمعة ليس بمقدرتها عصيان أوامر ضابط يأمرها بإذابة اللحم البشري.

وتمتد المخابرات العسكرية كالسرطان في الجسد الآدمي في عموم سوريا، ولمحافظة السويداء حصة من هذا السرطان الذي أصاب رئتيها فباتت غير قادرة على التنفس، ففرع المخابرات العسكرية في السويداء ببنائه الكبير والمرعب وبحرسه القاتل والمجرم عاث في السويداء فساداً وإجراماً، تحت سيطرة رئيس الفرع العميد “وفيق ناصر” على الكلمة الأولى والأخيرة في السويداء، بعد تفجير فرع المخابرات الجوية في السادس من شهر تشرين الثاني من العام 2013 والذي قتل جراءه رئيس الفرع إضافة إلى عدد من عناصره، وحينها لم يبرأ معظم ناشطو المحافظة العميد “وفيق ناصر” المسؤلية في تسهيل تفجيره لاستفراده في القرار في المحافظة، ولينصب نفسه أميراً أو والياً للمنطقة الجنوبية.

وبعد سيطرة فرع المخابرات العسكرية في السويداء على كل مفاصل الحياة في المحافظة، عمل الفرع بقياداته على تفكيك المحافظة من خلال دعم وتشكيل الميليشيات القذرة التي ضمت شبيحة السويداء، بالإضافة إلى عدد من الأهالي الذين “لحقوا الرواتب بعد تجويع أهالي المحافظة” حسب تعبير الناشط “معتز المحيثاوي” الذي تحدث لحرية برس قائلاً: “عمل فرع المخابرات العسكرية في السويداء بقيادة “وفيق ناصر” على تشكيل العديد من الميليشيات التي عاثت في السويداء فساداً، فالميليشيات التي ضمت شبيحة السويداء بالإضافة إلى عدد من الأهالي الذين أغروهم في الرواتب العالية بعد حصارهم ومحاربتهم في رغيف الخبر، كانت لديها الصلاحية كاملة للخطف والسرقة والاستعراض في كافة أرجاء المحافظة، فهي مدعومة بشكل شخصي من العميد وفيق ناصر”.

وتابع “المحيثاوي”: “فعندما يلقي الأهالي القبض على عصابة كانت تود خطف أحد الأهالي، وبعد تسليمهم لأحد الأفرع الأمنية يتم بعد أيام قليلة إطلاق سراحهم ليعودوا لعملهم بالخطف والتهريب” كما حدث مع أهالي قرية (قنوات) حين ألقوا القبض على عصابة وسلموهم لأحد الأفرع الأمنية ليطلقوا سراحم بعد عدة أيام قليلة”.

كما يحاول فرع المخابرات العسكرية في السويداء خلق فتنة بين الجارتين درعا والسويداء، فمنذ اندلاع الثورة السورية لم يمل النظام بمحاولاته لإثارة الفتنة بين الجارتين درعا والسويداء، إلا أن العقلاء في المحافظتين كانوا بالمرصاد.

حيث اعتبر “أمجد أبو راس” في حديث “لحرية برس”: أن النظام عمل منذ انطلاق الثورة على خلق فتنة بين أهالي السويداء وأهالي درعا، إلا أن اهالي السويداء كانوا يردون على ذلك بمظاهراتهم وهتافاتهم بأن محافظة درعا والسويداء واحد، كما أن العديد من النشطاء كانوا يزورون ثوار درعا ويشاركونهم تظاهراتهم مؤكدين على وحدتهم في وجه هذا النظام المجرم.

وتابع “أبو راس”: ومنذ تشكيل الميليشيات والعصابات التابعة لفرع المخابرات العسكرية حاول “وفيق ناصر” جاهداً خلق فتنة بين المحافظتين، من خلال ميليشياته التي تضم شبيحة السويداء، فيأمرهم بخطف أحد أهالي محافظة درعا المتواجدين في السويداء وطلب فدية مالية لإطلاق سراحهم، وبالمقابل يوجه ميليشياته وعصاباته في محافظة درعا ليقوموا بالأمر نفسه، فترى ابن محافظة درعا مخطوفاً في السويداء، وابن محافظة السويداء مخطوفاً في محافظة درعا.

كما أن فرع المخابرات العسكرية في السويداء حاول جاهداً تهديد أهالي محافظة السويداء “بهيئة تحرير الشام” وتنظيم “داعش” التي كانت متواجدة على أطراف المحافظة، التي كانت تأتمر بأوامر الفرع نفسه، حسب اتهام ناشطي المحافظة، حيث اتهم الناشط “معتز أبودهن” الهيئة وتنظيم “داعش” بالانصياع إلى أوامر وفيق ناصر وأكد لحرية برس: كلما هب أهالي المحافظة بوجه نظام “الأسد”، هددهم وفيق ناصر”ببعبع” هيئة تحرير الشام وتنظيم “داعش”، فبعد كل عمل ثوري أو النية بالخروج عن سيطرة نظام “الأسد”، نرى تنظيم داعش او هيئة تحرير الشام تهاجم أطراف السويداء بأوامر من فرع المخابرات العسكرية، كأنهم يقولون للأهالي: إذا ما فكرتهم بالخروج ضدنا، سنترككم لجحيم الهيئة والتنظيم .

لن ينسى أهالي السويداء التفجيرين في الرابع من أيلول/ سيبتمبر من عام 2015، الذين راح ضحيتهما ما يزيد عن 40 شهيداً، حيث استهدف التفجير الأول منهما موكباً يضم قيادات حركة رجال الكرامة بقيادة الشهيد الشيخ “وحيد البلعوس” التي عرفت بمواقفها المعارضة لنظام الأسد، ووقع التفجير الثاني بعد ساعات من الأول أمام مشفى السويداء الوطني، ليضرب فرع الأمن العسكري “عصفورين بحجر واحد” حسب تعبير الناشط ” محسن أبو حلا” الذي قال “لحرية برس”: لن ننسى “أيلول الأسود”، فذلك الشهر الكئيب الذي سالت فيه الدماء في شوراع السويداء، لا يزال يترائى أمام أعيننا، فبعد ثلاثة أيام من احتجاجات كانت الأكبر في السويداء ضمن حملة “خنقتونا” التي أطلقها ناشطو المحافظة والتي طالبت بإقالة المحافظ وتحسين الوضع الخدمي في المحافظة، وبعد خوف الأجهزة الأمنية من تجمهر ما يزيد عن 1500 شاب مطالبين بحقوقهم، قام “وفيق ناصر” بضرب عصفورين بحجر واحد فاغتال وفيق ناصر الشيخ “وحيد البلعوس” قائد حركة رجال الكرامة، والعديد من قيادات الحركة في تفجير على ظهر الجبل بعد عزم الشهيد “وحيد البلعوس” إصدار بيان يعلن فيه تأييد حركة رجال الكرامة لحركة “خنقتونا”، محذراً الأجهزة الأمنية بالمساس بالشباب السلميين في تظاهراتهم، وقد أوصل وفيق ناصر رسالة دموية وقاسية اللهجة لأهالي المحافظة بأنه لن يتخلى عن السويداء تلك المحافظة التي نصبوه قياداته فيها أميراً وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة.

وتابع “أبو حلا”: بعد يوم عاشته السويداء حرة بكل معنى الكلمة حيث هب الأهالي وهاجموا الأفرع الأمنية وحطموا الصنم الأكبر لحافظ الأسد وسط ساحة عرفت بإسمه وسط المدينة، استفاقت بعد أيام قليلة على اعترافات “وافد أبو ترابة” وهو أحد أبناء المحافظة مكتوبة في أقبية فرع المخابرات العسكرية، حيث ظهر في تسجيل مصور بثه إعلام النظام يعترف بقيامه بالتفجيرين بمساعدة أشخاص من محافظتي درعا والسويداء، إلا أن الأهالي كانوا على معرفة بالمجرم الحقيقي الذي أحاك السيناريو الضعيف فباعترافات “ابو ترابة” ذكر أشخاص قال أنهم كانوا برفقته ليتبين لاحقاً للأهالي أن الأشخاص المذكورين كان أحدهم في عرس لصديقه، إضافة إلى معرفة الشيخ الشهيد “وحيد البلعوس” بقرار تصفيته حين قال في فيديو سابق يتحدث فيه بعد عودة الفصيل من إحدى المعارك لصد هجوم “هيئة تحرير الشام” على أحد أطراف المحافظة يقول فيه: أنه “أمام الجميع حاول أحد صبية بشار الأسد ووفيق ناصر وعلي مملوك إطلاق النار عليه من الخلف”.
وقال أيضاً: “لقد علمنا قراركم بتصفيتنا ونعلمكم بأن أرواحنا وأرواحكم في يد العزيز المقتدر فافعلوا ما شئتم”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل