حرية برس:
أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نية بلاده عدم تكرار خطأ انسحابها من العراق في سوريا، ملمحاً إلى بقاء طويل الأمد للقوات الأميركية.
وقال تيلرسون إن بلاده تعد استراتيجية أوسع بهدف منع تنظيم الدولة الإسلامية من الظهور مجدداً، وتمهد الطريق دبلوماسياً أمام رحيل رئيس النظام بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني.
وأوضح وزير الخارجية أن بلاده ستسعى بالسبل الدبلوماسية من أجل خروج الأسد من السلطة، لكنه دعا إلى ”التحلي بالصبر“ في اعتراف بأن الأسد الذي دعمته روسيا وإيران لن يترك السلطة على الفور على الأرجح.
وتمثل تصريحات تيلرسون تهديداً لأي حل تنوي موسكو تطبيقه، حيث أن بقاء القوات الأميركية في سوريا يحرم نظام الأسد وحليفتيه طهران وموسكو من أي فرصة لاستعادة الأراضي التي انتزع الأكراد السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية.
كما أن نية واشنطن منع الأسد من استعادة مناطق شرقي وشمالي سوريا تعني حرمان الأخير من مناطق استراتيجية وذات أهمية اقتصادية كبيرة نظراً لتركز حقول النفط فيها واعتبارها سلة سوريا الغذائية، وبالتالي إضعافه وتضييع أية فرصة لديه لإنعاش اقتصاده المتهالك.
وتأتي تصريحات تيلرسون بعد أنباء عن استضافة واشنطن السبت الماضي لاجتماع ضم مندوبين عن كل من بريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن، بهدف تشكيل مجموعة خماسية تقابل المجموعة الثلاثية الداعمة لمسار أستانة (روسيا، تركيا، وإيران).
وتهدف المجموعة الجديدة إلى إعادة دعم مسار مفاوضات جنيف والحد من النفوذ الإيراني، ومنع استفراد موسكو بتطبيق الحل في سوريا لا سيما مؤتمر “سوتشي” الجديد الذي ابتدعته الأخيرة وتدعي أنه يمهد لإجراء حوار سوري شامل.
ونجحت روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا أواخر 2015 بتحويل مجريات الحرب لصالح نظام الأسد الذي استعاد مناطق واسعة كانت تحت سيطرة الثوار وأخرى كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن موسكو التي بدت لفترة ليست بالقصيرة اللاعب الرئيسي والمستحوذ على الملف السوري تواجه صعوبات وتهديدات حقيقية لا سيما بعد تعرض مركز قيادة عملياتها العسكرية في (حميميم) لهجومين “مجهولين” مطلع العام الحالي، وهو ما يغير الانطباع الذي كان سائداً حول ريادة الدور الروسي، ويثبت مقولة أن التدخل الروسي في سوريا لم يكن نزهة أبداً، كما يعيد للأذهان تحذيرات واشنطن لموسكو من مستنقع في سوريا شبيه بأفغانستان.
وتنبئ تحركات الولايات المتحدة الأخيرة بتحول في الموقف الأميركي من القضية السورية، الذي بدا غير مكترث بالتوغل الإيراني والروسي منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وحصر التدخل في قيادة المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
Sorry Comments are closed