سامية لاوند – حرية برس
تطورت الاحتجاجات الإيرانية التي بدأت في مدينة مشهد أكبر المدن الإيرانية، بسبب تردي الأوضاع لمعظم الشعب الإيراني وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد، وتحولت خلال أيام قصيرة إلى ثورة غاضبة على الحكومة.
وبحسب ما أعلنه نائب إصلاحي في البرلمان الإيراني فإن السلطات الإيرانية “اعتقلت أكثر من ألف شخص منذ نهاية الشهر الماضي”، ومن جانبه قال عضو برلمان إيراني باعتقال 3700 شخصاً في الاحتجاجات الجارية في إيران.
ففي الوقت الذي تحلت فيه ثورات الربيع العربي بالطابع السياسي متجهة إلى إسقاط رموز الأنظمة المستبدة، أخذت الاحتجاجات في إيران منذ البداية الطابع الاقتصادي وسط عدم إعجاب وتخوف أطراف عالمية وإقليمية بتضخم الدور الإيراني في الشرق الأوسط .
وقال محمد صالح قادري مسؤول العلاقات الدبلوماسية في أربيل وعضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض لحرية برس: “لا شك أن أي نوع من التغيرات في إيران يمكن أن يكون ذا تأثير في المعادلة السياسية والأمنية والاقتصادية بالشرق الأوسط، وسقوط نظام الجمهورية الإسلامية يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً لتحقيق توازن القوى وإضعاف الجماعات الإرهابية في المنطقة، وإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وأضاف في سياق متصل من حديثه ” لذلك فإن انتفاضة الشعب الإيراني، رغم أنها تلقي المسؤولية على المجتمع الدولي، ومن ضمنه أمريكا وحلفاؤها، ليساندوا بصورة جدية وعملية النضال المدني للإيرانيين، ليبلغوا الحرية والعدالة، ويفسحوا المجال للاستبدال بهذا النظام الدكتاتوري نظاماً ديمقراطياً في إيران، وفي الوقت نفسه يستطيع المجتمع الدولي من خلال الضغط على هذا النظام، أن يسد الطريق أمام سفك المزيد من دماء الشعب الإيراني على يد هذه السلطة المعادية لهذا الشعب، ولا يتيح المجال لأن يتكرر حدوث الكارثة والأزمة في إيران، على غرار ما حدث في سوريا”.
وبعد عدة اتهامات من النظام الإيراني لإقليم كردستان العراق بالتخطيط للأحداث التي شهدتها مدن إيرانية تراجعت طهران عن اتهامها للإقليم، وذلك في مؤتمر صحفي قال فيه بهرام قاسمي وزير الخارجية الإيراني “استبعد انخراط مسؤولين كرد بالتخطيط في زعزعة استقرار ايران” في حين وصف رئيس حكومة الإقليم هذه التصريحات بأنها “مدعية للسخرية”، قائلا “سيبقى إقليم عامل استقرار في المنطقة “.
وفي هذا السياق اعتبر أنه “حتى يغطي النظام الإيراني على المشكلات والأزمات الداخلية ويشوش على الرأي العام ويربكه، فإنه يحاول دائماً أن يوجه الاتهام إلى جهات خارجية وأن يختلق الأعداء الوهميين، ليتملص من الأزمة وينقلها إلى خارج الحدود. من جهة أخرى فإن النظام الإيراني، باتهامه ذاك، أراد أن يظهر حكومة الإقليم على أنها عدو له، حتى يعطي الشرعية لمؤامراته واعتداءاته ضد حكومة إقليم كردستان، في حين أن التهمة التي وجهتها إيران لحكومة الإقليم، هي في الأساس كانت بعيدة عن الحقيقة حسب وصفه”.
إلى أين تمضي المظاهرات في إيران؟ في إطار هذا السؤال الذي طرحته مراسلة حرية برس على المسؤول الدبلوماسي، رد قائلا: “حالياً نحن في بداية عملية الانتفاضة والتظاهر ضد النظام الإيراني، مع الأخذ بعين الاعتبار تلك الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي أصابت الشعب الإيراني من جرّاء النظام الديكتاتوري والفساد في الجمهورية الإسلامية على مدى أربعين عاماً، وأخذت تتزايد يوماً بعد يوم، كذلك إنعدام أي فرصة وإمكانية لحلها، لدى هذا النظام، ولهذا تولّدَ بين الشعب وأصحاب السلطة في هذا النظام، شرخٌ كبير وكثير من عدم الثقة، لذلك نجد أن الناس تردد شعارات الموت للديكتاتور، الحرية أو الموت، كذلك الدعوة إلى إجراء استفتاء لتبيان طبيعة النظام في إيران”.
وواصل كلامه في ذات الصدد “فهذه المظاهرات قد بدأت على إمتداد إيران وبجميع المكونات الاجتماعية، القومية والمذهبية على أمل أن تتواصل خطوة فخطوة إلى أن يسقط نظام الديكتاتورية والفساد في الجمهورية الإسلامية” حسب وصفه.
وكان النشطاء في إيران قد أطلقوا استغاثات بسبب قطع الانترنت، وملاحقة مواقعهم وأسمائهم من قبل المخابرات الإيرانية، ومنذ بدء انتفاضة إيران لايوجد مراسلين اعلاميين للقنوات الإعلانية الدولية والعربية بسبب الضغط الأمني.
عذراً التعليقات مغلقة