هل يخشى بشار الأسد زيارة حلب؟

فريق التحرير8 يناير 2018Last Update :
حي الهلك الخاضع لسيطرة مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية – عدسة زياد عدوان – حرية برس©

زياد عدوان – حلب – حرية برس:

رغم مرور عام على احتلال مليشيات بشار الأسد وإيران وروسيا لأحياء حلب الشرقية، إلا أن رأس النظام السوري لا يزال يتجنب زيارة المدينة التي هجر معظم أهاليها قسراً، ودمر أكثر من نصف أحيائها.

قبل عام اعتبر الأسد أن استعادة حلب انتصار على اسرائيل، لكنه يبدو حتى اليوم متخوفاً من زيارتها، أسوة بغيرها من المناطق التي أعاد احتلالها، على الرغم من ثقل المدينة وأهميتها، لا سيما أن احتلالها شكل نقطة تحول كبيرة في الوضع السوري، يكتفي الأسد بإرسال وفد من حكومته، يضم رئيس الحكومة وستة عشر وزيراً، وفق ما أعلنت وسائل إعلام موالية، قالت إن هدف الزيارة الوقوف على الواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة للوقوف على جوانب أخرى في محافظة حلب المحتلة، ولم تعلن المصادر عن توقيت زيارة الوفد سوى أنها ذكرت أن الوفد سيتوجه إلى محافظة حلب بتوجيه من رأس النظام.

هل يسيطر الأسد على حلب؟
عناصر من ميليشيا لواء القدس في منطقة حندرات بحلب – حرية برس©

يتقاسم السيطرة على أحياء حلب المحتلة، الشرقية والجنوبية منها، مليشيات شيعية مدعومة من إيران، أبرزها “حزب الله” و”لواء الباقر” و”لواء القدس”، فضلاً عن عدة أحياء تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية، مثل (الهلك والشيخ فارس والأشرفية والشيخ مقصود) وغيرها، لقاء تعاونها مع قوات الأسد في حصار الثوار وخنق المدنيين قبل التهجير.

وتعيش المدينة حالة مرعبة من الفلتان الأمني، حيث يهيمن الشبيحة والميليشيات على دائرة القرار فيها، ويقومون بترويع المدنيين، والتشبيح والتشليح والعبث والسرقة، وارتفاع حالات الخطف والسرقة والتي طالت العديد من الفتيات فضلاً عن تفشي الدعارة، وليست الأحوال الخدمية بأفضل وضعاً حيث تعد الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء شبه معدومة، وسط ارتفاع الأسعار وانتشار المواد الغذائية والأطعمة الفاسدة، وهو ما تؤكده وسائل الإعلام الموالية.

وعود مستمرة
حي الجزماتي الخاضع لسيطرة مليشيا “لواء الباقر” – عدسة زياد عدوان – حرية برس©

منذ احتلال المدينة وحتى تاريخ اليوم؛ وصلت عشرات الوفود “الرسمية” التابعة لحكومة الأسد، بالإضافة لجولات محافظ حلب حسين دياب والذي يستمر بقطع الوعود المتكررة من أجل تحسين الواقع الخدمي والمعيشي والاقتصادي وغيرها، غير أن تلك الوعود لم تكن سوى حبراً على ورق، أو مثلما يقول المثل “كلام الليل يمحوه النهار”.

وبالرغم من أن ضخامة المبالغ التي خصصتها حكومة الأسد من أجل البدء بتأهيل الأحياء الشرقية وإزالة الركام والأوساخ ومن أجل إعادة إعمار المناطق التي تضررت بسبب القصف، إلا أن الصور الواردة من هناك تظهر حجم الركام والأوساخ المنتشرة بكثافة وذلك بسبب عدم اهتمام قطاع الخدمات التابع لمجلس محافظة حلب التابعة لحكومة النظام بتلك الأحياء والحارات وتركيز عملهم في الأحياء الغربية والشمالية للمحافظة.

كما أن أعطال التيار الكهربائي في أحياء حلب كثيرة فساعات الانقطاع تتجاوز العشرين بشكل شبه يومي وذلك نتيجة ما تسميه شركة كهرباء حلب بالخلل الفني والذي يؤدي لانقطاع الكهرباء وحتى الماء لأكثر من عشرين ساعة، أما المثير للسخرية فإنه أثناء زيارة وفود النظام لا يحدث أي خلل فني ولا حتى انقطاع التيار الكهربائي أو حتى انقطاع المياه ولو لمدة خمسة عشر دقيقة.

ما زالت مدينة حلب بعد مرور عام على احتلالها من قبل ميليشيات الأسد وإيران تعاني من انعدام أغلب الخدمات بالإضافة لتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، بالرغم من وصول العديد من الوفود من العاصمة دمشق والتي تصل إلى محافظة حلب من أجل التقاط الصور التذكارية بالقرب من قلعتها التي دمرها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل