حوادث الدهس تثير الهلع لدى أهالي حلب المحتلة

فريق التحرير4 يناير 2018Last Update :
عناصر من ميليشيا لواء القدس في منطقة حندرات بحلب – حرية برس©

زياد عدوان – حلب – حرية برس:

ارتفعت حوادث دهس المدنيين بشكل مخيف وباتت بشكل شبه يومي في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وميليشياته خلال العام الماضي، حيث سجلت أكثر من ثلاثين حادثة دهس بالسيارات استهدفت المدنيين المارين على الطرقات الرئيسية وفي الشوارع الفرعية، ولا يكاد ينتهي أسبوع دون تسجيل حالة وفاة أو أكثر نتيجة تعرض المدنيين للصدم من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات الذين يقودون سيارتهم بشكل جنوني وبسرعة كبيرة، بالإضافة لقيادة سياراتهم وهم في حالة السكر، أو أثناء ذهابهم لإسعاف أحد جرحى قوات الأسد أو ميليشياته بالسيارات المخصصة لنقل المصابين من تلك القوات والميليشيات الموالية لها.

ولم يكن العام الحالي بأفضل من سابقه، فقد شهد اليوم الثاني من كانون الثاني الجاري حالة دهس أصيب خلالها شاب بجروح خطيرة في حي حلب الجديدة غربي مدينة حلب، حيث صدمت سيارة تابعة لعناصر من ميليشيا “لواء القدس” شاباً يستقل دراجة نارية، وعلى الرغم من هرع بعض المدنيين لإسعاف الشاب إلا أنه فارق الحياة بعد أقل من 12 ساعة نتيجة إصابته البليغة.

وعبر موالو الأسد في مدينة حلب عن غضبهم واستيائهم الشديدين بسبب قيام عناصر الشبيحة والميليشيات بقيادة السيارات بشكل جنوني وبسرعة كبيرة حتى في الأوقات العادية وضمن ساعات النهار وخصوصاً ساعات الذروة بعد خروج الطلاب والموظفين من دوامهم الرسمي، غير أن القرارات التي صدرت عن أمين فرع حزب البعث في مدينة حلب بخصوص منع قيادة السيارات برعونة من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات ومنع قيادتهم للسيارات بدون أمر مهمة قبل نهاية العام الماضي لم تنفع، حتى أن الشكاوى التي تقدم بها موالو الأسد في حلب لم تفلح حتى الآن بشيء.

ورصدت حرية برس آراء بعض المقيمين في مدينة حلب والذين عبروا عن غضبهم واستيائهم نتيجة الأفعال التي يقوم بها عناصر الشبيحة والميليشيات، حيث حملوا المسؤولية لأجهزة النظام الأمنية بسبب فقدانها السيطرة وعدم قدرتها على إيقاف تجاوزات تلك العناصر، وقال عثمان محمد (اسم مستعار) وهو أحد سكان حي حلب الجديدة في حديث لحرية برس “في بداية الأمر كان عناصر الشبيحة والميليشيات يحاولون فرض هيمنتهم وسطوتهم على دائرة القرار وذلك من خلال التجاوزات والانتهاكات التي تحصل ومن بينها قتل المدنيين بشكل متعمد من خلال دهسهم بالسيارات أثناء مرورهم على الطرقات، وأصبح هذا التجاوز ظاهرة منتشرة بكثرة حتى تاريخ اليوم بالرغم من القرارات التي صدرت، وكل الذين قتلوا بسبب دهسهم بسيارات عناصر الشبيحة والميليشيات هم من المدنيين ولم يصدر أي قرار بحقهم”.

يذكر أن العام الماضي شهد عشرات الحوادث المرورية التي غالباً ما يكون الشبيحة طرفاً فيها، ومن بينها حادثة مقتل طبيبة الأسنان “تارلا فوسكيان” والتي فارقت الحياة بعد عدة ساعات من صدمها بسيارة يقودها شبيح مخمور قرب ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب منتصف العام الماضي، ويتزايد التخوف موالو النظام في مدينة حلب من عدم امتثال عناصر الشبيحة والميليشيات لـ”القوانين” وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبطهم.
Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل