الغوطة الشرقية – حرية برس:
أعلنت حركة “أحرار الشام الاسلامية” في يوم الأربعاء 15/11/2017 عن إطلاق معركة “لأنهم ظلموا”، بهدف تحرير منطقة إدارة المركبات العسكرية في حرستا، متضمنة مباني القيادة والإدارة فيها بالإضافة إلى الرحبة العسكرية 446، وبعض المناطق المحيطة بها، حيث تعتبر هذه المناطق استراتيجية لقوات الأسد من حيث دورها اللوجيستي وتموضع قوات الحرس الجمهوري وميليشيات حزب اللّه فيها، وحساسة بالنسبة للأمن الغذائي للمناطق المحيطة بها، لينضم “فيلق الرحمن” وبعض فصائل الغوطة للمعركة لاحقاً.
وعبرت الحركة في بيان إطلاق المعركة عن رغبتها في الالتزام باتفاقية “خفض التوتر” لتخفيف معاناة الشعب السوري وإيقاف استهدافه بطريقة عشوائية من قبل نظام الأسد، ولكنها في نفس الوقت تحتفظ بحق الدفاع عن النفس، ودعت الدول الضامنة للاتفاقية ولا سيما “الطرف الروسي” بلعب الدور المنوط به ولجم الأسد وآلته الإجرامية.
وتقع إدارة المركبات بين مدن حرستا وعربين ومديرا، وتبلغ مساحتها حوالي كيلو متر مربع واحد، وتضم بناء القيادة الرئيسية، وقسم الإدارة والرحبة 446، والمعهد الفني، وتأتي أهمية السيطرة على إدارة المركبات في كونها تفتح الطريق بين مدينتي حرستا وعربين، وفي قربها من ضاحية الأسد والتي تتمركز فيها قوات الأسد وتقصف الغوطة الشرقية منها.
وشكلت إدارة المركبات عائقاً كبيراً أمام حركة المدنيين والثوار في الغوطة الشرقية بسبب موقعها الجغرافي وتحصينها العالي ومن خلالها أيضاً تقصف قوات الأسد مدن وبلدات الغوطة وتجري محاولات قنص للأهالي في بلدة مديرا.
وتمكن ثوار الغوطة من تحقيق مكاسب كبيرة في المعركة حتى اللحظة، وكبدت قوات الأسد وميليشاته خسائر جسيمة في الأفراد وعلى رأس قتلى قوات الأسد الذين قدروا بأكثر من 300 عنصر، بينهم ضباط برتب رفيعة “العماد وليد خواشقجي والعميد الركن محمد علي بدران والعقيد عزام أحمد” والعديد ممن لقوا مصرعهم على يد الثوار، كما دمر الثوار خلال المعركة أكثر من 7 دبابات وناقلتي جند وكاسحة ألغام والعديد من الآليات العسكرية، وغنم الثوار مدافع هاون وقواذف RBG ورشاشات ثقيلة والعديد من الأسلحة والذخائر.
ونجح الثوار ضمن المرحلة الثانية من معركة “بأنهم ظلموا” بالسيطرة على عدة أحياء في مدينة حرستا وإطباق الحصار على إدارة المركبات العسكرية، والتقدم باتجاه المعهد الفني وكراج الحجز في مدينة حرستا.
أهمية المعركة
“وائل علوان” المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وفي حديث خاص لحرية برس أوضح عدداً من النقاط التي تخص المعركة قائلاً: “كما يعلم الجميع أن الغوطة الشرقية محاصرة منذ أكثر من خمس سنوات لم تتوقف المعارك فيها، وبعد سلسلة من الاتفاقات كان آخرها أستانة 4، أصبحت الغوطة واحدة من أربع مناطق سميت بمناطق خفض التصعيد، وكل هذه الإتفاقيات لم تثني قوات الأسد عن محاولاته اليائسة لاقتحام مدن وبلدات الغوطة الشرقية ولم توقف المعارك، ووقع بعدها جيش الإسلام في القاهرة بوساطة أحمد الجربا مع الجانب الروسي، ليتبعه توقيع فيلق الرحمن في جنيف مع الجانب الروسي أيضاً على اتفاقيات وقف إطلاق نار كامل وفتح معابر للغوطة الشرقية المحاصرة”.
وتابع “علوان”حديثه قائلاً: “استمرت محاولات الأسد لاقتحام الغوطة وتضييق الحصار على أهلها، وهجر أهالي بلدات ومدن برزة والقابون، ولم يكن الجانب الروسي جاداً في الضغط على الأسد لتنفيذ ضمانته التي تعهد بها في الاتفاقات، استمرت المعارك طيلة أشهر على جبهات جوبر وعين ترما التي يرابط عليها فيلق الرحمن الذي كان يقود معارك دفاعية أحبطت جميع محاولات الأسد في التقدم، ليحاول الأسد فتح جبهة جديدة على محور إدارة المركبات العسكرية حيث أن موقعها الجغرافي يشكل ذراعاً يخترق الغوطة إلى عمقها، وبدأت قوات الأسد بحشد القوات والعتاد لاقتحام المنطقة بحيث يقسم الغوطة الشرقية المحاصرة إلى قسمين شمالي وجنوبي منفصلين عن بعضهما”
المجريات والتطورات
وأضاف المتحدث باسم الفيلق: “بدأت فصائل الثوار في مدينة حرستا بداية بإطلاق معركة بأنهم ظلموا والتحق بها بعد ذلك فيلق الرحمن ليعمل ضمن غرفة العمليات وكانت معركة إدارة المركبات الأولى ثم معركة حي العجمي وحي الجسرين والصوا وعربين التي أطبقت بفكي كماشة على المناطق المحيطة بإدارة المركبات العسكرية وقطعت طريق إمدادها بشكل كامل، وبذلك حوصرت إدارة المركبات وفيها أكثر من 300 من قوات الأسد مابين ضباط وعناصر، على إثر هذا التقدم انهارت معنويات عناصر قوات الأسد، وارتفعت معنويات أهالي الغوطة المحاصرين وأمالهم، وهذا ما جعل الأهالي يتحملون أثار الحملة الهمجية التي شنتها طائرات الأسد وقواته على مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي لم تتوقف للحظة واحدة، ومازالت المعارك مستمرة وإدارة المركبات محاصرة منذ أكثر من أسبوع وحتى اللحظة، تكبدت قوات الأسد العديد من القتلى والجرحى والخسائر وعشرات الأسرى الذين سقطوا بيد الثوار،في محاولات بائسة ويائسة لفك الحصار عن إدارة المركبات”.
وأكد “علوان” أن قوات الأسد لم تستطع حتى اليوم فك الحصار عن إدارة المركبات، “كما يروج بالشائعات التي يبثها في حربه النفسية لرفع معنويات عناصرها المنهارة ولكي تظهر بصورة أفضل أمام حاضنته المستاءة، بعد أن استقدم عشرات الميليشيات والتعزيزات لفك عن الحصار عن إدارة المركبات العسكرية، والتي تتوالى خسائرها يوماً بعد يوم في المعارك الطاحنة التي تشهدها المنطقة، حيث أن الأسد لم يتوانى عن استقدام تعزيزات من جميع الميليشيات والقوات لديه.
حقيقة المفاوضات
أكد المتحدث عدم وجود أي مفاوضات بين الثوار وبين الجانب الروسي أو نظام الأسد حول المعركة، وقال أنه في حال حدثت مع أي جهة، سيعلن الثوار كل شيء.
وتابع: “الأسد كان يتعمد استهداف إدارة المركبات بقصف الطائرات الحربية ليس فقط لإحباط تقدم الثوار في المعركة، في الواقع وكما جرت العادة فإن الأسد لايهمه حياة العناصر المحاصرة أو الأسر والشواهد على هذا كثيرة، حيث قام الطيران الحربي التابع لقوات الأسد باستهداف إدارة المركبات عدة مرات وبالصواريخ الفراغية، سقط على إثرها قتلى وجرحى، فالأسد هنا يحاول التخلص من هذا الملف الذي يشكل ضغطاً كبيراً عليه من قبل مؤيديه”.
يشار إلى أن طائرات حربية تابعة لقوات الأسد، قصفت مباني إدارة المركبات المحاصرة والتي ماتزال تحت سيطرة قوات الأسد وميليشياته أكثر من ثلاث مرات في الأسبوعين الماضيين.
وكثفت قوات الأسد قصفها على الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية في “حرستا، ودوما، وعربين، ومسرابا، وبلدات المرج” بمئات الغارات الجوية والصواريخ الفراغية والعنقودية وقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ الأرض أرض من نوع فيل، أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين وإصابة المئات بجروح أغلبها إصابات خطرة، وأجبرت المئات من العائلات على النزوح من بيوتهم القريبة من مناطق الإشتباكات والقصف المستمر، في حين يبقى الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية المحاصرة متردياً ومنذراً بقدوم كارثة إنسانية.
إعداد: أدهم الخولي – لجين مليحان
Sorry Comments are closed