تتكثّف المشاورات الدبلوماسية حول الملف السوري، وتحديداً بعد سلسلة المجازر التي ارتكبها النظام السوري، بدعم روسي وصمت دولي، في حلب، من دون أن يكون أي طرف قادراً على وضع حد لآلة قتل النظام، إذ جدد طيرانه، أمس الأحد، غاراته على مناطق في حلب وريفها لليوم العاشر على التوالي. وأفادت مصادر محلية في حلب، لـ”العربي الجديد”، أن “غاراتٍ عدة، استهدفت منطقة الليرمون، فضلاً عن غارات قرب بلدة كفر حمرة غربي حلب، فيما طاولت هجمات مماثلة، بلدتي الزربة، وبرقوم بريف حلب الجنوبي”.
استمرار القصف لليوم العاشر في أعنف حملة عسكرية تتعرض لها حلب وأدت الى مقتل وإصابة المئات من المدنيين وتشريد الآلاف فضلاً عن تدمير مستشفيات ومراكز حيوية، لا ينفصل بالنسبة للمعارضة عن تمهيد النظام للاجتياح البري للمدينة وحصارها، على الرغم من ترويج روسيا، أمس الأحد، على لسان الجنرال سيرغي كورالنكو، رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتحاربة في سورية الذي أنشأه الجيش الروسي لمراقبة الهدنة، لوجود “مفاوضات نشطة تجري لفرض الهدوء في محافظة حلب”، في موازاة إعلانه أن “الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الجمعة بطلب من موسكو وواشنطن قد تم تمديدها لمدة 24 ساعة اعتباراً من مساء الأحد في الغوطة الشرقية، قرب دمشق”، فضلاً عن إشارته إلى صمود “الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في شمال محافظة اللاذقية”.
وتعتبر المعارضة أن “هدنة الصمت” التي أعلن عنها في كل من اللاذقية والغوطة الشرقية تعكس ضوءاً أخضر أميركياً لروسيا للقضاء على المعارضة السورية في حلب، وهو ما ترجمه منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بقوله إن “الحديث عن الهدنة في اللاذقية والغوطة الشرقية هو لتنقل الحكومة السورية قواتها إلى حلب”، مضيفاً: “لا نعول على جامعة الدول العربية التي تجاهلت التدخلات الإيرانية”. وجاءت تصريحات حجاب بعدما كان قد استبعد العودة إلى طاولة التفاوض مرة أخرى في مايو/أيار الحالي، قائلاً في تغريدة له على موقع “تويتر” إن “الوضع غير مناسب للحديث عن عملية سياسية في ظل المجازر المروعة”.
وبحسب بيان أصدرته قرابة 300 منظمة مجتمع مدني سورية، فإن “المجازر الدموية التي ترتكبها الطائرات الروسية بمساندة قوات النظام على المدنيين والمنشآت الحيوية في مدينة حلب”، قد خلفت “أكثر من 260 شهيداً جُلُّهم من المدنيين بينهم أكثر من 50 طفلاً و5 عناصر من الدفاع المدني وممرضة وعائلتها وطبيبان منهما آخر طبيب أطفال في مناطق حلب الخارجة عن سيطرة النظام”. واتهمت المنظمات المجتمع الدولي بـ”التواطؤ” بالصمت على “جريمة العصر في إبادة مدينة حلب وسكانها”، محملة الأمم المتّحدة ومنظمة دول التعاون الإسلامي والجامعة العربية “مسؤولية أرواح الأبرياء التي تُزهق في سورية”، مطالبة الضمير العربي والعالمي بالسعي بعدالة لحماية المدنيين وتحييدهم عن القصف والاستهداف”.
ووسط تشكيك المعارضة السورية بفعالية أي تحركات سياسية، بدأت حركة دبلوماسية نشطة على وقع ما يجري في حلب، إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن عودة سريان الهدنة في كامل سورية “يشكل أولوية الأولويات”. وعقد كيري لقاء في جنيف مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة، تصدرته الأوضاع في حلب، ولا سيما بعد إعلان روسيا أنها لن تضغط على نظام الأسد لإيقاف الحملة على حلب.
من جهته، أفاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في حديث صحافي، أمس الأحد، عن عزمه الدعوة خلال الأسبوع المقبل لاجتماع يعقد في برلين بين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا وحجاب، وذلك بهدف التداول في تطوير الأفكار من أجل استمرار محادثات السلام المتوقفة حالياً. واعتبر شتاينماير أن القتال الدائر حالياً في حلب “يشكل مدعاة للقلق”. وفيما لفت إلى أنه تواصل مع ممثلي المعارضة السورية للعودة الى المفاوضات، اعتبر أنه من المهم “بعد خمس سنوات من الاقتتال ومع سقوط 300 ألف قتيل، أن يبقى جميع اللاعبين على طاولة الحوار”. وبينما أقرّ أن التوصل إلى حل للصراع في سورية لا يزال بعيداً اعتبر أنه “لا يمكن أن نتصور سورية في الوقت القريب من دون بشار الأسد”. وأضاف “تمحور المفاوضات في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة يتم على أساس تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلي المعارضة والموالاة لتتولى المهام التنفيذية وليس حول مسألة إقالة بشار الأسد فوراً”، على حد تعبيره.
من جهته، أفاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في حديث صحافي، أمس الأحد، عن عزمه الدعوة خلال الأسبوع المقبل لاجتماع يعقد في برلين بين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا وحجاب، وذلك بهدف التداول في تطوير الأفكار من أجل استمرار محادثات السلام المتوقفة حالياً. واعتبر شتاينماير أن القتال الدائر حالياً في حلب “يشكل مدعاة للقلق”. وفيما لفت إلى أنه تواصل مع ممثلي المعارضة السورية للعودة الى المفاوضات، اعتبر أنه من المهم “بعد خمس سنوات من الاقتتال ومع سقوط 300 ألف قتيل، أن يبقى جميع اللاعبين على طاولة الحوار”. وبينما أقرّ أن التوصل إلى حل للصراع في سورية لا يزال بعيداً اعتبر أنه “لا يمكن أن نتصور سورية في الوقت القريب من دون بشار الأسد”. وأضاف “تمحور المفاوضات في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة يتم على أساس تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلي المعارضة والموالاة لتتولى المهام التنفيذية وليس حول مسألة إقالة بشار الأسد فوراً”، على حد تعبيره.
من جهتها، تعقد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اجتماعاً طارئاً لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأربعاء المقبل، وذلك بناء على طلب دولة قطر، لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب السورية، لكن حجاب قال في تصريحات صحافية إن المعارضة لا تعوّل على الجامعة العربية التي “تجاهلت التدخلات الايرانية”، وفق قوله.
في موازاة التصعيد الميداني في حلب والتهدئة في الغوطة واللاذقية، أعلنت فصائل المعارضة رفضها أي اتفاق تهدئة لا يشمل كل المناطق التي تقع تحت سيطرتها. وقالت، في بيان صدر مساء السبت، إنها لن تقبل مبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية، مؤكدة أنها كتلة واحدة على امتداد سورية، والاعتداء على أي منطقة يوجد بها فصيل بمثابة الاعتداء على كل الفصائل، متمسكة بحقها بالرد في الزمان الذي تختاره. وأشارت الفصائل الى أن اتفاق الهدنة الذي بدأ أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي بات “بحكم الميت عملياً” بسبب اشتداد القصف العشوائي من قبل نظام الأسد، وحلفائه، وارتكاب المزيد من المجازر في شتى المناطق بحق المدنيين، وفق البيان.
واتهمت الفصائل راعيي اتفاق الهدنة (موسكو وواشنطن) بالمشاركة بـ”جرائم الحرب المرتكبة”، مضيفة: “أحدهما من خلال قصفه الأحياء المدنية والمنشآت الطبية (في إشارة إلى روسيا) والثاني بالتغاضي عما يحدث (في إشارة إلى الولايات المتحدة)”. وأكدت الفصائل دعمها للهيئة العليا للتفاوض بتعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف. ووقع على البيان نحو أربعين من أبرز فصائل الجيش السوري الحر، ومنها جيش الإسلام، وفيلق الشام، والجبهة الشامية، وجيش اليرموك، وغرفة عمليات حلب، وجيش التحرير، وجيش الشام، وجيش المجاهدين، وفرقة عشائر حوران، والفرقة الوسطى.
وترى مصادر في المعارضة أن ما يجري في حلب “وحّد فصائل المعارضة السورية المسلحة، ما قد يُفشل المخططات الرامية الى اقتحام المدينة من قبل قوات النظام ومليشيات طائفية تساندها.
من جهته يقول سفير الائتلاف الوطني السوري في العاصمة الإيطالية روما، بسام العمادي، لـ”العربي الجديد”، إن نظام الأسد يسعى إلى الحسم العسكري في حلب وسواها من المناطق السورية وهو غير معني بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وبالعملية التفاوضية في جنيف. ويلفت إلى أن نظام الأسد “لا يقول علانية إنه يرفض التفاوض في جنيف، لأن ذلك يحمله تبعات مواجهة القرارات الدولية”. ويرجح العمادي فكرة أن “تكون واشنطن أعطت الضوء الأخضر للروس للقضاء على المعارضة السورية في حلب خلال مدة زمنية لتقوية موقف النظام التفاوضي، وفرض حل سياسي على المعارضة السورية يعيد إنتاج النظام ويحقق المصالح الروسية والإيرانية في سورية”، على حد قوله.من جهته، يتوقع عضو اللجنة الاستشارية لوفد المعارضة السورية المفاوض، يحيى العريضي، أن الـ48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة على صعيد إمكانية إحياء المسار السياسي. ويشير إلى أن محاولات تبذل لـ”اطفاء الحرائق” من خلال إدخال حلب ضمن اتفاق التهدئة المؤقت الذي اتفق عليه الروس والأميركيون أخيراً والعودة إلى اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه أواخر فبراير الماضي، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة مرة أخرى الى طاولة التفاوض في جنيف من خلال الاهتمام أكثر بالمسار الإنساني، وإدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام وحلفائه.
ويعرب العريضي، في حديث مع “العربي الجديد”، عن اعتقاده أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول تمضية الوقت حتى انتهاء ولايته من خلال “إدارة الأزمة في سورية” دون العمل بشكل جدي على حلّها، وإبقاء حالة الصراع “ضمن الحدود اللازمة”. ويشير العريضي إلى أن “التاريخ سيكتب أن الرئيسين (الروسي فلاديمير) بوتين و(الأميركي باراك) أوباما كانا شاهدين وشريكين في قتل السوريين”.
وترى مصادر في المعارضة أن ما يجري في حلب “وحّد فصائل المعارضة السورية المسلحة، ما قد يُفشل المخططات الرامية الى اقتحام المدينة من قبل قوات النظام ومليشيات طائفية تساندها.
من جهته يقول سفير الائتلاف الوطني السوري في العاصمة الإيطالية روما، بسام العمادي، لـ”العربي الجديد”، إن نظام الأسد يسعى إلى الحسم العسكري في حلب وسواها من المناطق السورية وهو غير معني بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وبالعملية التفاوضية في جنيف. ويلفت إلى أن نظام الأسد “لا يقول علانية إنه يرفض التفاوض في جنيف، لأن ذلك يحمله تبعات مواجهة القرارات الدولية”. ويرجح العمادي فكرة أن “تكون واشنطن أعطت الضوء الأخضر للروس للقضاء على المعارضة السورية في حلب خلال مدة زمنية لتقوية موقف النظام التفاوضي، وفرض حل سياسي على المعارضة السورية يعيد إنتاج النظام ويحقق المصالح الروسية والإيرانية في سورية”، على حد قوله.من جهته، يتوقع عضو اللجنة الاستشارية لوفد المعارضة السورية المفاوض، يحيى العريضي، أن الـ48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة على صعيد إمكانية إحياء المسار السياسي. ويشير إلى أن محاولات تبذل لـ”اطفاء الحرائق” من خلال إدخال حلب ضمن اتفاق التهدئة المؤقت الذي اتفق عليه الروس والأميركيون أخيراً والعودة إلى اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه أواخر فبراير الماضي، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة مرة أخرى الى طاولة التفاوض في جنيف من خلال الاهتمام أكثر بالمسار الإنساني، وإدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام وحلفائه.
ويعرب العريضي، في حديث مع “العربي الجديد”، عن اعتقاده أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول تمضية الوقت حتى انتهاء ولايته من خلال “إدارة الأزمة في سورية” دون العمل بشكل جدي على حلّها، وإبقاء حالة الصراع “ضمن الحدود اللازمة”. ويشير العريضي إلى أن “التاريخ سيكتب أن الرئيسين (الروسي فلاديمير) بوتين و(الأميركي باراك) أوباما كانا شاهدين وشريكين في قتل السوريين”.
المصدر: العربي الجديد
Sorry Comments are closed