محمود أبو المجد – حرية برس:
مع تفاقم الظروف المعيشية التي يعيشها سكان ريف حمص الشمالي سوء، بسبب الحصار الجائر المفروض من قبل قوات نظام الأسد، خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء، يحاول المحاصرون ابتكار طرقاً وأساليب لمواجهة ظروف معيشتهم الصعبة.
البحث بين القمامة وجمع أكياس النايلون أو أوراق الأشجار أو أية مواد قابلة للاشتعال، إحدى أساليب مواجهة ظروف البرد القارس في شتاء ريف حمص الشمالي المحاصر، كبديل عن المدافئ التي يصعب تأمين الوقود لها في ظل ارتفاع أسعاره بسبب الحصار، حتى أن المجلس المحلي لمدينة الرستن كبرى مدن ريف حمص الشمالي المحاصر أطلق منذ فترة نداء استغاثة لتأمين مواد التدفئة لما يقارب من 70 ألف محاصر في مدينة الرستن.
وفي ظل هذه الظروف القاسية التي يعيشها المحاصرون، بسبب الحصار والبطالة والنقص كل مقومات الحياة، انتقل الناس للاعتماد على الملابس المستعملة “البالة” لمواجهة برد الشتاء.
ويرى الكثير من المحاصرين في الملابس الشتوية المستعملة “البالة” بديلاً عن المدافئ لعدم قدرتهم على شراء الحطب أو المازوت، لهذا انتشرت محلات بيع الألبسة المستعملة “البالة” بشكل كبير، وأصبحت هذه المحلات ملجأ الناس – حتى ميسوري الحال منهم – في ظل هذه الظروف القاسية.
السبب الرئيسي لتحولي لبيع الملابس المستعملة هو عدم قدرة الناس على شراء الألبسة الشتوية الجديدة، يقول “ابراهيم محمد” صاحب محل بيع ألبسة مستعملة لـ “حرية برس” مشيراً لخصوصية الوضع في ريف حمص الشمالي المحاصر، فعلى الرغم من الفرق بين السعرين، إلا أنه يمكن أن نجد نسبة لا بأس بها من السكان المحاصرين لا يملكون المال الكافي حتى لشراء الملابس المستعملة.
فإكساء طفل واحد من ملابس البالة الشتوية يكلف ما يقارب 8 آلاف ليرة سورية، حوالي 18 دولار، و أحياناً تختلف الأسعار بحسب نوع البالة، فمنها الأجنبي والذي تكون أسعاره مرتفعة بالمقارنة مع البالة المحلية، وأضاف ابراهيم بأن “البالة” تحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان للباس، لكن الطلب الأكبر يكون على المعاطف “السترة أو الجاكيت” الشتوية.
عوض النبهان مواطن في ريف حمص الشمالي قال لـ “حرية برس” بأن محلات “البالة” باتت هي الوسيلة الجيدة والبديل لشراء الملابس الجديدة، فالملابس الجديدة باتت من المنسيات عند شريحة واسعة من الناس، وذلك لغلاء سعرها. لهذا نادراً ما تلاحظ وجود مواطن من هذه الشريحة في محال الألبسة الجديدة، وهنا بات الاعتماد على “البالة” هو الوسيلة الناجحة، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال لباس الناس، فملابس “البالة” معروفة، وأكد بأنه مع بداية فصل الشتاء اشترى لأطفاله الثلاثة من محال “البالة”.
يشار بأن نسبة محلات “البالة” تضاعفت في السنوات الثلاث الأخيرة في مدن و بلدات ريف حمص الشمالي المحاصر.
Sorry Comments are closed